مع أجواء الشتاء الباردة، يجد المصريون الدفء في لمة حول التلفاز وهم يشجعون منتخب مصر الذي يشارك في كأس الأمم الافريقية، وسط طموحات بتحقيق اللقب الثامن على يد "صلاح" ورفاقه.
رغم ليالي الشتاء الباردة، إلا أن منتخب مصر، قادر على "لمة العائلات"، و"تجميع الأصدقاء"، وخلق حالة من الدفء والسعادة، والبسمة التي ترتسم على الوجوه، وأحضان الأصدقاء والأحباب، مع كل هدف لأبطالنا، والهتاف بحماس لـ"مصطفى محمد"، و"محمود تريزيجيه" و"عاشور" و"مرموش" و"الشناوي" وبقية الرفاق.
هذه الأجواء الرائعة، ما أحوجنا إليها، نستعيد بها ذكريات منتخب حسن شحاتة المعلم، وفرحة الانتصارات، وأجواء الاحتفالات بالشوارع، و"رقصة الحضري" الشهيرة، فتتطاير معها القلوب فرحة وسعادة.
ما أحوجنا لفرحة تدخل القلوب، وابتسامة تدوم على الوجوه، وأحلام مصر ترفرف فوق منازلنا في حواضر مصر وقراها، وبوستات على السوشيال ميديا تحفز الأبطال، وتفتخر بمصرنا الجميلة.
دعونا نلتف حول مصر، ونفخر ببلادنا التي تغنى بها الأدباء، فكما يقولون: يمكنك أن تتنفس عبيرَ الحضارة، وتشم رائحة التاريخ، وتعيش تراث الأمم التي خلت، وترى تنوعها، وتفهم سر اختلافها، هنا الأهرام الشاهقة الصامدة في أرض الكنانة، يقرأ القارئ -كما الأمي- في واجهاتها صفحات التاريخ التي ترويها ناصعة في كتاب مكين!
هنا.. تقرأ لنجيب محفوظ أجمل وأبرع ما جاد به القلم، وهنا تسمع من حنجرة كوكب الشرق أم كلثوم ومن العندليب الأسمر عبد الحليم ما جادا به من عذب الغناء، شدواً شهياً سائغاً للذائقين!" ، هنا نهر النيل العظيم، وما أدراك ما النيل؟ ذلك النهر الذي شهد على ميلاد الحضارة الإنسانية الأولى في التاريخ!" ، هنا باختصار، أم الدنيا وأبوها، وأختها وأخوها، وعمتها وعمها، وخالتها وخالها، وابنتها وابنها، وأهلها وذووها، وفصيلتها التي تأويها!.
من رحم هذا التاريخ العظيم .. دعونا نلتف حول منتخبنا، تتعانق القلوب ويتصافح المحب والمحبوب، في بلد صفّق الدهر ليوسف منشداً وغنى الزمان له مغرّداً وخرُّوا له سجداً.
دعونا نشجع منتخب بلادنا، ونحن نتجمع ـ كما يقولون ـ في نيلها ونعيمها، وسلسبيلها، ودار ملكها، ودارة فُلْكها، وبحرها وخليجها، ونَشْرها وأريجها -أي طيب رائحتها- ومقياسها وأنيس ناسها، وقصور معزها، ومنازل عزها، وجيزتها وجزيرتها، وخِيرتها وجِيرتها، وبِرْكتها وبَرَكتها، وتعلق القلوب بقليوبها، واستلاب النفوس بأسلوبها، وملتقى البحرين، ومرتقى الهرمين، وروضة جنانها، وجنة رضوانها، ومساجدها وجوامعها، ومشاهدها ومرابعها، ونواظر بساتينها ومناظر ميادينها، وساحات سواحلها وآيات فضائلها، ورحاب شوارعها، وطيب طويتها، ومجرى فلكها ومرساها، وعجائب بناها وغرائب مبناها، وكياسة أخلاقها ونفاسة أعلاتها، وشتاؤها في الفضل ربيع نضير، وغبارها عبير، وماؤها كوثري، وترابها عنبري.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة