أفرد قطاع المعاهد الأزهرية، مساحة كبيرة فى مادة الثقافة الإسلامية والتى تدرس لطلاب الصف الأول الثانوي، عن الإلحاد وأنواعه وكيفية تحصين أبنائنا منه، وأوضح القطاع في كتابه الأدلة التى تثبت وجود الله ووحدانيته، وترد على كل شبهات الملحدين واحدة واحدة، يقول تعالى" بل تقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، و أول هذه الأدلة ما استقر في عقول الجميع، وما يشعر به كل واحد منا - حتى الأطفال الصغار - أن كل شيء له سبب، فالطفل الصغير إذا ضربته أو أخذت لعبته ثم قلت له: لم يضربك أو لم يأخذ لعبتك -أحد»، سيضحك عليك ويعتبر أنك مجنون.
فلا يقبل العقل أن يرى شيئا يتغير حوله دون أن يستنتج أن هناك من غيره، وهذا ما يسميه العلماء (قانون السببية) حتى الأعرابي لما سئل عن الدليل على وجود الله قال: البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ، وبحار ذات أمواج، أفلا يدل على اللطيف الخبير؟!
العلم الحديث يؤيد هذا الدليل وهذه الحقيقة، فكثير من الأشياء التي يقر بها العلم لم يرها أحد مثل الجاذبية، لكننا رأينا آثارها، فمن غير المنطقي أن نقول: إن التفاحة وقعت من الشجرة على الارض لأنها تحب أن تقع على الأرض، التفاحة وقعت لوجود نظام يشدها إلى الأرض اسمه الجاذبية، ولا يضرنا أننا لم نشاهدها، فقد شاهدنا آثارها، ودلنا عقلنا على وجودها، والإيمان بالله من هذا القبيل، فنحن لا نرى الله تعالى، ولكن نشاهد آثاره و آثار رحمته في كل صغيرة وكبيرة من حولنا في هذا الكون.
وتضمن الدرس سؤال :ما رأيك فيمن يقول بأن هذا الكون العظيم وجد بلا خالق ، بلا سبب، أو كما يقول القرآن مستنكرا: أم خلقوا من غير شيء ﴾ [الطور : ٣٥]، أو يقول: إن الطبيعة هي التي خلقت
نفسها أم هم الخالقون ﴾ [الطور : ٣٥]؟، إن العاقل إذا رأى قصرا عظيما بني في الصحراء تأكد أن هناك مهندسا وعمالا وصاحبا لهذا القصر بناه وقام على أمره، فكيف بهذا الكون العظيم، وكيف نصدق من يقول: إنه خلق بلا خالق ؟.. أفي الله شك فاطر السموات والأرض ﴾ [إبراهيم: ١٠]؟، ومن الأدلة أيضا، وهي كثيرة جدا: أننا لو نظرنا إلى الإنسان وأجهزته - مثلا - لرأينا أن كل عضو من أعضائه يقوم بوظيفة معينة، وأنه موضوع لغاية محددة مرسومة ، فالعين - مثلا - وضعت وصممت لوظيفة الرؤية، وكل أعضائها وأنسجتها تخدم هذه الوظيفة، وكذلك كل عضو في جسم الإنسان، بل كل مخلوق في هذا الكون، فمن الذي حدد هذه الوظائف وصنع كل جهاز ليقوم بها ؟ هل يمكن أن نقول كما
يقول الملاحدة بالصدفة؟.
إن المصادفة يمكن أن تقع في أمر واحد أو أمرين، لكن لا يمكن أن تكون المصادفة في آلاف الحالات وملابيينها، فالعالم يشتمل على ملابين الأنواع من الحيوانات والنباتات، فضلا عن الإنسان؛ منها ما يسير على الأرض، ومنها ما يطير في السماء، ومنها ما يسبح في الماء، وكل نوع منها له أعداد خاصة، وله أعضاء خاصة.
فقد زود الطير بأجنحة، وهيي جسمه للطيران في الهواء، والسمك زود بخياشيم يستطيع بها أن يتنفس تحت الماء، والحيوانات القطبية التي تعيش في القطب الشمالي والجنوبي غطي جسمها بشعر طويل أو فراء ثخين، والحيوانات التي تعيش في المناطق الحارة ليس عندها ذلك، فمن الذي حدد الغايات، وأعطى كل نوع ما يناسبه ويناسب غايته؟ إنه الله العليم الحكيم، قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى﴾.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة