رغم أهمية النواحي الفنية في الفوز علي الرأس الأخضر اليوم؛ إلا إن الأمور النفسية والشخصية للاعبين تأتي في المقام الأول ويجب أن يكون كل الفريق في كامل الذهنية للتعامل مع مثل هذه المباراة المصيرية.
وبالفعل بدأ روى فيتوريا المدير الفني للمنتخب مدركا لذلك وتحدث في المؤتمر الصحفي للمباراة ؛ بصيغة توضح اهتمامه بتجهيز اللاعبين للقاء من منظور آخر.
كلمات بسيطة ومعبرة خرجت من فيتوريا.. تجعلنا نتعايش مع الحالة التي يعيشها اللاعبين المصريين حاليا في بطولة كأس الأمم الأفريقية ومعنوياتهم المهتزة ليلة المباراة الحاسمة.
بعيدا عن النواحي والخططية التي لا يعلمها سوي فيتوريا وبالطبع لم يبح بها في المؤتمر؛ لكنه تحدث في أمور أخري شخصية مرتبطة باللاعبين وأرد من خلالها توجيه رسائل علانية للاعبين لتحفيزهم وتوجيههم نحو السيناريو المطلوب منهم لكيفية التعامل مع المباراة.
وأتوافق كثيرا مع توصيف فيتوريا للمباراة - إنجاز المهمة- فهي بالفعل مهمة وثقيلة كمان تحتاج تجديد الدوافع واستفاقة من اللاعبين علي المستوي الشخصي قبل الفني.
يبني فيتوريا خطته -إنجاز المهمة - في مباراة الرأس الأخضر ، بعيدا عن النواحي الفنية علي أمرين مثلما ذكر (التصميم والتواضع،) وهو هنا جمع بين أمرين غاية في الأهمية؛ في شكل رسائل مبطنة للفريق وحتي يدرك اللاعبين مخزاهما بصوت عال والتعامل معهما بمحمل الجد وضرورة التنفيذ.
يبدو من تصريحات فيتوريا، أنه يدرك معاناة اللاعبين في التعامل مع أجواء البطولة وهو ما أظهر الفراعنة في غير مستواهم المباراتين الماضتين باستثناء الشوط الثاني أمام غانا؛ لذا هو هنا يستنفر طاقاتهم ويطالبهم بتقديم أقصي مالديهم بإظهار تصميهم علي الفوز الذي يظهر شخصيتهم الحقيقة.
وفي جزئية التواضع.. هو يدرك كما يشعر اللاعبين أن فريق الرأس الأخضر في المتناول رغم صدراته المجموعة.. لكن اذا ما كانت المواجهة في الظروف الطبيعة لفارق الخبرات و الامكانيات فان الكفة تميل بقوة تجاه الفراعنة.. علي العكس من الوضع الحالي إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال الاستهانة بخصم مثل الرأس الأخضر تعد نتائجه هي الأفضل مننا وعلينا احترامه دون أي نظرة دنيوية له كمنتخب غير مصنف؛ من منطلق أن ظروف المباراة لا تجعله كذلك فهو متصدر المجموعة أمامنا وضمن التأهل فيما نحن نعاني من تهديد بالاقصاء.
اليوم منتخب مصر في مواجهة ضد الرأس الأخضر ستبقي خالدة في الأذهان فترة طويلة أيا كانت نتيجتها؛ بحكم الظروف التي تواكبها في ظل الانتقادات التي يواجهة المنتخب الوطني لسوء الأداء والنتائج التي تحتاج للتصحيح لاستعادة الثقة ودعم الجماهير..
وأيضا ما يخلد ذكرى مواجهة اليوم ،كون نتيجتها حاسمة في موقف منتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية 2023.. سواء باستمرار المشوار أو وداع المنافسات.
مواجهة الفراعنة ضد الرأس الأخضر في الجولة الثالثة من دور المجموعات؛ محفوفة بالمخاطر وليس أمامنا سوي الفوز لضمان الصعود المباشر؛ وأي نتيجة أخري تدخلنا حسبة برما و قد تقصينا لا قدر الله من البطولة .
ووسط هذه الظروف؛ سيكون منتخب مصر أمام إنجاز مهمة كبيرة لإنقاذ ما يمكن انقاذه من سمعة الفراعنة أصحاب السيادة علي القارة السمراء ب 7 ألقاب هي الأكثر من بين قرانئها الأفارقة.
ونتمني ان تكون ذاكرنا مع هذه المباراة التي تعد الشاغل للشاغل لجموع المصريين علي مدار الأيام الماضية، ذكرى طيبة ونحقق الفوز ونتذكر كيف خرج الفراعنة من أزمة طارئة وهبوط اضطراري في المستوي، إلي التعملق مجددا وإثبات جدراته كزعيم للقارة.. لعله خير .