هيثم الحاج على

حمام موسى.. ومستقبل السياحة المصرية

الأحد، 28 يناير 2024 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يبدو أن سيناء ستظل نبعا لا ينضب من الأماكن والثروات، ففي كل خطوة يمكنك أن ترى تاريخا كاملا يقف أمامك، وفي كل اتجاه ستجد فائدة تختلف عن الأخرى وتكملها، لكن الواضح إن سيناء تعوم على بحر من الكنوز والخيرات ربما سيكون من أهمها تلك العيون المتدفقة من المياه الكبريتية التي لها فوائدها الصحية الكبيرة والتي تحدثنا عن إحداها في مقال سابق عن حمام فرعون.

بالقرب من الوادي المقدس في وسط سيناء تقع مدينة الطور، عاصمة محافظة جنوب سيناء وهي المدينة التي تنقع على بعد مائتين وخمس وستين كيلومترا جنوب نفق الشهيد أحمد حمدي، مباشرة على الساحل الشرقي لخليج السويس، وبالقرب من جبل الطور المشهور، وهي واحدة من أقدم المدن في التاريخ المصري خارج وادي النيل، ولها مكانة دينية في كل الديانات، كما لها من المكانة في الحاضر المصري ما يجب التوقف عنده.

بين الطريق والساحل، يقع مزار سياحي مهم في تلك المدينة، حمام موسى، وهو عبارة عن خمس عيون كبريتية تصب في حمام على شكل حوض محاط بمبنى، تصب فيه مياه كبريتية تقترب درجة حرارتها من 37 درجة مئوية، لتعادل تقريبا درجة حرارة الجسم البشري، وهي المياه التي تفيد في شفاء العديد من الأمراض الروماتيزمية والجلدية.

ويحيط بهذا الحمام مساحات خضراء كبيرة، كما يوجد به قُبة أسفلها الحمام نفسه، وهناك 3 حمامات صغيرة للأطفال، وحديقة لتربية النعام.

لهذا المكان سحره الخاص النابع من تاريخه لكنه كذلك يمكنه أن يكون موردا سياحيا مهما، فعلى مستوى السياحة العلاجية سيكمل هذا المكان مع حمام فرعون الذي يبعد عنه شمالا أقل من مائة كيلو متر، ليمكن لنا أن نحلم أن تكون هذه المنطقة مع واحة سيوة منطقة من أهم مناطق السياحة الطبية أو العلاجية لو تم استثمارها بصورة جيدة وتنمية مرافقها، فحتى الآن يزور حمام موسى عشرات السياح يوميا، في حين أن هذه الأماكن التي تجمع بين التاريخ والعلاج يمكنها أن تستقطب الآلاف وتصلح لأن تكون مكانا لسياحة المؤتمرات الطبية كذلك.

إن أماكن سيناء التي في قلوبنا وقلبها ليست مجرد بقعا جغرافية لكنها التاريخ حين يرتكز على الأرض ليثبت أن لمصر تاريخا ثابتا ومتجذرا، وأن هذا التاريخ يحتاج منا الانتباه إليه بصورة أكثر عمقا.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة