الاحتلال لا يعرف الرحمة.. أصحاب الأمراض المزمنة ضحايا جدد غير مباشرين للحرب فى غزة.. الجارديان: تدمير إسرائيل لقطاع الصحة ونفاد الأدوية يهددان حياة 350 ألف مريض.. وأطباء: الأطفال يفقدون حياتهم ببطء لنقص العلاج

الأحد، 21 يناير 2024 06:00 ص
الاحتلال لا يعرف الرحمة.. أصحاب الأمراض المزمنة ضحايا جدد غير مباشرين للحرب فى غزة.. الجارديان: تدمير إسرائيل لقطاع الصحة ونفاد الأدوية يهددان حياة 350 ألف مريض.. وأطباء: الأطفال يفقدون حياتهم ببطء لنقص العلاج مريض سرطان فى غزة
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحت عنوان "لا نستطيع أن نعمل، ليس لدينا أدوية" الإصابات غير المباشرة فى غزة تزداد مع تدمير الخدمات الصحية"، ألقت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على الوضع الصحى المتردى فى قطاع غزة، ونقلت عن الأطباء قولهم أن عشرات الآلاف من المصابين بأمراض تهدد الحياة "عُزَّل" بعد أشهر من دون علاج.

وقالت الصحيفة إنه الخدمات الصحية فى غزة تم "تدميرها" حيث اضطر الطاقم الطبى المنهك بعد ثلاثة أشهر من الحرب إلى استخراج الشظايا دون مسكنات كافية للألم، وإجراء عمليات بتر دون مخدر، ومشاهدة الأطفال يموتون بسبب السرطان بسبب نقص المرافق والأدوية.

وكشفت عشرات المقابلات مع الأطباء والمديرين الطبيين فى غزة عن وضع كارثى ومتدهور حيث تكافح الخدمات الصحية للتعامل مع عشرات الآلاف من الضحايا جراء الهجوم الإسرائيلى المستمر فى القطاع وآثار الأزمة الإنسانية الحادة.

وتركز الاهتمام على الخسائر المباشرة الناجمة عن العدوان العسكرى الإسرائيلى على غزة، لكن المتخصصين الطبيين يشعرون بقلق متزايد بشأن الضحايا غير المباشرين للحرب.

يقول الأطباء إن عشرات الآلاف من المصابين بأمراض مزمنة تهدد الحياة فى غزة ظلوا دون علاج لعدة أشهر، وهم الآن "بدون دفاعات"، حيث ضعفت أجسادهم بسبب سوء التغذية والبرد والتعب. وفى إحدى الحوادث التى تم وصفها لصحيفة "الجارديان"، توفى طفل مصاب بحالة دماغية قبل ساعات من وصول فريق الأمم المتحدة بالأدوية اللازمة.

وقال متخصصون فى مرض السرطان لصحيفة "الجارديان" إنهم لم يتمكنوا من علاج المرضى الذين هم فى أمس الحاجة إلى العلاج، بما فى ذلك الأطفال المصابين بسرطان الدم أو الأورام التى تتطلب جراحة فورية لإنقاذ حياتهم.

وقال الدكتور صبحى سكيك، مدير عام الأورام فى غزة، وهو أيضًا المدير العام لمستشفى الصداقة التركية الفلسطينية فى مدينة غزة: "ليس لدينا ما نقدمه لهم. لا نستطيع إجراء العمليات الجراحية وليس لدينا أدوية على الإطلاق. واضطر قسم الأورام الرئيسى بالمستشفى إلى الإغلاق فى أوائل نوفمبر الماضى.

وأضاف "هناك أشخاص مصابون بسرطان يهاجم الكبد والعظام والرئتين. يجب أن أشرح لهم حالتهم وأنه لا يوجد شيء يمكننا القيام به. لدينا مرضى سرطان الدم، بما فى ذلك الكثير من الأطفال، الذين ماتوا. ليس لديهم آلية دفاع، ولا جهاز مناعة، وفى هذه البيئة يكونون معرضين للخطر للغاية."

وقال سكيك إن رجلاً كان يحضر ابنه إليه كل يوم لمدة ثلاثة أسابيع. يعانى الصبى من ورم سريع النمو فى حلقه وسيمنع تنفسه قريبًا. "يأتون كل يوم وكل يوم يجب أن أقول أنه لا يوجد شيء يمكننا القيام به. أنا جراح. يمكننى إجراء هذه العملية دون صعوبة ولكن ليس لدينا أى أدوات. "إنه أمر فظيع."

وأوضحت الصحيفة أنه من أصل 36 مستشفى فى غزة، لا يزال هناك 15 مستشفى فقط مفتوحًا، وثلاثة فقط لم تتضرر.

ووفقا لمسئولى الصحة الفلسطينيين، يعانى 350 ألف شخص فى غزة من أمراض مزمنة ويفتقرون إلى جميع الأدوية تقريبا. ومن بين المخاوف الرئيسية الأمراض النفسية التى تكاد الأدوية الخاصة بها تنفد، إلى جانب أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.

كما تنتشر الأمراض بسرعة فى الأماكن المزدحمة وغير الصحية. وقال حسين عودة، 37 عاماً، الذى يعيش مع عائلته فى كلية للتدريب المهنى تابعة للأمم المتحدة غرب خان يونس منذ أن دُمر منزله ومنازل أقارب قتلوا فى بداية الحرب " الجميع يسعلون يعانى الأطفال جميعاً من الإسهال أو التهابات الصدر، كما أن هناك الكثير من حالات التهاب الكبد الوبائى (أ) الآن أيضاً"

وتجرى محاولات لإعادة فتح مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى فى غزة، والذى أصبح مركزًا لحرب دعائية شرسة العام الماضى عندما اتُهمت إسرائيل باستهداف الموقع عمدا. ونفى المسئولون الإسرائيليون ذلك، وقالوا إن حماس قامت ببناء مجمع قيادة تحت المستشفى واستخدمت مرافقه.

وقد استأنف المستشفى، الذى وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه "منطقة الموت" بعد أن توقف عن العمل إلى حد كبير فى أعقاب الغارات والاحتلال من قبل القوات الإسرائيلية فى نوفمبر، تقديم الخدمات الأساسية.

وقال الدكتور مروان أبو سعدة، مدير مستشفى الشفاء، إنه يأمل فى افتتاح وحدة العناية المركزة الأسبوع المقبل، لكن الوقود والكهرباء والأدوية لا تزال ناقصة. وقال: "لقد تم تدمير مولدات الأكسجين الرئيسية، لذا نعتمد على الأسطوانات".

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك مشكلة كبيرة متمثلة فى الوصول إلى الرعاية الطبية. ولا يوجد وقود تقريبًا فى غزة نتيجة للقيود التى تفرضها إسرائيل، وبالتالى لا توجد وسائل نقل تقريبًا. وقال أحد مسؤولى الأمم المتحدة فى خان يونس إنه بحث عن حمار لنقل والده، الذى كان يعانى من نوبة قلبية، إلى المستشفى.

وفى ديسمبر، أُجبر طبيب فى مدينة غزة على بتر الجزء السفلى من ساق ابنة أخيه دون تخدير على طاولة فى المنزل بعد أن أصيبت عندما أصيب المنزل بقذيفة، وأدت النيران الإسرائيلية المكثفة فى المنطقة. وقال هانى بسيسو "لسوء الحظ، لم يكن لدى أى خيار آخر. كان الاختيار بين أن أترك الفتاة تموت أو أحاول قدر استطاعتى."










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة