فى 15 أكتوبر من كل عام يتم الاحتفال بـ اليوم العالمى للعصا البيضاء، الذى يُحتفى فيه بإنجازات المكفوفين وذوى الإعاقة البصرية ويهدف إلى تعزيز الوعى بحقوقهم، لذا يستعرض "اليوم السابع" قصة الدكتورة "نيرة إبراهيم" التى تعد مثالاً حيًا على أن العزيمة قادرة على تجاوز كل العقبات، فهى أول كفيفة في مصر تحصل على درجة الدكتوراه فى القانون الجنائى، واستطاعت بإصرارها أن تثبت أن فقدان البصر ليس نهاية الطريق، بل بداية لرحلة مليئة بالإنجازات والتحديات أيضًا.
نيرة أول كفيفة تحصل على الدكتوراة في القانون الجنائي
وتحكى نيرة لـ"اليوم السابع" عن بدايات رحلتها: "ولدت بمرض ضمور الشبكية والعصب البصرى، وهو مرض لا علاج له حتى الآن، فى البداية كنت أتعامل بشكل طبيعى، لكن بمرور الوقت، أصبحت أحتاج إلى إضاءة أكبر وتكبير الخط للقراءة".
وتابعت نيرة عن مرحلة تعليمها: عندما وصلت إلى الثانوية العامة احتجت إلى أن يساعدنى الآخرون فى المذاكرة، لذلك فى الصف الثانى الثانوى قمت بعمل لجنة خاصة بمرافق ليكتب لى فى الامتحانات، وبفضل الله فى الصف الثانى الثانوى كنت الأولى على مركز السنطة بمحافظة الغربية، وفى الصف الثالث الثانوى كنت الثانية.
نيرة إبراهيم
واستكملت نيرة حديثها عن دراستها فى الجامعة: التحقت بكلية الحقوق شعبة الإنجليزى باختيارى لأنى كنت شغوفة بذلك المجال لأن كان طموحى أعمل فى السلك الفضائى، "ولما دخلت الكلية ما بقتش أقدر أقرأ خالص وكان بابا وماما وأخويا هما اللى كانوا بيقرأوا لى وأنا كنت بعتمد على السمع، وطبعًا دى كانت مشكلة كبيرة بالنسبة لى إنى أغير نظام دراستي واستيعابي للمواد بس الحمد لله اتكيفت مع الموضوع بسرعة وقدرت استوعب كل حاجة عن طريق السمع، إلى أن تخرجت منها بتقدير عام جيد جدًا.
لا مكان لليأس
أضافت نيرة: "وللأسف ما عرفتش اشتغل في السلك القضائي علشان ظروف نظري، وقدمت في وظائف كتير وكنت بترفض لنفس السبب، ولكني لم أيأس أو أستسلم بل بالعكس أكملت دراسات عليا فحصلت على الماجستير، وبعد ذلك حصلت على الدكتوراة لأني كان عندي طموح إني أبقى حاجة ما كنتش حابة أقف عند مجرد الليسانس، وقمت باختيار موضوع دكتوراه جديد وكان عنوان الرسالة "الحماية الجنائية لذوى الاحتياجات الخاصة فى ضوء المستجدات القانونية الحديثة"، وكنت أول شخص من المكفوفين أحصل على الدكتوراه فى القانون الجنائى فى مصر وكانت بتقدير امتياز".
نيرة: أهلي دعموني وتعلمت تجاوز التنمر
تحدثت نيرة عن الداعمين لها في مشوار حياتها: "والدي ووالدتي كانوا أكتر الناس اللي بيشجعوني طول حياتي، وكانوا بيتعاملوا معايا على إني شخص طبيعي ما عنديش أي قصور".
وبالنسبة للتنمر قالت نيرة: تعرضت كثيرًا للتنمر وفي البداية كنت أتأثر بذلك إلى حد البكاء عندما كنت طفلة، لكن عندما كبرت تفهمت الموضوع ولم أعد أتأثر بهذا الكلام.
نيرة تحصل على الدكتوراة بتقدير امتياز
وعن لحظات اليأس قالت نيرة: كنت أيأس عندما أشعر أن تعبي لا يقدر، وكنت أشعر أن مشكلة النظر كانت بمثابة عائق أمامي في كل شيء لكني كنت أتغلب على ذلك الشعور، وكنت أبذل قصارى جهدي لكي أصل لمكانة أعلى، ولكي أثبت أن الكفيف يستطيع أن يفعل أي شيء ولكنه يحتاج إلى الفرصة في كل شيء في الحياة.
نيرة: نفسي الناس تتعامل مع الكفيف عادي
وعن أحلامها قالت نيرة: "نفسي أحس إن الناس بتتعامل مع الكفيف على أنه شخص عادي، وإني أخد حقي في فرصة شغل تليق بيا".
وأنهت نيرة حديثها بنصيحة قائلة: "حابة أقول لذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام إنهم ما يحطوش إعاقتهم عائقا في طريق حياتهم، ويكون في توعية أكتر للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل لائق".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة