لسنوات طويلة، ونحن على قناعة شبه تامة، بالحكمة التي تقول: "التاريخ يكتبه المنتصر".. والحقيقة - التي أقرها الواقع - ان التاريخ لا يكتبه المنتصرون فقط، ولكن يكتبه الخونة والمرتزقة ايضا.
حروب "النيو ميديا"، فرضت واقعا جديدا لا يمكن مقاومته، ولكن التعامل معه يتطلب وسائل جديدة، وقدره على صناعة محتوى جيد، يستطيع أن ينافس أو على الأقل يقدم جزءا من الحقيقة، وسط منافسة شرسة.
منذ ثورة 30 يونيو المجيدة، ومصر تواجه أبشع وأعنف حملات، ربما لم تشهدها عبر تاريخها القديم والحديث معا.
حملات شرسة وممنهجة، تستهدف بالدرجة الأولى تدمير الهوية المصرية، بكل عمقها التاريخي والحضاري.
ولا تجد هذه الحملات أفضل من التاريخ، خاصة وأن المصريين لديهم شغف كبير بالحكايات والروايات والسرد المتوارث عبر الاجيال.
وهنا يأتي دور الخونه والمرتزقهة لاستغلال منصات معادية لمصر، في تدمير تاريخها القومي.
الأخطر من ذلك كله ليس في كتابة هذا التاريخ، الموازي ولكن تكثيف الإنتاج، بمعنى أن هذا المرتزق الذي يقود منصة مقابل حفنة من الدولارات، لا يهمه في البداية حجم الإقبال او مدى مصداقية محتواه، ولكن يهمه بالدرجة الأولى هو هذا التراكم الكبير من المواد "المفبركة" والمصطنعة لخدمة اهداف مشبوهة.
يقف المتلقي الآن في حالة ذهول متسائلا: اين كانت هذه الحقائق؟!
لكن الإجابة التي لا يعلمها أن المعلومات التي يتلقاها ليست إلا مجرد "أوهام" تصدرها وتتبناها هذه المنصات للتحريض ضد مصر وإثارة البلبلة والدفع بأكبر كم من المغالطات، لدعم أفكارهم في التدمير.
المتتبع لهذه الحملات الممنهجة- خاصه على وسائل - يستطيع أن يدرك حجم الأكاذيب، التي يتم الدفع بها، وهي تتم وفقا لمخططات مخابراتية بالدرجة الأولى، هدفها تحقيق مبدأ السيطرة على العقل الجمعي، كما كان يفعل الاحتلال قديما في فكرة "تمهيد الأرض" والدفع بالجواسيس والخونة لإطلاق أفكار، تستهدف استقرار الوطن والعمل على إثارة البلبلة والشقاق بين ابنائه.
بقي أن يدرك هذا العقل الجمعي، أن تلك المعلومات لا تمت للحقيقة بصلة، لكنها مجرد "أوهام"، أعدت وفق مخطط ممنهج ومدروس..
الكرة في ملعبنا نحن.. وعلينا أن نميز بين الحقيقة والأوهام..!
sherifaref2020@gmail.com
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة