محمود عبدالراضى

صُناع الأمل

الخميس، 18 يناير 2024 02:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من منا لا يبحث في نطاق الأصدقاء والأقارب والمحيطون، عن هؤلاء الأصدقاء المتفاءلون دائما، الذين يملكون طاقات ايجايبية، صُناع الأمل، من يحولون الألم لأمل، والمحنة لمنحة، فما أحوجنا إليهم.

الأيام يداولها الله بين الناس، بـ"حلوها" و"مرها"، وهذه سنة الحياة، وكم من المصاعب تواجهنا، وسوف تواجهنا مستقبلا، وهو أمر طبيعي، لكن يجب علينا أن نتحلى بالصبر والعزيمة، والقدرة المستمرة على تجاوز الأزمات والتغلب عليها، والاستفادة منها.

وفي لحظات الصدمات والمشاكل يكون الحاجة ماسة لهؤلاء الأشخاص الذين يتحلون بالأمل والصبر والحكمة، فنخرج من المحن أقوى صلابة، وحكمة وإرادة ونبدأ حياة جديدة مليئة بالعمل والجد والاجتهاد.

صدمات الحياة ما أكثرها ومن ثم يجب علينا دوما أن نكون جاهزين لها، غير متوترين، نتعامل معها بهدوء شديد، ولدينا الحلول والبدائل، فكم من معارك وأزمات حُسمت بالصبر.

نظرتنا للحياة الضيقة، تجعلنا أحيانا، نٌقيم بعض الأمور على أنها ليست خيرًا، في حين أن باطنها فيها "الرحمة" والخير الكثير، دون أن نعلم، أو ندرى، فـ" َعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".

قد يكون الخير كامنا في الشر، ويأتي بعد العُسر دوما يسرا، وفتحا مبينا، ولنا في قصة "الحديبة" مثالا رائعا، عندما مُنع المسلمون من دخول مكة وجرى صلح الحديبة وبنوده القاسية على المسلمين، لكن بعدها جاء فتح مكة الشهير، ليكون "فتحا مبينا".

هنا، يتبدد الألم والحزن، ويأتي الفرح والنصر، والأمل والتفاؤل في مستقبلا أفضل في قادم الأيام.

نستنج من ذلك، أن الأصل في الحياة الكَبد والتعب، فيجب علينا ألا نتعطل أو نتوقف كثيرًا عند أي أزمة أو مشكلة، وإنما نعبرها سريعا، ونتجاوزها، وننتصر فيما هو قادم، ويكون لدينا قدرة مستمرة على تحويل "الألم" لـ"أمل".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة