الاستحمام بعد الأكل قد يكون ضارًا بجهازك الهضمى.. اعرف السبب

بعد الاستمتاع بتناول وجبة طعام، يجد الكثيرون أن الاستحمام بماء دافئ طريقة جيدة للاسترخاء، لكن أكد الخبراء أن الاستحمام بعد تناول الطعام قد يكون ضارًا بجهازك الهضمى، حيث قد يعطل عملية الهضم لديك ويضر بصحتك، في هذا التقرير نتعرف على كيف يمكن للاستحمام بعد تناول الطعام أن يؤثر سلبًا على عمليات الهضم، بحسب موقع تايمز ناو.

دور الجهاز العصبي في الهضم

يلعب الجهاز العصبي اللاإرادي (ANS)، الذي يتحكم في وظائف الجسم اللاإرادية، دورًا رئيسيًا في عملية الهضم.

يحتوي الجهاز العصبي اللاإرادي على فرعين رئيسيين: الجهاز العصبي الودي (SNS) والجهاز العصبي الباراسمبثاوي (PNS).

- الجهاز العصبي الودي (SNS): غالبًا ما يشار إليه بنظام "القتال أو الهروب"، حيث يقوم الجهاز العصبي الودي بتجهيز جسمك للتوتر والجهد ومواقف الطوارئ.

- الجهاز العصبي الباراسمبثاوي (PNS): هذا النظام مسئول عن وظائف "الراحة والهضم"، بعد تناول الطعام، يتم تنشيط الجهاز العصبي المحيطي لتشجيع تدفق الدم إلى المعدة والأمعاء، ما يساعد على الهضم.

يمكن أن يتداخل الاستحمام مباشرة بعد تناول الطعام مع هذا التوازن الدقيق، خاصة إذا كنت تستخدم الماء الساخن يضطر الجسم إلى إعادة توجيه الدم من الأعضاء الهضمية إلى بشرتك، مما يعيق عملية الهضم وربما يسبب عدم الراحة.

كيف يؤثر الاستحمام بعد الوجبات على تدفق الدم؟

أحد التأثيرات الأكثر وضوحًا للاستحمام بعد الأكل مباشرة هو التحول في الدورة الدموية.

أثناء الهضم، يزيد جسمك من تدفق الدم إلى المعدة والأمعاء لتكسير الطعام وامتصاص العناصر الغذائية بشكل فعال ولكن عندما تستحم بماء دافئ أو ساخن، يعيد جسمك توجيه تدفق الدم إلى الجلد ليبرد من خلال عملية تسمى توسع الأوعية الدموية الجلدية هذا يقلل من إمداد الدم إلى الأعضاء الهضمية، مما يبطئ عملية الهضم ويسبب عدم الراحة مثل الانتفاخ والتقلصات وعسر الهضم.

يتطلب جهازك الهضمي تدفق الدم الأمثل ليعمل بشكل فعال، عندما يعطي الجسم الأولوية للتبريد من خلال الجلد بعد الاستحمام بالماء الساخن، فإن هذه العملية تتنافس مع عملية الهضم، مما يؤدي إلى أعراض مثل الخمول والانتفاخ أو حتى مشاكل هضمية طويلة الأمد.

التأثير على الجهاز العصبي

إن اضطراب تدفق الدم له تأثير متموج على الجهاز العصبي، حيث يلعب العصب المبهم، وهو أحد المكونات الرئيسية للجهاز العصبي السمبتاوي، دورًا حاسمًا في تنظيم العمليات الهضمية، ويساعد العصب المبهم في التحكم في عضلات الجهاز الهضمي، ما يضمن الحركة السلسة للطعام عبر الجهاز الهضمي.

وعندما يتم تحويل الدم من الجهاز الهضمي، يتضاءل دور العصب المبهم في الهضم، ويمكن أن يؤدي هذا التدخل إلى إبطاء حركة الطعام وتقليل قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية بكفاءة.

علاوة على ذلك، يعتمد الجهاز العصبي المعوي (ENS) - والذي يُشار إليه غالبًا باسم "الدماغ الثاني" بسبب سيطرته على وظائف الجهاز الهضمي - على اتصال دقيق مع الجهاز العصبي المركزي (CNS) والجهاز العصبي السمبتاوي لتنظيم صحة الأمعاء. يمكن أن يؤدي اضطراب تدفق الدم إلى الأعضاء الهضمية إلى تقليل التنسيق بين هذه الأنظمة، مما قد يؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد مثل متلازمات سوء الامتصاص، حيث يكافح الجسم لامتصاص العناصر الغذائية بشكل فعال.

الآثار الصحية المترتبة على اضطراب الهضم

عندما يتباطأ الهضم أو يضعف، يمكن أن تكون العواقب فورية وطويلة الأمد، تشمل بعض الأعراض المحتملة:

- الانتفاخ: يمكن أن يتسبب ضعف تدفق الدم في بقاء الطعام لفترة أطول في المعدة، ما يؤدي إلى الانتفاخ وعدم الراحة.

- التشنجات: قد لا تعمل عضلات الجهاز الهضمي بكفاءة، ما يسبب تشنجات مؤلمة.

- عسر الهضم: قد يؤدي الهضم غير الكافي إلى حرقة المعدة أو ارتداد الحمض، مما يجعلك تشعر بعدم الارتياح.

- متلازمات سوء الامتصاص: إذا تم إعادة توجيه الدم باستمرار من الجهاز الهضمي، فقد يكافح جسمك لامتصاص العناصر الغذائية الأساسية، ما يؤدي إلى نقصها بمرور الوقت، في حين أن الاستحمام العرضي بعد تناول الطعام قد لا يسبب مشاكل خطيرة، فإن جعله عادة يمكن أن يؤدي في النهاية إلى مشاكل هضمية مزمنة.

نصائح الخبراء لروتين صحي بعد الوجبات

- ينصح الخبراء باتباع عادات صحية بعد الأكل لضمان الهضم الأمثل ومنع الانزعاج، إليك بعض النصائح:

- الانتظار قبل الاستحمام: امنح جسمك الوقت للهضم قبل التوجه إلى الحمام، الانتظار لمدة 30 إلى 60 دقيقة على الأقل بعد الأكل يسمح لجهازك الهضمي بالعمل دون انقطاع.

- تناول وجبات أصغر: إذا كنت تتوقع الحاجة إلى الاستحمام بعد الأكل مباشرة، فاختر وجبة أخف الوجبات الأصغر أسهل على الجسم في الهضم، وسيكون تأثيرها على الهضم أقل أهمية.

- البقاء مستقيمًا: بدلًا من النوم أو الاستحمام بعد الأكل مباشرة، قم بأنشطة خفيفة مثل المشي. يساعد المشي على تحفيز الهضم من خلال تشجيع تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي.

- اختر الاستحمام بماء فاتر: إذا كان عليك الاستحمام بعد تناول وجبة مباشرة، فاستخدم الماء الفاتر بدلاً من الساخن. يقلل هذا من حاجة الجسم لإعادة توجيه تدفق الدم بعيدًا عن الهضم.

- خطط لوجباتك وأوقات الاستحمام: لتجنب التعارضات، حاول التخطيط للوجبات والاستحمام في أوقات مختلفة فكر في الاستحمام قبل وجبتك أو تباعد أوقات الاستحمام والوجبات بشكل مناسب.