سؤلت لما تكتب الآن، فرأيت أن السؤال فيه منطق يستوجب الرد عليه. كما أن من حق القارئ أن يعرف الدافع لذلك الآن.
مع ولاية جديدة لرئيس الجمهورية، وفي ظل التحديات التي يواجهها الاقتصاد وجب على كل صاحب مصلحة في هذا البلد يرى أنه يستطيع أن يضع لبنة تساعد في بناء هذا المجتمع، وألا يتراخى في وضع هذه اللبنة في مكانها.
أيضا يجب على كل صاحب رأى أن يضعه أمام أعين متخذ القرار، لعل هذا الفكر أو الرأي، وإن استصغرته، يفتح طريقا أو ينير دربا أو حتى يلفت الانتباه لفكرة قد تساعد في تجاوز تحديات نشعر بها حولنا.
سواء تم الأخذ بالفكرة الآن أو تأجيلها حتى يأتي وقت أنسب لتنفيذها، أو حتى إن لم يأخذ بها، فعلى الأقل تكون قد أديت ما عليك تجاه وطنك ومجتمعك.
الآن أيضا لأني وجدت هذا المنبر المحترم الذي أستطيع من خلاله أن أوصل أفكاري لأكبر عدد.. فعلى العكس مما يعتقد البعض بأن الفكرة تقدم فقط للإدارة فإتها قد تكون موجهة بصورة أكبر للمجتمع حتى يكون أكثر إيجابية وفاعليته.
إن الارتقاء بالوعي المجتمعي قد يكون واحدا من أهم تحديات أي مجتمع إذ أن أفراد المجتمع كونهم الحاضنة التي يناط بها وضع أى فكر موضع التنفيذ، فمنوط بصاحب الفكر أيضا أن يؤهل المجتمع حتي يواكب فكره.
جزء ليس بالقليل من كتاباتي أن قدر لي سيكون الهدف منه نقل ما خبرته في مجتمعات أخرى قدر لي أن أحتك بها عن قرب وأود أن أنقل لبلدي ما رأيته بدلًا من النقد فقط ومصمصة الشفاه على الفوارق بيننا وبين الآخرين.
إن تحسين الاقتصاد جزء ليس بقليل منه هو سلوك مجتمعي وفكر مختلف، ففي أوقات كثيرة تكون الموروثات الثقافية عائقا أمام أي تقدم، ولعل الأمثلة على ذلك كثيرة وهذا سيفتح لنا أبوابا عدة في مقالات قادمة عن أهمية العلوم الاجتماعية للمجتمع.
في رأيي إن أردت أن تحدث أي تغيير في أي مجتمع عليك أن تركز على تغيير أفكاره وقناعاته وغالبا يكون هذا هو العائق الأكبر أمام أي تغيير.
وفي ظل التحديات التي تحيط بنا من كل الاتجاهات والتي بالتأكيد لم يتصادف ان تحدث كلها في وقت واحد وجب علي كل منا أن يشمر عن ساعده، وينهض ليساعد في مواجهة هذه التحديات.. وهأنذا أبداء بنفسي وأشمر عن ساعدي بكتاباتي هذه لعلي أساهم ولو بالقليل لتخطي ما يحيط بنا من صعوبات.
أرجو أن أكون قد أجبت عن السؤال، لماذا الآن؟