أكرم القصاص

«محطة قطارات بشتيل».. ممرات التنمية والخروج من أزمات المرور

الأحد، 13 أكتوبر 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على مدار عقود، كانت مطالب الخبراء والنخب التخطيطية، تقوم على الحديث عن ضرورة ممرات التنمية، والتى تمثل فى ممرات طولية وعرضية أفقية ورأسية، تربطها محاور وطرق وأدوات نقل متنوعة، بشكل يضاعف من قيمة الأرض ويمنح إمكانيات اكثر للتوسع فى التنمية، وكان على الدولة أن تعمل فى اتجاهين، أولهما إزالة تراكمات عقود سابقة كان يجب فيها اتخاذ قرارات تعالج الأمر، وثانيهما هو التوسعات القادرة على استيعاب الزيادة السكانية.

وظلت فكرة ممرات التنمية، ضمن مطالب واقتراحات النخب والخبراء على مدار عقود، حتى جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى، ليبدأ فى تطبيق أوسع خطة لممرات التنمية، بدأت منذ قناة السويس الجديدة، وإعادة تخطيط المنطقة الاقتصادية، ثم شبكة الطرق القومية، والقطارات والمترو والتى تربط الشرق بالغرب وتفتح المجال للتوسع الأفقى والرأسى، والتوسع فى إضافة 1.5 مليون فدان، ثم أنفاق قناة السويس التى تربط سيناء بالوادى والدلتا، وأخيرا قطارات نقل الركاب والبضائع فى سيناء.

وافتتاح محطة قطارات الصعيد بمنطقة بشتيل بالجيزة، يأتى ضمن مخططات تنظيم السكك الحديدية، وترابط النقل والمحطات التبادلية، وربط القطارات بالمترو ومحطات النقل العام الأتوبيس، بشكل يصنع ترابطا بين أدوات النقل، ويدعم فكرة ممرات التنمية، التى تربط الشبكات الطرق والنقل، وتربطها بممرات تنمية طولية وعرضية.

كان قرار نقل محطة قطارات الصعيد من رمسيس إلى بشتيل ونقل قطارات الوجه البحرى، وزرع محطات تبادلية مثل عدلى منصور شرقا، وبشتيل جنوبا، بعد افتتاح محطة مترو التوفيقية القريبة من محطة قطارات الصعيد، فى تبادل الخدمة معها كذلك العمل على إنهاء مشروع مونوريل 6 أكتوبر الذى يربط مع المحطة.

كما تم إنشاء موقف للأقاليم قريب للمحطة، للربط معها، وإنشاء موقف متعدد الطوابق أمام قسم المنيرة الغربية، لاستيعاب الكثافات وخدمة رواد المول التجارى والركاب، كذلك إنشاء عمارات سكنية خلف المحطة تطل على شارع السودان.

وتضم المحطة عددا من الخدمات الذكية مثل قطع التذاكر وماكينات فحص الحقائب على مداخل المحطة ومول تجارى وشاشات إلكترونية على أرصفة الصعيد وأرصفة خط المناشى، لتوفير بيانات بأماكن وقوف القطارات ومواعيدها، كما تم تثبيت شاشات عرض بصالة قطع التذاكر لتوفير بيانات ومواعيد الرحلات على خطى الصعيد والمناشى القبارى.

وتلتقى محطة قطارات الصعيد بـ6محاور مرورية مثل عرابى، و26 يوليو، وكمال عامر، والمنوريل، والمترو، بما يوفر أكثر من بديل للركاب ويوفر سيولة وسهولة الحركة.

وتضم المحطة عددا كبيرا من الخدمات، من بينها المول التجارى والجراجات، ومساحة هذه المحطة 57 فدانا «4 أضعاف محطة رمسيس» وتشمل ورشا للجرارات والعربات ومخازن، وقال المهندس فريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء ووزير النقل والصناعة، إنه تم إنشاء جراج متعدد الطوابق، بين محور عرابى والمحطة، لتيسير حركة تنقل المواطنين، وأشار إلى أن اختيار مكان المحطة، جاء لوقوعها فى منطقة وسطية بين محطتى رمسيس والجيزة، وأكد الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، أنه تم إنشاء جراج متعدد الطوابق فى المنطقة بين محور عرابى، والمحطة، لتيسير حركة تنقل المواطنين وتحقيق السيولة المرورية فى هذه المنطقة، مشيرا إلى أنه روعى عند اختيار موقع المحطة وقوعها فى منطقة وسطية بين محطتى سكك حديد رمسيس والجيزة التى تعتبر بوابة لصعيد مصر، وكذلك كونها منطقة التقاء خطوط السكك الحديدية الرئيسية بمصر «السد العالى / الإسكندرية / إمبابة / المناشى / القبارى» بالإضافة إلى وقوعها على 4 محاور رئيسية تسهل نقل الحركة منها وإليها»، بالأرقام المشروع على 239 ألف متر مربع تقريبا أى بما يعادل 57 فدانا، ومن المتوقع أن تبلغ الطاقة الاستيعابية للركاب بالمحطة 250 ألف راكب يوميا، وقد أتاح المشروع منذ بداية تنفيذه وحتى الآن، توفير فرص عمل بلغت نحو 3500 فرصة عمل بصفة مباشرة وغير مباشرة، ويوجد فى المبنى الرئيسى بدروم سيستخدم جراجا يسع 250 سيارة، وجراج مخطط أسفل المنطقة السكنية التجارية الإدارية يسع إلى 500 سيارة، ومخطط جراج آخر متعدد الطوابق فى منطقة المطار لخدمة الركاب، كما سيستخدم كموقف للأتوبيسات.

بالطبع فقد كانت مشروعات النقل والطرق وغيرها ضرورية لإعادة تخطيط الممرات والطرق وامتصاص الزحام واستيعاب الزيادة السكانية، وأيضا الارتفاع فى عدد السيارات وتوفير نقل عام مناسب، وخلال افتتاح المحطة التبادلية بمحتواها قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن مشروعات الدولة فى قطاع النقل كانت مهمة جدا، ليس فقط لأنها تحسن مستوى الخدمة، لكن أيضا لأنها تدخل ضمن مخططات كان يجب تنفيذها قبل عشرات السنوات، خاصة أن قطاع النقل والسكة الحديد كان مهملا على مدار عقود، واحتاج تطويره بهذا الشكل إلى أموال ضخمة تقدر بـ2 تريليون جنيه لقطاع مشروعات النقل المختلفة، وحول ضرورة إنفاق كل هذه الأموال تحدث الرئيس السيسى شارحا، «الكلام عن 2 تريليون جنيه كانوا ممكن يتحطوا فى حاجة تانية.. ده كلام مهم بنسمعه.. لا ما كنتش أقدر لو كنا بنتكلم عن تجهيز البلد، لخدمة المواطنين وخدمة حركة دولة عاوزة تنمو، عددها 106 مليون ويمكن أكتر.. إزاى هنقدر نعمل ده للدولة بدون إنفاق هذه الأموال»؟!.

الرئيس هنا يرد على من يناقشون الأمر، أو يتساءلون عن فكرة الأولويات، لكنهم يتجاهلون أن تقارير دولية كانت ترسم توقعات بأن السرعة فى القاهرة الكبرى 2020 ستصل إلى عدة كيلومترات فى الساعة من 5 إلى 6 كيلومترات، وبالتالى فإن التأخر فى تنفيذ المخططات يضاعف من التكلفة.


وبالتالى فالعمل الذى تم كان ضروريا، وتمثل القطارات والطرق الدائرية والإقليمية والعاصمة الإدارية، شبكة طرق تمتد شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وتربط موانئ البحر الأحمر بالمتوسط، وقطارات كهربائية سريعة، تربط خطوط الاستثمار والسياحة، وتسهل النقل داخل القاهرةالكبرى، أو بين المحافظات شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، ضمن ممرات التنمية التى تمثل ضرورة.


مقال أكرم القصاص فى العدد الورقي






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة