سكري الحمل هو حالة تصاب فيها المرأة بمرض السكر أثناء الحمل، وتميل مستويات السكر في الدم لديها إلى الارتفاع ، ويظهر سكر الحمل عادة خلال منتصف فترة الحمل، أى بين 24 و28 أسبوعًا، ولا يشترط أن تكونى مصابة بالفعل بمرض السكري قبل الحمل ولكنه يظهر فقط خلال الحمل، بحسب موقع times now
قالت الدكتورة أنوشا راو بي، استشارية أمراض النساء والتوليد في مستشفيات ياشودا حيدر أباد بالهند، إن سكري الحمل يمكن أن يؤدي إلى نمو مفرط للجنين، المعروف أيضًا باسم العملقة، بسبب ارتفاع مستويات الجلوكوز التي تعبر المشيمة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى طفل أكبر حجما من المتوسط، مما يزيد من خطر حدوث مضاعفات أثناء الولادة.
وأضافت الدكتورة أنوشا راو بي، أن الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات بسكري الحمل قد يعانون من انخفاض مستويات السكر في الدم بعد الولادة، حيث يبدأ إنتاج الأنسولين الخاص بهم لتنظيم الجلوكوز.
علاوة على ذلك، قد يكون هؤلاء الرضع أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية بسبب تأخر نضوج الرئة. هناك أيضًا احتمال متزايد للإصابة باليرقان ونقص كلس الدم لدى هؤلاء الأطفال.
على المدى الطويل، قد يكون لدى الأطفال المعرضين لسكري الحمل استعداد أكبر للسمنة ومرض السكري من النوع الثاني في وقت لاحق من الحياة.
وقالت الدكتورة بريانكا سوهاج، استشارية قسم أمراض النساء والتوليد في مستشفى سي كيه بيرلا، دلهي بالهند: “الرضع الذين يولدون لأمهات مصابات بسكري الحمل هم أكثر عرضة لنقص السكر في الدم (انخفاض نسبة السكر في الدم) بعد الولادة.
قد يتأثر أيضًا الجهاز التنفسي للطفل، مع زيادة احتمالية الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية. هذه الحالة تجعل من الصعب على المولود الجديد أن يتنفس من تلقاء نفسه. علاوة على ذلك، قد يساهم سكري الحمل في زيادة خطر إصابة الطفل بمرض السكري من النوع الثاني في وقت لاحق من الحياة.
تشرح الدكتورة بريانكا سوهاج أيضًا الآثار طويلة المدى على الطفل، حيث يزيد سكري الحمل من خطر الإصابة بالسمنة ومشاكل التمثيل الغذائي.
وتشير الأبحاث إلى أن التعرض لمستويات السكر المرتفعة في الدم في الرحم يمكن أن يؤثر على قابلية الطفل للإصابة بمرض السكري والسمنة في مرحلة البلوغ ونتيجة لذلك، تصبح مراقبة صحة الطفل وتعزيز نمط حياة متوازن أمرًا بالغ الأهمية.
يتسبب سكري الحمل في نمو الطفل ببطء في الرحم بسبب ضعف الدورة الدموية أو تمزق الأوعية الدموية، مما يتسبب في ولادة جنين ميت.
قد تحدث الولادة المبكرة بسبب ارتفاع ضغط الدم المرتبط بسكري الحمل. وبما أن دم الأم يحتوي عادة على نسبة عالية من الجلوكوز، فقد تلد طفلاً كبير الحجم (طفل كبير جدًا)، مما يجعل الأم تعاني من مشاكل مختلفة مثل الولادة الصعبة، وتمزق الرحم، وتمزقات الجهاز التناسلي، وغيرها.
ويجب على المرأة الحامل مراقبة مستويات السكر في الدم، والحفاظ على نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام أثناء الحمل.
بعد الولادة، تتم عادةً مراقبة كل من الأم والطفل عن كثب بحثًا عن أي آثار باقية لمرض سكري الحمل. إن إدارة سكري الحمل من خلال الرعاية المناسبة قبل الولادة أمر حيوي لتحقيق نتائج صحية لكل من الأم والطفل.