.. إنها جريمة "إبادة جماعية" مُكتملة الأركان _ وبالمعنى القانونى _ للشعب الفلسطينى الأعزل الذى أُغتُصِبت أرضه وضاعت حقوقه ، "حكومة نتنياهو" لم تجد تعديا على المواثيق الدولية إلا وفعلته ، حكومة إرتكبت كل الجرائم فى حق الشعب الفلسطينى وقتلت الأطفال والسيدات والمُسنيين والصحفيين وتَعدت على المقرات الدولية للمنظمات الدولية من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الإغاثة الإنسانية والصليب الأحمر الدولى ، حكومة مُتطرفة قتلت أهالي غزة وتركتهم بلا "طعام ودواء ووقود وكهرباء وماء وإتصالات وإنترنت"
.. لم يعُد أمام "محكمة العدل الدولية" إلا أن تُصدِر الحكم على قادة إسرائيل وتُعلن إرتكابهم جرائم ( الإبادة الجماعية ) ، فالأطفال يموتون فى غزة إما بسبب القصف بالصواريخ الحارقة وإما بعدم توفُر الدواء وإما بعدم توفُر اللقاحات والأمصال والألبان ، إنتشرت الأمراض والأوبئة بين مواطنى قطاع غزة ، إن لم يكُن هذا يسمونه "قتل جماعى" فماذا تسمونه ؟ ، هناك تجويع جماعى والمجاعة قادمة مثلما ورد نصاً على لسان "مارتن جريفيث" وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشئون الإغاثة الإنسانية ، هناك تهجير جماعى لأكثر من ( ٢ ) مليون فلسطينى ، إن هذا هو القتل البطيء للأشقاء الفلسطينيين على يد "حكومة نتنياهو" والتى وصفها الرئيس الإمريكى "جو بايدن" بأنها ( "حكومة متطرفة" وعلى نتنياهو أن يتخلص من وزراءها المتطرفين )
.. ( لدينا مخاوف جَدية من تهجير الفلسطينيين قسراً من أراضيهم إلى دول أخرى وهذا محظور تماماً فى القانون الدولى ) هذا ما كشفه "مارتن جريفيث" وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ، فهل يقف العالم داعماً لموقف الأمم المتحدة الذى تتصدى به لإسرائيل أم ستقف دول العالم موقِف المُتفرِج على هذه الكارثة الإنسانية ؟ ، هل ستقف دول العالم مكتوفة الأيدي أمام هذا التعسف والتحدى والتجاوز والمجازر والإعتداء الإسرائيلي ؟ ، فهذا الوضع لا يمكن إستمراره ولن يستمر ولن يرضى به أحد ، نحن الأن إقتربنا من ( ١٠٠ ) يوم من الخراب والدمار فلم يعُد هناك مكان آمن فى قطاع غزة ، والإحتلال يضرب المستشفيات والمدارس والمساجد والشهداء وصل عددهم أكثر من ( ٢٥ ) ألف شهيد والمصابون إقتربوا من ( ٦٠ ) ألف مصاب ومن فُقِدوا تحت الأنقاض عددهم أكثر من ( ٨ ) آلاف مفقود، و ( ٧٥ ٪ ) من منازل قطاع غزة تم هدمها
.. فماذا تنتظرون لإيقاف إطلاق النار ؟ شردتهم شعب بأكمله فأوقفوا إطلاق النار ، والقتل مستمر والقصف مستمر ، والغريب أن الدعم الغربي والأمريكي مازال مستمراً للإحتلال الإسرائيلي ، صدمة إنتباتنى بعد البيان الرسمى الصادر من البيت الأبيض الأمريكى _ أول أمس _ والذى وَرَد فيه نصاً : لم يحن الوقت لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة .. وصدمة أخرى إنتابتنى بعد تصريحات وزير الخارجية الأمريكى "أنتونى بلينكن" والتى قال فيها : الحرب مستمرة حتى لا يتكرر الخطر الذى تعرضت له إسرائيل فى ( ٧ اكتوبر الماضى ) .. وكُنت مثل غيرى قد صُدِمت من جراء إستخدام أمريكا حق الفيتو الشهر الماضى ضد قرار الامم المتحدة بوقف إطلاق النار وفشلت الأمم المتحدة فى إصدار القرار وعلى أثر هذه الفيتو إستمرت عمليات الهدم والقتل والخراب فى غزة ، ولِتَفقد أمريكا كل شيء فى سبيل أن تكسب رضا إسرائيل
.. تابعت زيارة "أنتونى بلينكن" وزير الخارجية الأمريكى لدول الشرق الأوسط ، وتابعت تصريحاته بِدِقة شديدة فى كل دولة علي حِدة ، وحينما ظل يؤكد أنه يُحذِر من إتساع دائرة المواجهات فى الشرق الأوسط ، أيقنت بأن هناك شيء ما يتم التخطيط له ويتم التمهيد له ، وبسرعة تمادى الحوثيون فى التعدى على الشاحنات والسفن فى مضيق باب المندب وتعثرت حركة الملاحة فى البحر الأحمر ، وإشتدت المواجهات فى جنوب لبنان ، فمن الواضح أن أمريكا هى التى تُريد توسيع الصراع والمواجهات فى منطقة الشرق الأوسط من أجل مد أجل المواجهات بين إسرائيل وحركة حماس وإعطاء "نتنياهو" الوقت الكافي لكى يُحقق أهدافه الغير واضحة المعالم والتى لم يُحقق أى منها حتى الآن ، فـ "نتنياهو" لم يقض على حماس ولم يسترجع الرهائن والأسرى ، فقط هو قتل وشرد وهدم وقصف ودمر وخرب وهذه أعمال "إبادة جماعية" وجرائم لن يفلت منها مهما ساعده الأمريكان ومهما دعمه الغرب ومهما مرت الأيام لأن التاريخ سيكتُبها فى أسوأ صفحاته .