يشير فوز هان كانج بـ جائزة نوبل ومن قبلها جائزة البوكر إلى حقيقة مهمة وهى أن الأدب الآسيوى أكثر اقترابا من الذائقة الغربية مقارنة بالأدب العربى والأدب اللاتينى من ناحية المفهوم على الأقل، وهو ما يفسر تزايد حركة الترجمة من اللغات الآسيوية إلى اللغات الغربية وخصوصا الإنجليزية في السنوات الأربع والعشرين الماضية.
الغرب أيضا معنى بنقل الكتابات الدالة على طبيعة الثقافات المغايرة من ناحية التكوين وهو ما تقدمه رواية النباتية التي تشرح طبيعة الأسرة الكورية خصوصا فيما يتعلق بعلاقة والد الزوج بعائلة ابنه وعلاقة الزوجة بزوجها.
الأعمال التى يمكن أن تحقق بصمة فى الغرب هى التى تروج لأفكار متسقة مع الثقافة الغربية مثل تحول امرأة إلى نباتية بعد رؤيتها حلما جعلها تزهد اللحم وهو ما قدمته رواية النباتية مع عدم سماح المجتمع لها بالحرية في هذا السياق باعتبار ذلك نموذجا على تجسيد الكاتبة لهشاشة الحياة وانسداد مجال الحرية أمام المرأة في بعض البلدان مثل كوريا الجنوبية أو الأعمال الدالة على طبيعة الثقافة الناقلة لطبيعة العلاقات بين الأفراد أو الأدب القائم على تحليل المشاعر الإنسانية باعتبارها مركزا (وليس الحدث).
من ناحية التكوين الأدب الآسيوي قريب من الذائقة الغربية لأنه أدب هادئ معنى بتشريح الذات وطرق الانفعال ونقل درجات الشعور وتفسيرها.
الأدب الآسيوى أيضا معنى بتوثيق الحياة اليومية كيف عبر الرجل وكيف استطاعت المرأة أداء واجباتها الاجتماعية والعائلية وكيف تعيش الأسرة وكيف يحب العجوز ومن أين تستوحى المؤلفة أفكارها وكيف يعيش الناس، لكن الأدب الآسيوى ليس معنيا بتشريح المجتمع فهو لا يتناول البسطاء والمهمشين مثلا كفئة مختلفة بل لا يشغل محركاته كثيرا بتشريح طبقات المجتمع وتقديم إجابات على أسئلة من هم الأغنياء ولا كيف افتقر الفقراء بل يعنى بالشعور بتكبير طبقات الشعور المختلفة بعدسة مكبرة ووضع عدسة مكبرة أخرى على التفاصيل الصغيرة ليكون لديك في النهاية صورة متكاملة عن الرجل والمرأة في كوريا وكيف يأكل الناس وماذا يفعلون في الأجازات وكيف يزورون الأقارب وما هو معنى الصداقة وكيف يحب المرء ويتزوج في كوريا وما هي الرومانسية وما معنى الورد في القارة الصفراء.