كبرنا بما يكفي، وعشنا وتعايشنا مع كل الأحاسيس والمشاعر الممكنة، من فراق وفقدان أعز الأحباب والأقارب، والوصول إلى مفترق الطرق التى تجبرك على اختيار الأقل خسارة لك، ولكن بالرغم من كل تلك المشاعر إلا أن هناك شيئا أسوأ وأكثر ظلاماً من كل ذلك، وهو "الخذلان".
أعتقد وأؤمن أنه من أكثر المشاعر ظلاماً هو الذى تشعر فيه بأنك ليس وحيداً فقط، ولكن هو الشعور بأنك تُركت بمفردك وهناك من كنت تعول عليه أن ينقذك أو على الأقل يمد لك يد العون يقف بعيداً كمثل السائقين الذين يخرجون من نافذة سيارتهم لمشاهدة الحادثة على الجانب الآخر، فهو يستمتع بالمشاهدة وفى نفس الوقت سيارته تستمر فى السير بلا توقف، والأدهى والأصعب والأمرّ هو تسببه فى تلك الحادثة التى يشاهدها وكأنه لم يساهم فيها ولو حتى بعاكس إضاءة فى سيارته، ربما عكس الرؤية للسائق الآخر وتسبب فى الحادث.
أتمنى ألّا يعيش أى شخص ذلك الشعور المحاط بالظلام الدامس من كل الاتجاهات، ولو حتى لبضعه ثوان، وأتوجه بالنصيحة لكل من سيمر عليه بأن يغرق فى ظلامه لأبعد نقطة لكى يكتسب مناعة ومرارة الشعور لعدم تكراره أو السقوط فى هاويته من جديد فيما بعد.