يتزايد الشعور بالخطر والقلق فى غزة مع اقتراب موعد الولادة، فلا حياة أمام النساء كى يتمكن من الحلم لأنفسهن أو لأجنتهن، ولا مستقبل أمامهن كى يشعرن بالفرح لقدوم أطفالهن لهذا العالم، بالعكس يزاد الخوف والرعب، وتتمنى كل سيدة لو أنها تواجه هذه المصائر وحدها دون طفل محتمل يعانى حتى من قبل خروجه للحياة الصعبة والقاسية.
عن أوضاع نساء غزة المتردى، علقت الدكتورة عبلة الألفى، أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب قصر العينى، خلال تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، قائلة إن نساء غزة بطلات، فهن تحت ضغط نفسى غير عادى، يجعلهن عرضة لكل الأمراض والاضطرابات الهرمونية الممكنة، فنساء غزة الحوامل بسبب الضغط النفسى القاتل، يصبحن عرضة للإجهاض والولادة المبكرة وولادة أطفال مبتسرين تكون فرص بقائهم أحياء شبه معدومة، فضلا عن أن المرضعة حتى بعد الولادة تصبح عرضة لانقطاع لبن الثدى نتيجة الاضطراب النفسى الشديد التى تشعر به.
وعن «الداية» وعودتها بقوة بعد انتفاء الخدمات الصحية وقصف المستشفيات، قالت «عبلة»: إن السيدات الفلسطينيات مجبرات على هذه الحلول، ويصبحن بذلك عرضة للعدوى البكتيرية والفطرية والفيروسية، خاصة من خلال الجروح المفتوحة، ونتيجة استخدام أدوات غير معقمة، كالمقص والسكين المنزلى، ما يزيد فرص الإصابة بالالتهابات التى تسبب العقم عاجلا أو آجلا نتيجة عدم علاجها السريع خلال فترة النفاس.
أضافت أستاذ النساء والتوليد: إن السواد الأعظم من الفلسطينيات يصبحن فى مهب الإصابة بحمى النفاس، الذى يجعلهن عرضة للموت المحقق، والناجية منهن تصاب بالعقم المحقق أيضا.
وعن ولادة الفلسطينيات قيصريا بدون بنج، أكدت على أنهن فريسة الموت المحقق، نتيجة الصدمة من الألم، واصفة هذه العملية بأنها لا يتحملها بشر.
وعن تناول بعض فتيات غزة أدوية لإيقاف الدورة الشهرية، نتيجة انعدام توفر الفوط الصحية، قالت: «لا تحتاج لإيقاف الدورة ومنعها، فالضغوط النفسية والخوف والرعب من القصف والظروف القاسية، كفيلة بمنع الدورة واضطراب الهرمونات»، محذرة أن تناولهن لتلك الأدوية- إن صح ما يتردد- إن وجدت بالأساس، فهى خطر داهم على صحتهن، لأن تناول هذه الحبوب بطريقة متصلة وبشكل عشوائى يعرضهن فى تلك الحالة لاضطرابات بالهرمونات عالية بشدة، وتصبحن عرضة لارتفاع ضغط الدم، وتزيد من فرص الإصابة بالسرطان والأورام الرحمية مستقبلا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة