أكد الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لـ منظمة الأغذية والزراعة لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا «فاو» أن منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تواجه العديد من التحديات البيئية التى تؤثر على الأمن الغذائي والإنتاج الزراعى على المدى القصير والطويل، موضحا أن 8 دول عربية من بين أكبر 10 دول تواجه ضغوطًا مائية عالية على مستوى العالم، وإن حصة الفرد السنوية من المياه المتجددة أقل من 500 متر مكعب فى 13 دولة، مع 7 دول تقل عن 100 متر مكعب.
وقال «الواعر» فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لـ اسبوع القاهرة للمياه السابع نيابة عن مدير «الفاو»، إننا نقف اليوم فى لحظة حرجة بالنسبة لمنطقتنا، فى وقت حيث التحديات لا مثيل لها من حيث التعقيد والحجم، موضحا أن مستويات الإجهاد المائى فى منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا مثيرة للقلق، نتيجة للاستغلال المفرط للمياه الجوفية، وتسرب المياه المالحة وتلوث المياه الجوفية مشيرا إلى أن تقرير التقييم السادس للفريق الدولى المعنى بتغير المناخ أكد أن الأحداث المناخية المتطرفة المتزايدة أدت إلى تقليل الأمن الغذائى والمائي، وإبطاء الإنتاجية الزراعية وتعريض الملايين لانعدام الأمن الغذائى الشديد، والأكثر تضررًا هم المنتجون الصغار والأسر ذات الدخل المنخفض.
وأوضح المدير الإقليمى لمنظمة الأغذية والزراعة للشرق الأدنى وشمال أفريقيا أن زيادة الإجهاد المائي وتدهور جودة المياه، إلى جانب النمو السكانى والتحضر، يهدد قدرة البلدان على دعم الحقوق الإنسانية الأساسية فى الوصول إلى خدمات المياه والصرف الصحي، مشيرا إلى أن أسبوع القاهرة هذا العام يتزامن مع الاحتفال بيوم الغذاء العالمى 2024، مما يذكرنا بالرابط الذى لا ينفصم بين المياه والأمن الغذائي. وانه بينما نتعامل مع تحديات المياه والمناخ اليوم، فإننا نمهد الطريق لأنظمة غذائية أكثر مرونة فى السعى إلى مستقبل مستدام مشيرا إلى ضرورة معرفة العوامل الرئيسية وراء انعدام الأمن الغذائى وسوء التغذية فى مناطقنا متعددة الأوجه والتى تشمل عدة تحديات أبرزها تقلبات المناخ والأحداث المتطرفة، والصراعات، والنمو الاقتصادى البطيء، ونقص الموارد المادية و معالجة هذه القضايا أمر بالغ الأهمية لتعزيز مستقبل مستدام للمياه والأمن الغذائي.
وأوضح «الواعر» انه مع المزيد من الانحباس الحراري العالمي، فمن المتوقع أن تشهد كل منطقة بشكل متزايد تغيرات متعددة فى محركات التأثير المناخي. ومن المتوقع أن تصبح موجات الحر والجفاف المركبة أكثر تواترا، بما فى ذلك الأحداث المتزامنة عبر مواقع متعددة مشيرا إلى أن هذه التحديات تؤثر سلبًا على الأمن الغذائى فى بعض بلدان منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا والدول الأفريقية، وفقًا للتقرير العالمى حول أزمات الغذاء 2024، يواجه ما يقرب من 282 مليون شخص مستوى مرتفعًا من انعدام الأمن الغذائى الحاد فى 59 دولة ومنطقة.
وأشار المدير الإقليمى لمنظمة «الفاو» إلى أن البلدان الخمسة التى تعانى من انعدام الأمن الغذائى الحاد منها 4 دول أفريقية تضم جمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا والسودان وإثيوبيا موضحا انه لمعالجة آثار تقلبات المناخ والأحداث الجوية المتطرفة، يتعين توسيع نطاق المرونة المناخية عبر أنظمة الأغذية الزراعية، كنا أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال زيادة رصد مخاطر المناخ، وأنظمة الإنذار المبكر، والتأمين ضد مخاطر المناخ، والزراعة الذكية مناخيا، واستعادة المناظر الطبيعية والإدارة المستدامة للمياه مشيرا إلى انه لمعالجة استدامة موارد المياه، من الأهمية بمكان تعزيز الإدارة المتكاملة للمياه من خلال تعزيز التنسيق بين القطاعات وتماسك السياسات، وزيادة القدرات على تحسين تخصيص المياه وتعزيز استخدام موارد المياه غير التقليدية.
وشدد «الواعر» على أنه علاوة على ذلك، هناك حاجة إلى دعم البلدان فى تحسين كفاءة استخدام المياه والإنتاجية والاستدامة من خلال الاستفادة من أدوات المحاسبة والإنتاجية المائية موضحا أن الصراعات أثرت بشكل عميق على الأمن الغذائى فى بعض بلدان المنطقة.
ولفت المدير الإقليمى لمنظمة «الفاو» إلى أنه على سبيل المثال، يواجه سكان غزة بالكامل وأكثر من نصف سكان جنوب السودان واليمن وسوريا مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائى الحاد وأصبحت غزة تواجه أشد أزمة غذائية منذ إدخال تقييم "التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائي" (IPC). وتعمل منظمة الأغذية والزراعة، بدعم من حكومات بلجيكا وإيطاليا والنرويج، على تقديم المساعدة الحيوية لمربى الماشية فى غزة موضحا انه مع ذلك، فإن قدرة منظمة الأغذية والزراعة والأمم المتحدة والمنظمات الأخرى على تقديم المساعدة المنقذة للحياة تعتمد على إرساء وقف إطلاق نار دائم وتأمين الوصول غير المقيد إلى المساعدات الإنسانية.