تابعتُ باهتمام شديد الحوار الذى أجراء القيادى الفلسطينى البارز محمد دحلان مع ( قناة المشهد ) ، وتابعتُ _ بنفس الإهتمام الشديد _ ردود الفِعل القوية على هذا اللقاء فى وسائل الإعلام المصرية والعربية والعالمية ، تأتى أهمية هذا الحوار ليس لأن "دحلان" تَحدَث عن الأحداث الخطيرة التى تمُر بها القضية الفلسطينية وتحديداً الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة لكن لأنه تحدث بِصدق وبجرأة _ يُحسَد عليها _ عن مصر وعن رئيس مصر وقال نصاً : أُريد أن أُقَدِم الشُكر للرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى شخصياً لأنه رفض الهجرة الجماعية لأهل غزة
.. تصريحات "دحلان" تناقلتها وسائل الإعلام العالمية وتَصَدَرت إهتمامات السوشيال ميديا ، لأنه أكد على ثبات الموقف المصرى الرافض للنهج الإسرائيلي لتهجير أهالي غزة وأشاد بالرئيس السيسي وهو بذلك يؤيده فى موقفه الشُجاع رغم الضغوط الدولية والإغراءات التى لا تتوقف ، بالتأكيد فإن مَوقف "دحلان" يزيد المَوقف المصرى صلابة وثقة وتأكيد على أن "مصر" تتخذ المَوقف الصحيح ولا تسمح بالتهجير لأن ذلك يعنى إنتهاء القضية الفلسطينية وضياعها إلى الآبد
.. تقف "مصر" مع الأشقاء الفلسطينيين _ قلباً وقالباً _ وتتبنى الدفاع عن القضية الفلسطينية فى جميع المحافل الدولية ، لا يتوانى "الرئيس السيسي" عن التأكيد على أنه لا أمن ولا سلام ولا إستقرار فى منطقة الشرق الأوسط إلا بحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وعودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى فى دولة فلسطينية مُستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل ( ٥ يونيو ١٩٦٧ ) ، فى جميع لقاءات "الرئيس السيسي" مع مسئولى وقادة وزعماء العالم يُطالب بوقف الإعتداءات الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة ويعلنها على الملأ ويقول : لابد من وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمُحتجزين ووصول المساعدات الإنسانية وإغاثة المدنيين الذين تعرضوا للنزوح مع بدء مسار جاد بإجماع دولى للتسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية
.. "مصر" هى الشقيقة الكبرى لجميع الدول العربية وهى البيت الكبير الحصين للعرب وهى الدولة القوية القادرة التى تَعدِل ميزان القوة فى منطقة الشرق الأوسط بأسرِه ، بِدون "مصر" يَختَل التوازن فى الإقليم كله ، بِدون "مصر" نستطيع القول : إن مصير القضية الفلسطينية مجهول لأنها المُدافع الأول عنها وحائط الصد التى تتصدى لِمَن يريدون ضياع الحقوق الفلسطينية وإهدارها ، "مصر" _ دائماً وأبداً _ تُريد توحيد كلمة الأشقاء الفلسطينين على كلمةٍ سواء ، تَلِم شَملهم وتحاول جَمع كلاً من منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الفلسطينية من أجل توحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية ، "مصر" تُقدِم المساعدات للأشقاء الفلسطنيين وتعمل على وقف إطلاق النار وإعادة إعمار قطاع غزة
.. وبعد إشادة "محمد دحلان" _ الوزير الفلسطينى السابق وعضو المجلس التشريعى الفلسطينى السابق _ بـ "الرئيس السيسي" قررت أن أبحث فى الدفاتر القديمة لـ "دحلان" ، وأتعَمق فى علاقته بـ "مصر" وأُفَتِش فيها ، فوجدت فيها ما يَسُرَنى ، ووجدت بالفعل أن هذه الإشادة ليست المرة الأولى بل الَمَرَة الثالثة ، فهو دائماً يُشيد بـ "مصر" وقال عنها كلمات حاسمة وقاطعة وأعلن عن موقفه المُخلِص تجاهها وتجاه شعبها فى مَرَتين سابقتين فى موقفين مُختلفين
_ ( المَرَة الأولى ) : فى حواره مع "فرنسا ٢٤" وتحديداً فى ( أكتوبر ٢٠١٤ ) قال نصاً : "مصر" كادت أن تُدَمَر وتنهار لولا الرئيس عبدالفتاح السيسي ومعه الجيش المصرى ومن خَلفهما الشعب المصرى ، وهُم إستطاعوا إنقاذ "مصر" من أيدى المتطرفين الذين يُكَفرون مَن يختلف معهم
_ ( المَرَة الثانية ) : وتحديداً فى ( مايو ٢٠٢١ ) قال كلاماً _ فى غاية الأهمية _ يفخر به كل مصرى ويُدل على مدى وقوف مصر مع الشعب الفلسطينى _ هذا نصه : "مصر" لم تَخذِل شعبنا يوماً وكانت دائماً مع فلسطين فى السراء والضراء ، والجندي المصرى حارب وإستُشهد من أجل بلادنا ، والجامعات المصرية قَدَمَت العِلِم والمعرفة لعشرات الآلاف من شعبنا ، المواطن الفلسطينى فى" مصر" لم يُعامَل يوماً كـ "لاجيء" ، فلم يُعزَل أهلنا داخل مُخيمات اللاجئين بل عاشوا مثلهم مثل أشقاءهم المصريين ، ولا ننسى تضحيات القوات المسلحة المصرية ، شكراً لمصر وشكراً للسيسي
.. التركيز على الإشادة الثالثة الصادرة من "محمد دحلان" لمصر وللرئيس السيسي فى هذا التوقيت بالذات له مغزى واضح وأهمية أُدرِكُها جيداً بصفتى مُتابعة _ بإستمرار _ للشئون الخارجية ، وأتابع صَدى هذه التصريحات فى كل وسائل الإعلام العالمية لأن "مصر" عانت الأَمرين من الذى يُشككون فى موقفها المؤيد على طول الخط للأشقاء الفلسطينيين والمُدافع عنهم ويحاولون بشتى الطُرق إهالة التراب على كل ما تفعله "مصر" لمُساندة القضية الفلسطينية ، لكن جاءتهم شهادة ( دحلان ) لأقول لهم : وَشهد شاهِد من أهلها ، وهى ليست شهادة فقط بل شُكر واجب ومُستحق .. وفى هذا الشأن أقول الجُملة التى قُلناها مع الرئيس السيسي فى إستاد القاهرة فى الإحتفالية التى أقامتها مصر فى "٢٣ نوفمبر الماضى" تضامُناً مع فلسطين ( تحيا مصر وفلسطين .. تحيا مصر وفلسطين )