آثار تصاعد التوترات الجيوسياسية فى الشرق الأوسط، مخاوف تعطل إمدادات الطاقة، فى ظل تأثر حركة التجارة عبر البحر الأحمر، وارتفاع أسعار الشحن والتأمين بشكل ملحوظ، نتيجة زيادة اعداد ناقلات النفط والغاز المسال التى قامت بتحويل وجهتها إلى طريق رأس الرجاء الصالح.
وحذر بعض كبار الاقتصاديين فى العالم من أن الصراع المطول فى البحر الأحمر والتوترات المتصاعدة فى جميع أنحاء الشرق الأوسط قد يكون لها آثار مدمرة على الاقتصاد العالمى، مما يؤدى إلى إشعال التضخم وتعطيل إمدادات الطاقة، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
ويقول الاقتصاديون فى البنك الدولى، إن الأزمة تهدد الآن بالتأثير على ارتفاع أسعار الفائدة، وانخفاض النمو، والتضخم المستمر وزيادة عدم اليقين الجيوسياسي.
ومن جانبه قال الدكتور جمال القليوبى أستاذ هندسة البترول والطاقة بالجامعة الأمريكية، إن حجم التدفقات النفطية التى تعبر مضيق باب المندب تبلغ نحو7.3 مليون برميل نفط يوميا باتجاه أوروبا والأمريكتين.
وأضاف الدكتور جمال القليوبى، أن هناك ثلاث أنواع من الشاحنات والتى تعبر مضيق باب المندب يوميا منها حاويات النفط الخام وتصل إلى 6.5 مليون برميل يوميا وناقلات الغاز المسال وتصل حجم تجارة الغاز المسال من باب المندب نحو 3.5 مليار قدم مكعب غاز يوميا باتجاه دول الاتحاد الأوروبى بالإضافة إلى ناقلات المنتجات البترولية موضحا أنه مع زيادة حده التوترات فى تلك المنطقة من البحر الأحمر أدت إلى تغيير الناقلات والسفن البحرية طريقها باتجاه طريق رأس رجاء الصالح والذى يستغرق أكثر من 16 يوما عن المعدل الطبيعى للمرور من العبور من مضيق باب المندب مما أدى إلى زيادة تكاليف النقل وزيادة استهلاك الوقود والشحن والتأمين لتلك الناقلات وزيادة المده والتوقيت للوصول للوجه المحددة.
وأضاف أستاذ هندسة البترول والطاقة بالجامعة الأمريكية، أن شركات التأمين قامت برفع القيمة التأمينة لـ30% وبالتالى زيادة تكلفة عمليات النقل البحرى 30.5%.
وتابع الدكتور جمال القليوبى، أن تلك الأحداث واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية والتوترات الجيوسياسية بالبحر الأحمر والحرب الإسرائيلية بغزة كل ذلك أثر على حجم المعروض النفطى وارتفاع أسعار النفط موضحا أن التوقعات تشير إلى أن أسعار النفط من الممكن أن تكسر حاجز الـ100 دولار للبرميل خلال عام 2024.
ونشرت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول، "أوابك"، المستجدات الأسبوعية بأسواق النفط العالمية، والتى أوضح أن العوامل الرئيسية التى ساهمت فى ارتفاع أسعار النفط تضمنت تصاعد التوترات الجيوسياسية فى الشرق الأوسط، مما آثار مخاوف تعطل إمدادات الطاقة، فى ظل تأثر حركة التجارة عبر البحر الأحمر، وارتفاع أسعار الشحن والتأمين بشكل ملحوظ وأيضا اضطرابات الإمدادات النفطية، حيث انخفض الإنتاج فى ولاية داكوتا الشمالية بالولايات المتحدة الأمريكية بحوالى 700 ألف برميل يوميا، بسبب سوء الأحوال الجوية، واستمر إعلان حالة القوة القاهرة فى حقل الشرارة الليبى الذى تبلغ طاقته الإنتاجية نحو 300 ألف برميل يوميا.
وأضاف التقرير، كذلك رفع وكالة الطاقة الدولية لتوقعاتها بشأن الطلب العالمى على النفط خلال عام 2024 ليصل إلى نحو 103 ملايين برميل يوميا وإبقاء منظمة أوبك على توقعاتها حيال نمو الطلب العالمى خلال نفس العام ليصل إلى حوالى 104.4 مليون برميل يوميا.
وأشار التقرير، من ضمن العوامل الرئيسية التى ساهمت فى ارتفاع أسعار النفط انخفاض مخزونات النفط الخام التجارية الأمريكية بنحو 2.5 مليون برميل، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ نهاية شهر أكتوبر 2023 وهو حوالى 430 مليون برميل.
أما فيما يتعلق بالعوامل الأخرى التى حدث من ارتفاع أسعار النفط فذكر التقرير أنه تضمنت النمو الاقتصادى الأبطأ من المتوقع فى الصين - ثانى أكبر مستهلك عالمى للنفط -فى الربع الاخير من عام 2023، مما أثار الشكوك حول توقعات نمو الطلب على الطاقة.
وأوضح التقرير، أنه من ضمن العوامل الأخرى التى حدث من ارتفاع أسعار النفط ارتفاع معدل انتاج النفط الخام فى الولايات المتحدة الأمريكية إلى مستوى قياسى جديد بلغ حوالى 13.3 مليون برميل. ارتفاع مخزونات الغازولين الأمريكية إلى 24.8 مليون برميل وهو أعلى مستوى لها منذ فبراير 2022، وارتفاع مخزونات نواتج التقطير التى تشمل الديزل إلى 134.8 مليون برميل وهو أعلى مستوى له منذ أغسطس 2021، تزامنًا مع انخفاض الطلب المحلى.
وكذلك ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكى إلى أعلى مستوى مسجل له خلال شهر، على خلفية تراجع التوقعات بشأن خفض سعر الفائدة من قبل مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى. مما يجعل النفط أعلى تكلفة بالعملات الأخرى ويؤثر سلبًا على الطلب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة