يعيش السودان أجواء فى غاية الصعوبة فى انتظار إجتماع بين طرفى الصراع قائد القوات المسلحة ومجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) فى جيبوتى الأسبوع المقبل.
وجدد رئيس وزراء السودان السابق زعيم تحالف "تقدم" عبد الله حمدوك دعوته للأطراف المتقاتلة، من أجل وقف الحرب المستمرة فى البلاد منذ منتصف أبريل من العام الماضي.
وقال حمدوك فى حسابه على منصة "إكس"، "تويتر" سابقا: "خاطبت القائد العام للقوات المسلحة السودانية (عبد الفتاح البرهان) لحثه على قبول طلب الاجتماع المباشر مع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، لاغتنام الفرصة التى لاحت لإيقاف الحرب التى تم التعبير عنها فى إعلان أديس أبابا الموقع بين (تقدم) وقوات الدعم السريع، الذى أبدت فيه قوات الدعم السريع استعدادها التام لوقف غير مشروط للعدائيات عبر تفاوض مباشر مع القوات المسلحة".
وتابع فى وقت مبكر من صباح أمس الخميس: "هذه الفرصة للسلام يجب ألا نضيعها، وأن نعمل وسعنا لوقف الحرب وبناء سلام مستدام فى بلادنا الحبيبة. إننا نمد أيادينا نظيفة من غير سوء للوصول لحل سلمى تفاوضى ونأمل أن تستجيب الأطراف المتقاتلة لذلك حتى نرفع المعاناة عن كاهل شعبنا، ونبنى وطننا على أساس جديد يجعل حرب 15 أبريل آخر حروب السودان، ليعقبها سلام مستدام".
والثلاثاء الماضى، قالت قوات الدعم السريع إنها مستعدة لوقف فورى وغير مشروط لإطلاق النار عبر التفاوض مع الجيش، بعد أن وقعت إعلانا مع تحالف "تقدم" المدنى ودعت الجيش إلى أن يحذو حذوها.
وتتهم الولايات المتحدة قوات الدعم السريع بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية"، واعتذر حميدتى الثلاثاء عن "انتهاكات"، وقال إنه سيتم التعامل مع مرتكبيها.
واتفقت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية السودانية "تقدم" مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتى" على بلورة خارطة طريق لوقف الحرب الحالية المستمرة فى السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ نحو 9 أشهر.
وقالت رشا عوض عضو اللجنة الإعلامية لتنسيقية "تقدم" عقب الجلسة الأولى من اجتماع الطرفين فى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا الاثنين الماضى، إن هناك توافقا تاما على وضع الأسس اللازمة لحل الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب التى أدت لمقتل نحو 12 ألف شخص وتشريد أكثر من 7 ملايين عبر 25 فى المئة منهم الحدود إلى بلدان مجاورة.
وأشارت عوض إلى أن اجتماعات الطرفين ستتواصل الثلاثاء لوضع اللمسات النهائية حول المسائل المتفق عليه، مؤكدة تواصل التنسيقية مع قادة الجيش لعقد اجتماع مماثل.
وطرحت التنسيقية التى يرأسها رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك رؤية من 4 محاور لحل الأزمة المستفحلة فى البلاد؛ تبدأ بوقف لإطلاق النار وفتح مسارات آمنة للسكان ومعالجة الأزمة الإنسانية والدخول فى عملية سياسية تشمل الإصلاح الأمنى والعسكرى وقضايا العدالة الانتقالية وإعادة البناء المؤسسى لأجهزة الدولة.
وتستند خطة الحل على 6 نقاط أساسية تشمل، وقف إطلاق النار الدائم وتحويل الخرطوم إلى عاصمة منزوعة السلاح، وإخراج قوات طرفى القتال إلى مراكز تجميع تبعد 50 كيلومترا عن الخرطوم، و نشر قوات أفريقية لحراسة المؤسسات الإستراتيجية فى العاصمة، ومعالجة الأوضاع الإنسانية السيئة الناجمة عن الحرب، بالإضافى إلى إشراك قوات الشرطة والأمن فى عملية تأمين المرافق العامة، والبدء فى عملية سياسية لتسوية الأزمة بشكل نهائى.
وقال بيان صادر عن التنسيقية إن لقاءها بحميدتى يأتى بعد استجابته للخطابات التى أرسلتها له ولقائد القوات المسلحة عبدالفتاح البرهان والتى دعتهما فيها للقاءات عاجلة تبحث قضايا حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية وسبل وقف الحرب عبر المسار السلمى التفاوضى؛ مشيرة إلى أن التواصل ما زال مستمراً مع قيادة القوات المسلحة لتحديد المكان والزمان للقاء مع قائدها.
وتدور الحرب منذ 9 أشهر فى السودان، الذى يواجه الآن أكبر أزمة نزوح فى العالم، ودمرت الحرب بنيته التحتية وأثارت تحذيرات من مجاعة وشيكة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة