دلالات كثيرة وشواهد عدة، حدثت وتحدث حاليا داخل كوت ديفوار، على هامش استضافتها كأس الأمم الأفريقية 2023 من 13 يناير حتى 11 فبراير، تؤكد على نجاح سياسية الدولة المصرية فى إدارة شئونها وتبرز جهودها فى تطوير الملف الرياضي.
إذ يتبين من الأحداث إن سياسية الدولة المصرية القائمة على تنظيم البطولات القارية والدولية في مختلف الالعاب السنوات الماضية ومازالت مستمرة على نهجها في ذلك ، لم تكن مبنية على فراغ أو لمجرد الوجاهة فحسب، وإنما وفقا لرؤية شاملة تهدف تحقيق أهداف استراتيجية عادت بالنفع العام على الدولة عبر كل المستويات، رياضيا، اقتصاديا، إنشائيا .. الخ
وقد رأينا جميعا النتائج الهائلة الناجمة عن اهتمام القيادة المصرية بتنظيم البطولات المختلفة، من حيث تطوير البنية التحتية وبناء منشأت جديدة جاء أحدثها القرية الأولمبية يالعاصمة الإدارية الجديدة والتي طلت علينا عبر استضافة معسكر المنتخب الوطنى الأخير قبل السفر إلى كوت ديفوار للمشاركة في بطولة أمم أفريقيا 2023، ومدى العظمة والإبهار الذى ظهر عليه الاستاد الأولمبي، بخلاف أكثر من 20 منشاة رياضية متنوعة بين ملاعب وصالات مغطاة وحمامات سباحة، بالإضافة إلى منشآت فندقية خاصة بإقامة الفرق، ما يجعل القرية الأولمبية الجديدة ثروة قومية ومن الأصول الثابتة للرياضة بل والدولة المصرية.
أود من حديثى هذا الربط بين ما قدمته الدولة المصرية وبين ما يحدث الأن في كوت ديفوار،حيث تقام بطولة كأس أمم أفريقيا 2023 والتي شارك في منافستها المنتخب الوطنى ضمن المجموعة الثانية التي تضم معه موزمبيق،غانا، والرأس الأخضر.
هناك في كوت ديفوار، يفخر العاجيين بما انجزوه من بناء وتجديد منشأت وملاعب، ستجعلهم بحسب توصيف مسئوليهم، مركزا لبلاد المنطقة المجاورة لها، بعد استخدام ما يقارب 1.5 مليار دولار في تسريع بعض مشاريع البنية التحتية هناك أبرزها الملاعب الخمسة التي تم بناؤها أو تجديدها، وتستضيف المباريات في أبيدجان، وهى ياموسوكرو (وسط)، بواكيه (وسط)، سان بيدرو (جنوب) وكورهوجو (شمال).
وفى هذا قال رئيس الاتحاد العاجي لكرة القدم إدريس ديالو "بفضل ملاعبنا، سنصبح مركزًا لفرق المنطقة التي ليس لديها ملاعب معتمدة، في السابق كانوا جميعًا يلعبون في المغرب، والآن سيأتون إلى هنا".. وهذا فى حد ذاته مكسب كبير لهم ويظهرهم كدولة داعمة لمثيلاتها من مجاوريها وتمنحهم مصدر قوة كبيرة فى المنطقة الجغرافية المحيطة بهم وتجعل لهم كلمة وصوت مسموع.
أيضا من ضمن مزايا تنظيم البطولة وإنشاء ملاعب جديدة، قد تعود الجماهير لمتابعة الدورى الغانى المحلى بعد عزوفها عن حضور المباريات، حيث ظهرت بارقة أمل لها ولأنديتها المختلفة التي تشجعها، حيث من المنتظر أن تحصل الفرق الإيفوارية في الدوري هناك والتي تلعب جميعها تقريبًا في أبيدجان في الوقت الحالي، على عدد أكبر من المتفرجين بفضل الملاعب الأقرب إلى موطنها.
كما ساهم تنظيم البطولة فى العمل على تطوير مستوى تطوير البنية التحتية العامة للبلاد ما يعود بالنفع على السكان الأصليين، حيث أعيد تصميم طريق رابط بين العاصمة الاقتصادية وميناء سان بيدرو الكبير بالكامل بطول 350 كيلومتر، ما أدى إلى خفض وقت السفر بين المدينتين للنصف، ما يوفر الوقت والجهد والمال، وكذا تم تمديد طريق سريع آخر لربط أبيدجان بمدينة ياموسوكرو ثم بواكيه، وهما المدينتان المضيفتان للبطولة.
وعن المكتسبات المنتظرة لدولة كوت ديفوار من تنظيم كأس أمم أفريقيا، ففي ظل مشاركة 24 دولة منها المتاخمة لساحل العاج مثل بوركينا فاسو وغينيا وغانا، يمكن لكأس الأمم الأفريقية أن تجذب ما يصل إلى 1.5 مليون زائر، من شانها أنتُدر ملايين الدولارات وتعويض حجم الانفاق البالغ 1.5 مليار دولار.
.. كل هذه مكتسبات حققتها كوت ديفوار، من تنظيم بطولة واحدة ..
فما بالك بما حققته وستحققه دولة مثل مصر نظمت واستضافت قرابة 20 فاعلية رياضية إقليمية ودولية هامة في الفترة ما بين العامين 2016 و2023م، بخلاف ما تعتزم الدولة خلال الأعوام 2024 - 2036 استضافته من بطولات أخرى من الفاعليات الرياضية القارية، وذلك لكي تكون مصر مركزا إقليميا فاعلا في مجال الرياضة، كما تسعى إلى الوصول إلى درجات عالمية مرموقة في صناعة الرياضة من خلال استضافة الأحداث الرياضية الكبرى وعلى رأسها الأولمبياد.
ومن هنا وجب الشكر لكل من ساهم وشارك في توسعة وتطور البنية التحتية الرياضية في مصر التي تجعلنا في مستقبل أوسع واشمل من مجرد الفرح فقط بما فعلناه، وإنما رفع سقف الطموحات لفعل أكثر منه.