لا تراجع ولا استسلام لمنتخب مصر نحو تحقيق الحلم بالتتويج بكأس أمم أفريقيا 2023، رغم التعادل المخيب للآمال والصادم للجماهير أمام موزمبيق.
صدمة التعادل أمام موزمبيق لم تكن النتيجة هي السبب الرئيسى فيها، ولكن أيضا الأداء السيئ الذي ظهر عليه جميع اللاعبين بلا استثناء، ومعهم مدربهم روي فيتوريا الذي لم يستطع إدارة اللقاء بالشكل المطلوب، ليصبح الفريق ككل عرضة للانتقادات.
ولا أرى أي تفسير لسوء أداء منتخب مصر أمام موزمبيق سوى الاستهانة بالخصم واستسهال المباراة، وهذا لا يوجد في قوانين كرة القدم، ومن يخرج عن القانون ينال العقاب، وبالفعل نال الفراعنة عقاب الاستهتار والرعونة، ولعله يكون درسا عنيفا عليهم الاستفادة منه ومراجعة أنفسهم قبل فوات الآوان.
ورغم كل ما في مباراة موزمبيق الافتتاحية في مشوار الفراعنة بالكان من سلبيات بالجملة لكننا لم نفقد الأمل ونراهن علي استفاقة سريعة والخروج من حالة الاحباط السائدة حاليا، بتحقيق الفوز والذي لا بديل غيره أمام غانا في المواجهة المقبلة لخميس القادم بتمام العاشرة مساء، وهي مباراة حاسمة وفاصلة نحو التأهل للدور التالي، خاصة وأن النجوم السمراء نالوا هم أيضا هزيمة مفاجئة أمام الرأس الخضراء متصدر المجموعة حتى الآن، ويسعون للإبقاء على فرصهم في المنافسة باعتبارهم كذلك من المرشحين للقب.
ومع احتياج المنتخبين - مصر وغانا - للانتصار للابتعاد عن حسبة برما في التأهل سنرى مباراة نارية تجمع بين منتخبين كبيرين وأصحاب الخبرات في القارة السمراء.
ولعل منتخب مصر يستعيد مستواه أمام غانا، خاصة وأن لاعبينا يعتادون تقديم الأداء القوي وسط الضغوطات؛ وهو أمر لا مفر منه لإنقاذ ما يمكن انقاذه في سبيل الاستمرار في المنافسة على البطولة..
وأرى أن المعادلة بسيطة ولا تحتاج لوغاريتمات حتي يستعيد المنتخب الوطني مستواه .. كل ما في الأمر أن يتحلي اللاعبين بالتركيز والهدوء داخل الملعب بجانب استرداد الروح المعنوية العالية ويضعون صورة الجماهير المتعلقة بهم والداعمة لهم أمامهم لخلق دوافع كبيرة في نفوسهم.
هذا بخلاف الكثير من النواحي الفنية المطلوب من فيتوريا العمل علي تعديلها سواء في التشكيل و طريقة اللعب والتشكيل، ومن ثم الدفع بلاعبين يملكون القدرة علي الأداء القوي فنيا وبدتيا بعد ملاحظة أن عدد كبير من اللاعبين يعانون بدنيا ولم تسفعهم لياقتهم علي تقديم المردود المنتظر أمام موزمبيق.
وفي مقدمة المطلوب من فيتوريا، أن يعيد محمد صلاح لموقعه الأساسي علي الطرف؛ والتراجع عن توظيفه في العمق والذي فقد معه خطورته وتوهجه المعتاد.. وأيضا يحتاج وسط الملعب انتعاشة بوجود عناصر تمتاز بالحيوية والنشاط وتقوم بأدوراها الدفاعية والهجومية بنفس الكفاءة ونقل الكرة بسرعة للسيطرة علي المنافس وعدم منحه فرصة للتقدم وتشكيل خطورة علي مرمانا مثلما حدث من موزمبيق باختراق وسط ملعبنا ودفاعنا في تسجيل هدفين.. والأفضل هنا وجود مروان عطية وإمام عاشور من بداية المباراة مع الاحتفاظ بالنتي وزيزو علي الدكة.
وأيضا يتوجب علي فيتوريا الاستفادة من كل العناصر التي يملكها في اسكواد المنتخب؛ ومن هنا يجب أن يكون هناك دور للموهوب مصطفي فتحي الذي يملك قدرات مهارية خاصة يفتقدها تشكيل المنتخب وحتي لو شارك بديلا سيكون بإمكانه صنع الفارق وتغيير نتيجة المباراة لصالحنا، ونفس الوضع بالنسبة لكهربا الذي يمتاز بالحركة والنشاط داخل منطقة الجزاء ويهيأ لنفسه فرص لتسجيل الأهداف وهو ما نحتاجه بشكل حتمي أمام البلاك ستارز.
في الأخير .. نتمنى أن يكون المنتخب استوعب درس موزمبيق وما حدث في مباراة الافتتاح، ليكون دافعا لتغيير الصورة والانطباع، ولنعتبر ما حدث حمى البدايات التي دائما ما تشهد مفاجآت في البطولات المجمعة وسريعا ما تتلاشى مع تلاحق المنافسة والدخول في أجواء البطولة والتأقلم على الأجواء والتغلب على أى ظروف معاكسة لتعديل الدفة.
ولعل مقومات لاعبي منتخب مصر وما يملكونه من خبرات تؤهلهم للتعامل مع هذه المواقف واستعادة زمام الأمور وتصحيح أوضاعهم سريعا وتجديد الدوافع للوصول في النهاية إلى منصة التتويج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة