حازم صلاح الدين

العامري فاروق.. رحل الجسد وبقيت السيرة الطيبة

السبت، 27 يناير 2024 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"مصر بالنسبة لى ليست مجرد وطن أعيش فيه، بل وطن أعشقه وأسعى للخدمة فيه دون مقابل.. كما أن انتمائى للنادي الأهلي يعود إلى أننى تربيت فيه على أنه قائم على التضحية، وأن تمنح دون مقابل، ويكون عطاؤك للنادى دون أن تقول: أنا عملت".. كان هذا ملخصًا لحديث سابق دار بينى وبين العامري فاروق نائب رئيس القلعة الحمراء ووزير الرياضة الأسبق، والذي رحل عن دنيانا في الساعات الماضية، وإن دل ذلك على شيئًا فيدل على مدى عشقه لفكرة الانتماء فى حد ذاتها.
 
العامري فاروق من مواليد عام 1970، وهو رجل أعمال مصري وشخصية سياسية ورياضية بارزة، وشغل عدة مناصب في مجلس إدارة النادي الأهلي المصري، وكان أول وزير دولة للرياضة في مصر بعد فصل وزارة الشباب عنها، هذا ما ستجده في موسوعة "ويكيبيديا" عند البحث عن اسمه في محركات "جوجل"، لكن لن تقرأ في هذه الموسوعة أو تجد معلومات عن "العامري الإنسان"، إلا عبر كل من تعامل معه والذين إذا تحدثوا عنه سيحتاجون إلى مجلدات تستطيع تسجيل الذكريات حوله،
 الجميع يعلم جيدًا أن العامري فاروق كان عاشقًا للوطن من شعر رأسه حتى قدميه، ولعل فترة وجوده كوزير للرياضة ومواقفه الإدارية سواء في النادي الأهلي ومواقفه تجاه بلد في الظروف الصعبة التي مرت بها مؤخرًا خير شاهدًا على ذلك، كما أن ما لا يعرفه الكثير أنه يملك قدرة كبيرة على قيادة وبناء أجيال كونه صاحب بصمة كبيرة في إدارة مدرسة خاصة بعائلته وله جوائز عديدة في مجال التعليم، فهو كان يمتلك حدسًا إداريًا قويًا لا تجده عند الآخرين، وحبه للعمل وتفانيه فيه هو سر نجاحه، وكانت لديه قدرة عجيبة على الصبر والكفاح في آن واحد لتحقيق الأحلام.
 
الانتماء والتفانى والحث الإنسانى فى تعاملات العامري فاروق لم يأتوا من فراغ، لأنه خرج من مجتمع صغير يتمثل في والده "بابا فاروق" و"ماما نادية" الأب والأم المعروفين في الوسط التعليمي لكونهما أصحاب تجربة ناجحة في صناعة أجيال نافعة، ومن هنا نشأت شخصيته وتوحد مع جراح ناس بلده، واتخذ الوطن بيتا له فتبلورت هويته وتاريخه الخاص، فهو تركيبة فريدة لشخصية قدر لها أن تنعم بجنة التميز فنزعة القبول لديه هى نتاج التجربة والتعايش فى فضاء إنسانى سمح لها بالنمو والإثمار، مما منحه أرضية مناسبة لدى الناس حتى شعر الجميع بأنه واحد منهم، له نفس ملامحهم، من طين الأرض التى تضمهم، من قلب مجتمعهم.
 
منذ أن قرأت إعلان عائلة العامري فاروق خبر رحيله عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، بعد صلاة الجمعة مباشرة، وأنا وزوجتى نتمالك دموعنا أمام أبنائنا لينا وهايدي وهادي الذين كانوا حريصون يوميًا على سؤالى عن حالة "الكابتن"، كونهم كانوا يتعلقون به سواء من خلال رؤيته في النادي الأهلي أو المدرسة. 
 
"وجع الفراق" من أصعب الأشياء فى الحياة، ودموع والدا العامري فاروق وزوجته وأبنائه وأشقائه في الجنازة يمزق القلب، ولا أستطيع هنا سوى أن أهمس في أذنهم بالمقولة الشهيرة "ما يغلاش على اللى خلقه"، التي كانت ترردها "أمي" الله يرحمها، عندما كان يرحل أحد الأحباب عن دنيانا.
"رحل جسد العامري فاروق الآن، لكن بقيت سيرته الطيبة العطرة فى قلوبنا".









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة