يوما تلو الآخر، تتزايد عزلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علي صعيد الداخل والخارج ، بعد أكثر من 4 أشهر من الحرب الوحشية علي قطاع غزة ، والتي خلفت ما يزيد علي 25 ألف شهيد غالبيتهم من المدنيين، في ظل تجاهله الضغوط الدولية والمطالب المتزايدة لوقف إطلاق النار وقبول حل الدولتين لإقرار السلام في الأراضي الفلسطينية والمنطقة بأكملها.
وفى مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية ، قال عامى أيالون رئيس جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى "الشاباك" سابقاً ، إن الحرب فى غزة لا يمكن الانتصار بها، وحذر من اندلاع انتفاضة جديدة فى الضفة الغربية، مؤكدا أن إسرائيل ينتظرها ما هو أسوأ من 7 أكتوبر 2023 إذا رفضت السلام.
وأضاف أيالون: التوصل إلى صفقة سياسية أفضل من العمل العسكري، لأن أى منظمة إرهابية ـ علي حد وصفه ـ لن تستسلم أبدا برفع الراية البيضاء"، وتابع: "ربما تقتل إسرائيل أعضاء حماس ، لكن حماس لن تختفي، وهناك فلسطينيين يريدون حماس لا لانهم ملتزمون بأيدولوجياتها وإنما لأنهم يرونها المنظمة الوحيدة التي تناضل من أجل حريتهم وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ومن المهم أن نفهم هذا الأمر لكي نتخيل ما سيحدث بعد ذلك".
واستطرد الرئيس السابق للشاباك: "هناك خيارين فقط لأي حل سياسي، إما دولة واحدة للجميع وهذا لن ينجح أبدا، لأن الإسلام واليهودية لا يفصلان الدين عن كيان الدولة، وإما وجود دولتين في إقليمين مختلفين".
وتعكس تصريحات أيالون والتي جاءت بعد أقل من 24 ساعة علي تأييد أغلبية ساحقة من الديمقراطيين بمجلس الشيوخ الأمريكى، بيانا أكد مجددا دعم حل الدولتين، حجم العزلة التي بات يعانيها نتنياهو ، وفى الوقت نفسه حالة نكران واقع سير العمليات العسكرية في غزة ، وعجز جيش الاحتلال عن تحقيق ما أعلنه من أهداف من تلك الحرب الوحشية.
وكان 49 من إجمالى 51 عضوا ديمقراطيا بمجلس الشيوخ، قد ساندوا فجر الخميس، تعديلا يدعم حلا تفاوضيا للصراع يقود إلى وجود دولتين إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنبا إلى جنب .
واقترح السناتور، براين شاتز، هذا الإجراء كتعديل لمشروع قانون من شأنه أن يوفر مساعدات أمن قومى لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان، لافتا إلى أن "ما سيحدد مستقبل إسرائيل وفلسطين هو ما إذا كان هناك أمل أم لا.. وحل الدولتين يجب أن يكون هو هذا الأمل".
وأشار السيناتور الديمقراطي كريس مورفي إلى أن رفض نتنياهو حل الدولتين يؤدي لتعقيد المفاوضات بين الحزبين في مجلس الشيوخ بشأن حزمة تكميلية تدعو إلى تقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل إلى جانب إجراءات الهجرة ومساعدات أوكرانيا، وقال ميرفي: "عندما يقول نتنياهو أشياء من هذا القبيل فانه لا يساعد في كسب أصوات الأشخاص المتشككين بشـأن مستقبل الدولة الفلسطينية.. ما قاله ليس مفيد".
حالة الانكار والاعتماد علي الأكاذيب بشكل مستمر من قبل نتنياهو ومسئولي حكومته، دفعت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية لمطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ"الكف عن الكذب"، مشيرة إلى أن كافة المؤشرات علي أرض الواقع في قطاع غزة تكشف أن حماس بعيدة كل البعد عن الشعور بالهزيمة.
وقالت الصحيفة إن الحكومة الإسرائيلية تبنت الضغط العسكرى كسبيل وحيد لتسهيل صفقة استعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، وهو ما ثبت عدم فاعليته، موضحة أن 3 محتجزين قد ماتوا قبل أيام، فيما باتت حياة الآخرين فى خطر حقيقى.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الدفاع يوآف جالانت أخبر عائلات المحتجزين بأن "هناك دلائل أولية على أن الوصول إلى مواقع حماس الأكثر حساسية يقرب تحقيق أهداف الحرب"، غير أن تتابع الأحداث ـ بحسب هاآرتس ـ هذا الأسبوع أثبتت أن حماس بعيدة كل البعد عن الشعور بالهزيمة.
وبحسب الصحيفة، حطم عضو مجلس الحرب المصغر الوزير غادى آيزنكوت الوهم الذى يحاول نتنياهو ومؤيدوه تشويقه للجمهور الإسرائيلي بأن الجيش الإسرائيلي في طور تحرير الرهائن من خلال عملية عسكرية، وقال "إن الرهائن متناثرون تحت الأرض، مما يجعل احتمال تنفيذ عملية على غرار عنتيبي منخفضًا للغاية".
وأشارت الصحيفة إلى أن الوقت قد حان للكف عن تقديم الأكاذيب لعامة الناس، خاصة لأسر المحتجزين الذين يدركون ذلك، وقد صعّدوا مؤخرا أسلوب احتجاجاتهم، بقولهم إن "أبناءنا يموتون هناك. لن نسمح لك بالتنفس (يعنون نتنياهو) حتى يعود أطفالنا. لم تعد هناك لجنة ولا كنيست، هناك قضية واحدة يجب عليك الاهتمام بها".
وختمت هاآرتس بقول آيزنكوت: "إذا لم يتم طرح موضوع المحتجزين، فأنا أخون موقفى وليس لدى ما أفعله"، مشيرة إلى أن هذا ما يجب أن يشعر به جميع أعضاء مجلس الوزراء لأن "جهود التوسط للتوصل إلى اتفاق" أو المقترحات التى يعلم الجميع أنها لن تُقبل ليست كافية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة