ندى سليم

اليوم أدركت لماذا لم يرحل وائل الدحدوح بمن تبقي من عائلته هربًا من الحرب؟

الأحد، 14 يناير 2024 01:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وائل الدحدوح..كل ما نعرف عنه أنه صحفي فلسطيني محترف نجح في تغطية الأحداث بشجاعة ومهنية في عدوان غاشم لم تشهده غزة من قبل، لكن وائل وجميع الصحفيين داخل غزة صمدوا وتحملوا الكثير من أجل نقل الحدث، لكن واقعة استشهاد أسرة "دحدوح" والذى تلقى نبأها على الهواء، كانت صدمة قوية وقعها كان حزين ليس فقط على زميلنا الصابر الذى حصد لقب "أبو الشهداء" فقد كان آثرها المؤلم على قلوبنا جميعا.

وائل دحدوح الذى فقد غالبية أسرته، حيث فقد في الخامس والعشرين من أكتوبر، زوجته ونجله وابنته وحفيده الرضيع، لكن الألم لم ينتهى فقد كان على موعد مع ألم  آخر أشد وطأة بعد أن فقد نجله الصحفي "حمزة" في استهداف لسيارته جنوب غزة.

ذكر "دحدوح" في إحدى لقاءاته الصحفية أن دور الأب مفقود في مهنة الصحافة.. فعندما يحتاجك أولادك يفتقدون وجودك، وهذا شيء مؤلم جدا"، و مع أول ابتلاء حدث له جاء رد "دحدوح" الشهير :" بتنتقموا منّا بالولاد؟ معلش"، لتتحول هذه الجملة شعار اتخذه أهالى الشهداء للصبر على آلام الفقد والفراق من ذويهم  الذين رحلوا  عنهم ما بين شهيد ومفقود.

في إحدى لقاءاته التليفزيونية، سُئل "دحدوح"، لماذا لم تنجو بمن تبقي من عائلتك وتغادر غزة لحين انتهاء العدوان؟، وكان رده قائلا:"فأنا لا أفكر بعدمية لهذه الدرجة"، لا أخفى عنكم أن هذا السؤال قد مر على ذهني كثيراً، فلماذا يتمسك "دحدوح ومعتز وغيرهم من الصحفيين الأبطال في مواصلة عملهم في ظل هذه الظروف والاستهداف الكبير المباشر لكل من ينقل الحقيقة داخل غزة"، ألم يكفى "دحدوح" هذا الألم والقهر وينجو بأسرته الصغيرة ليعيش من تبقي من حياته في أمان.

من وقت قصير كنت أعتقد أن على وائل "دحدوح" عدم الاستمرار داخل غزة، لكن ما جرى خلال محاكمة إسرائيل بدعوى الإبادة أمام محكمة العدل الدولية، قلب الموازين بداخلي، فكيف إذا فر صحفيي غزة منذ اشتداد نيران الحرب والقصف الذى أخفى أحياء سكنية بأكملها من على وجه الأرض، ولم يرصدوا وينقلوا بكاميراتهم ما حدث من خراب في القطاع بأكلمه، هل كانت جنوب أفريقيا ستتمكن من تحريك دعوتها بكافة هذه الأدلة والفيديوهات التي نقلها صحفيي غزة الأبطال في شجاعة وصمود لم أراه من قبل.

دماء الشهداء وصمود الصحفيين في غزة سيكون هو السبب في هزيمة إسرائيل ونجاح المقاومة، وإعادة ترتيب المشهد لصالح القضية الفلسطينية، لم أر مقاومة تُهزم على مر التاريخ، قد تخسر معارك لكنها تنتصر في النهاية، صمود دحدوح ومعتز وصالح وغيرهم سيكون السبب في كشف وفضح هذا الكيان الصهيوني المحتل أمام العالم، دماء بعلوشة وأبو حطب وفطيمة وسامر أبو دقة وغيرهم هي التي ستكتب النهاية لنتنياهو وحكومته.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة