يشهد العالم موجة من ارتفاع الأسعار مع نقص إنتاج بعض المواد الغذائية ، ليس فقط فى أوروبا بل أيضا فى أمريكا اللاتينية ، حيث تواجه العديد من الدول عدة أزمات من إنخفاض الإنتاج وزيادة الأسعار.
وشهدت أسعار اللحوم فى إسبانيا زيادة كبيرة فى الأسعار خلال الأسابيع الأخيرة، بالإضافة إلى أيضا أسعار البيض التى قفزت بشكل واضح، حسبما قالت صحيفة لاراثون الإسبانية.
وأشارت الصحيفة، إلى لحم الخنزير ولحم البقر والأغنام الأيبيري، من أبرز اللحوم التى شهدت ارتفاعا ، مما يجعل المستهلكين يدفعون أكثر مقابل هذا النوع من اللحوم؛ ويحدث الشيء نفسه مع بعض فئات البيض. وتراوحت آخر الأسعار للحوم الخنازير بين 2.54 و3.02 يورو للكيلو.
أما فى قطاع لحون البقر ، تتراكم الزيادة تلو الأخرى منذ عدة أشهر، وبمتوسط الأسعار الوطنية ، فقد حدثت زيادات في عام واحد بنسبة 7.56 % للعجول، و13.02 % للذكور التى تتراوح أعمارها بين 12 إلى 24 شهرا، و8.98 % للأبقار الحية، لتصل إلى مستويات تاريخية.
وإذا تم تحليل أسعار الأسبوع الماضي، يتبين أنه في منطقة إيبرو، ومقرها سرقسطة، سجلت الصغار زيادات سنوية تتراوح بين 9 و10.6 %، في حين تراوحت الزيادات في أسعار العجول بين 5.8 و6.8.%.
وفي سوق سالامانكا، بلغت الزيادات في أعداد الصغار حوالي 13 % بينما بلغت الزيادات في العجول حوالي 8 % في المقارنة السنوية.
وهناك قطاع آخر يتحرك بأسعار تاريخية وهو قطاع الأغنام، وهكذا، سجل المتوسط الوطني لأسعار الحملان، خلال سنة واحدة، ارتفاعا يتراوح بين 15 و16 %، ففى سوق سالامانكا زادت اسعار الحملان التي يتراوح وزنها بين 10 و15 كيلوجراما في ميركامورسيا بنسبة تتراوح بين 0.6 و 6.3 % الاثني عشر شهرا الماضية.
وعن البيض، فقد شهدت إسبانيا أيضا ارتفا فى أسعار البيض خلال الأسابيع الأخيرة، ووفقا لأحدث المعلومات الصادرة عن وزارة الزراعة، ارتفع سعر البيض من 1.29 إلى 1.35 يورو بزيادة قدرها 4.65 %.
أما بالنسبة للأرجنتين، فقد أكد تقرير للاتحاد الأرجنتينى للمؤسسات المتوسطة CAME أن أسعار المواد الغذائية والخضروات تضاعفت أكثر من 3 أضعاف فى الأرجنتين ، ولذلك فإن هذا القطاع شهد أيضا انخفاض الطلب بنسبة 35% فى سبتمبر الماضى .
وأشارت صحيفة الكوميرثيو الأرجنتينية إلى أن تجار الجملة وتجار التجزئة أصبحوا مجبورين على تقليل جزء من هامش أرباحهم، ويتفاقم هذا الوضع بسبب الزيادة في تكاليف المدخلات والنقل، من بين أمور أخرى.
وتظهر الفجوة السعرية بشكل خاص في الفواكه والخضروات، التي تضاعفت 4.8 مرات في سبتمبر، بزيادة قدرها 17.1% مقارنة بالشهر السابق، كما تم شراء المنتجات ذات الأصل الحيواني بـ 2.9 أضعاف السعر الذي تلقاه المنتجون.
ومن بين المنتجات ذات الفروق الكبيرة في الأسعار، يبرز الليمون بـ 14.5 مرة؛ الماندرين بـ 9.5 ؛ والخس بـ 8.7، من ناحية أخرى، فإن أسعار الدجاج تضاعف مرتين ، في حين أن البيض والبطاطس 2.1 و2.9 مرة على التوالي. وفي المقابل، بلغت الفجوة في الفراولة التي أظهرت انخفاضا في طرفي السلسلة، 3.1 مرة.
ولعب التضخم، الذي يتجاوز الآن 230% سنوياً، وهو من بين الأسوأ في العالم ، دوراً رئيسياً في دفع معدل الفقر في النصف الأول من العام إلى أعلى مستوى له منذ الأزمة المالية التي شهدتها البلاد في العام 2003.
وفى كوبا ، يعانى السكان من ندرة جديدة فى السكر مع إرتفاع الأسعار بشكل كبير، مما أثر على متاجر الحلوى، حيث أصبح السكر نادر للغاية فى الأسواق الكوبية وأصبح موجودا فى المتاجر الخاصة والكبيرة بمبلغ يصل 500 بيزو وهو سعر مبالغ فيه للغاية، وقال روبرتو، أحد سكان سانتياجو دى كوبا، لموقع 14ymedio: "كل شيء محلى، حتى لو لم يكن حلوى ، فإننا نحتاج إلى سكر من أجل الخبز أو لتحضير المشروبات الساخنة والباردة".
وعلى شبكات التواصل الاجتماعى ، يردد مستخدمو الإنترنت بشدة عما إذا كان أى شخص يبيع السكر أو حتى أى حلويات من أجل الأطفال بمبالغ معقولة .
ويبلغ سعر كيلوجرام السكر الآن أكثر من دولارين على بعض بوابات الإنترنت المخصصة لبيع المنتجات للمهاجرين لأقاربهم في الجزيرة، وبسعر الصرف غير الرسمي، يعادل السعر حوالي 350 بيزو للرطل الواحد، مع هذه القيمة، كان من المستحيل على متجر الحلوى في حيها أن يظل قائمًا.
وأشارت الصحيفة إلى أن متاجر الحلويات أخذت فى الإغلاق منها محل آيس كريم شهير فى هافانا حيث أصبح يفتقر إلى الحليب والسكر.
كما كانت صناعة الطب ضحية لانهيار إنتاج قصب السكر. ومن المشاكل في إنتاج هذه الأدوية ليس فقط نقص بعض النباتات، ولكن هناك حاجة إلى ما يصل إلى 15 مادة خام مستوردة، بالإضافة إلى الكحول – لاستخراج المستقلبات النشطة من النباتات – والسكر، وهو العنصر الأساسي لإنتاج أدوية الشراب.
تقليديا، كانت كوبا تستهلك 700 ألف طن وتصدر الباقي، ولكن مع الإنتاج الحالي، تغيرت الصورة بشكل جذري: فقد اضطرت الآن إلى استيراد جزء كبير من السكر الذي تحتاجه لسكانها وأصبحت غير قادرة على الالتزام بعقود التصدير.
وفى البرازيل ، هد أسواق السلع العالمية ارتفاعاً حاداً في أسعار البن، حيث أدت موجات الجفاف في البرازيل وفيتنام، وهما من أكبر منتجي القهوة في العالم، إلى زيادة الأسعار بنسبة تقارب 80%. هذا الارتفاع الملحوظ يثير قلق عشاق القهوة حول العالم، حيث لم يشعر المستهلكون بأي تحسن ملموس في توافر القهوة، وسط تصاعد التوترات المرتبطة بتغير المناخ.
ووفقاً للمنظمة الدولية للبن (ICO)، ارتفعت أسعار القهوة بنسبة 20% في الربع الثالث من عام 2024، لتسجل أعلى مستوياتها منذ ما يقرب من عقد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة