في ورشة صغيرة بأحد شوارع القاهرة، ووسط النيران المتطايرة من قطع الحديد، تقف سيدة لا تخاف من تلك النيران ولا رائحة الدخان، يدها بها أثار جروح ، ترتدي نظارتها وتخوض حربها مع الحديد.
إنها الأسطي أم حنان، تعمل حدادة في ورشتها ، تقف وسط العمال والصنايعة كأنها واحدة منهم، فهي تقوم بكل الأعمال التي من الوهلة الأولي يبدو أنها صعبة عليها كأنثي، لكنها كسرت كل هذه القيود.
تروي أم حنان أنها لجأت لهذة الصنعة منذ 9 سنوات بحثاَ عن لقمه العيش فهي المصدر الوحيد للرزق بالنسبة لها ولأسرتها، ولم يكن دخول هذا العالم امر سهل بالنسبة لها فقد واجهت الكتير من الصعوبات في البداية فهي كأي مهنة لها الجانب الجيد والسئ.
تتعامل أم حنان وسط الرجال كأنهم منهم، تركن انوثتها داخل منزلها، ولكن وسط كل هذا فإنها تضع حدود لها لا يمكن لأي حد أن يتجاوزها.
وتنهي أم حنان حديثها بأن هذه المهنة لم تنسيها يومها بأنها " ست " فبمجرد ترك الورشة وعودتها إلي منزلها، تعود أيضاَ الأنثي أم حنان ، ترتدي ملابسها وتزين نفسها بالكحل وتركن الأسطي حنان في الورشة وسط قطع الحديد.