أكدت دراسة حديثة أجرها الباحثون في معهد كارولينسكا بالسويد ونشرت نتائجها في مجلة "الطب النفسي الجزيئي"، أن النساء المصابات بأمراض المناعة الذاتية قد يكن أكثر عرضة للمعاناة من الاكتئاب أثناء الحمل وبعد الولادة.
كما لاحظ الباحثون وجود علاقة عكسية حيث قد تكون النساء اللاتي لديهن تاريخ من الاكتئاب المرتبط بالحمل والولادة، أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية، حيث يبدأ الجهاز المناعي للجسم عن طريق الخطأ في مهاجمة الأنسجة السليمة، تشمل بعض أمراض المناعة الذاتية الشائعة عدم تحمل الجلوتين، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والسكري من النوع الأول، والتصلب المتعدد، وفقا لما نشره موقع" hindustantimes".
وأكد الباحثون في معهد كارولينسكا بالسويد، أن الارتباط كان أقوى بالنسبة لمرض التصلب المتعدد - وهو مرض عصبي وكان أقوى بين النساء اللواتي لم يتم تشخيصهن بأمراض نفسية سابقة.
وقالت إيما بران، المؤلفة الأولى للدراسة، والباحثة في معهد الطب البيئي التابع لمعهد كارولينسكا: " إن هناك آلية مناعية وراء اكتئاب الفترة المحيطة بالولادة، وأن أمراض المناعة الذاتية يجب أن ينظر إليها على أنها عامل خطر لهذا النوع من الاكتئاب ".
وشملت الدراسة نحو 13 ألف حالة حمل، وكشف الباحثون أنه تم تشخيص إصابة أكثر من 55 ألف امرأة بالاكتئاب أثناء حملهن أو خلال عام بعد الولادة.
وقال الباحثون إن النتائج كشفت عن "ارتباط ثنائي الاتجاه" بين الاكتئاب في الفترة المحيطة بالولادة وأمراض المناعة الذاتية، حيث بلغت نسبة الخطر 30% في كلا الاتجاهين، وأشاروا إلى أن الارتباط ثنائي الاتجاه كان أكثر وضوحا بين النساء اللاتي لا يعانين من أمراض نفسية مصاحبة وكان أقوى بالنسبة لمرض التصلب المتعدد.
وأضافت مؤلفة الدراسة، أن الاكتئاب خلال هذه الفترة الحساسة (من الحمل) يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على كل من الأم والطفل.