"اشرب اللبن".. نصيحة تقدمها الأمهات لأطفالها يوميًا، وتظل تكررها مرارًا، فكوب من الحليب يفيد الجسم والصحة بشكل كبير، فلا شك أن اللبن يحتوي على الكالسيوم المعزز لصحة العظام ومنع تهشمها وزيادة قوة الأعصاب وتعزيز الصحة العامة وصحة الأمعاء.
ولكن ما لا يعيه البعض أن الإكثار من شرب اللبن للطفل بعد فطامه قد يضره ولا يفيده، فوفقًا لما قالته الدكتورة نهال الرفاعي أستاذ طب الأطفال قصر العيني واستشاري أمراض الصدر والحساسية مستشفى أبو الريش، فإن شرب اللبن أمر هام وضروري في حياة الطفل التغذوية، ولكن في مرحلة ما بعد الفطام أي بعد إتمام الطفل السنتين أو اذا كانت قد فطمته أمه من الرضاعة الطبيعية أو الصناعية قبل هذا الوقت، فيفضل ألا يتناول الطفل أكثر من كوب صغير من اللبن يوميا، لإن الإكثار منه يعزز من الشبع والإمتلاء السريع، وعدم الرغبة في تناول الطعام وبالتالي تتأثر شهية الطفل الذي يتعرف على الأطعمة لأول مرة بعد فطامه،حيث كان كل اعتماده على الرضاعة لفترات طويلة.
تابعت الدكتورة نهال ناصحة بضرورة الإهتمام والتركيز في مرحلة ما بعد الفطام مباشرة، أي بعد عمر من سن السنة ونصف، وحتى عمر الثلاث سنوات على الأطعمة بكافة أنواعها لتجربتها للطفل، والتنويع الشديد بين أنواع الأطعمة والمشروبات وتقديمها للطفل كي يعتاد تناول الطعام للإستفادة التامة منه وتحسين حالة النمو والطول والوزن أيضا، وكذلك تعزيز مهاراته وإدراكه ليتناول الفيتامينات والعناصر اللازمة من خلال الطعام بالمقارنة مع عناصر اللبن غير الكافية.
ونصحت أستاذ الأطفال موضحة ضرورة تقديم كوب اللبن بعد الفطام للطفل بعد تناول وجبته وليس قبلها، لانه يعزز الشعور بالشبع والامتلاء ويقلل شهية الطفل تدريجيا.