تُعتبر تجربة انهيار الدول وتجريفها من التجارب المؤلمة التي تترك آثارًا مدمرة على مستقبل الأمم. إن هذه التجربة لا تؤدي فقط إلى تفكيك هياكل المجتمع، بل تمتد لتطول الهوية الثقافية والقيم المشتركة، مما يساهم في ضياع الأمل وتحطيم الأحلام.
في خضم التحولات السريعة التي يشهدها العالم اليوم، من الضروري أن ندرك أهمية التعلم من التقدم الذي تحققه الأمم في مختلف أنحاء المعمورة. يتطلب الواقع الراهن، خاصة في ظل الأزمات المتلاحقة، التحرك الفوري نحو استراتيجيات فعّالة تهدف إلى بناء دول تعيد لأبنائها شعور الانتماء والأمل. يجب علينا استثمار الوقت والجهود في تعويض ما تم فقده، بدلاً من العودة إلى ما تم تدميره.
على الساحة السياسية، تلقي الأحداث الأخيرة بظلالها على الأمن القومي، كما يتضح من اغتيال القيادي في حركة حماس، يحيى السنوار، الذي كان محركًا ومنفذًا لعملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023م. هنا يجب أن يدرك الجميع ما حدث في 7 أكتوبر 2023، وأن القضية لم تحقق أي مكاسب أو انتصارات.
لقد أسفرت تلك الأحداث عن تحول دراماتيكي في القضية الفلسطينية، حيث أصبح الوضع أكثر قتامة منذ صعود حركة حماس التي تسببت في تهميش الفصائل الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية. تقتضي هذه المرحلة الحرجة إعادة تقييم القيادات الحالية، وإفساح المجال أمام قوى المقاومة الأخرى للعب دورها. يجب على حماس، التي تمر بأضعف حالاتها، أن تتنحى وتترك قيادة العمل الوطني للفصائل القادرة على توحيد الصفوف.
من المهم أن ندرك أن المقاومة ليست نهاية المطاف، ولكن الاستمرار في عدم وجود قيادة موحدة سيؤدي إلى عواقب وخيمة. توحيد الجهود الفلسطينية والفصائل يجب أن يحدث للوصول إلى أي نتيجة مرضية للشعب الفلسطيني، أو على الأقل لمنع تصفية القضية الفلسطينية، التي تتم تصفيتها ببطء منذ سنوات على يد أبنائها.
حيث يمكن أن يظهر جيل جديد من الأطفال الذين فقدوا كل ما هو غالٍ في حياتهم. هؤلاء الأطفال، في حال عدم توجيههم وإرشادهم، قد يتحولون إلى عناصر متطرفة تحمل عنفًا غير متوقع، مما يهدد استقرار المنطقة بأسرها.
في الختام، نحن بحاجة إلى التكاتف والعمل على بناء استراتيجيات فعالة تنقلنا من مرحلة الصراعات إلى مرحلة الأمل. يجب أن تكون الرسالة واضحة، أن لدى مصر رؤية واضحة لمستقبل أفضل يعيد للأمة هويتها وقوتها، مستندين في ذلك إلى الدروس المستفادة من التاريخ.