حالة من الرعب تنتاب الحكومة الإسرائيلية بعد أن استهدفت طائرة مسيرة أطلقت من لبنان منزل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى قيساريا، ليتفاجئ العدو الإسرائيلي بوصول تلك الطائرة إلى منزل نتنياهو وتصيب المنزل بشكل مباشر.
لو نظرنا لتلك الطائرة سنجدها من نفس طراز الطائرة التي أصابت معسكر جولانى والتي من صعب اعتراضها، لدرجة أن سلاح الجو الإسرائيلى فشل فشلا ذريعا فى مطاردة الطائرة رغم إرسال طائرات عسكرية لاستهدافها، ورغم ذلك تنجح الطائرة فى إصابة منزل نتنياهو دون اعتراض.
الجدير بالذكر، أن منظومة الدفاع الجوية الأمريكية "ثاد" وصلت إسرائيل وتم تفعيلها خوفا من هجمات إيرانية بعد الرد الإسرائيلي المتوقع خلال الساعات أو الأيام أو ربما الأسابيع القادمة، فأين كانت تلك المنظومة وقت اختراق تلك المسيرة.
هذه المسيرة ربما لم تقم بمهمتها النهائية وهى اغتيال نتنياهو، لكن مجرد وصول الطائرة لمنزل نتنياهو أثبت للحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو ليس بعيدا عنهم وأن اغتيال قادة المقاومة سواء من حزب الله أو من حركة حماس ، ما هو إلى وقود جديد لإشعال بارود صواريخ وطائرات المقاومة المسيرة تجاه العدو الإسرائيلى.
ومن أجل حفظ ماء الوجه أمام الإسرائيليين، وجدنا نتنياهو يظهر في فيديو مدته 24 ثانية فقط، ولو نلاحظ هنا أن نتنياهو يبدو عليه التوتر والخوف من اغتياله، وهذا الخوف الذى لا يبدو غريبا أبدا عليه، منذ بداية الحرب، نجد أن نتنياهو يقيم جميع اجتماعاته الحكومية في أماكن محصنة تحت الأرض وبالتالي حالة الخوف لدى نتنياهو تعكس عدم الثقة فى قوة الدفاع الجوى الإسرائيلى لصد أى تهديد ضد دولة الاحتلال.
ظهر نتنياهو بمظهر المنتصر، بعد اغتيال قائد حركة حماس يحيى السنوار وكأنه يعتقد أن اغتيال القادة سيغتال فكرة المقاومة، بل العكس تماما يحدث، فاغتيال قادة المقاومة تصنع مقاومة أشد وأشرس من قبلها، ولو نتذكر اغتيال إسرائيل للشيخ أحمد ياسين قائد حركة حماس 2004، ففي هذا اليوم ظهرت الحكومة الإسرائيلية وكأنها انتصر على المقاومة الفلسطينية، ولكن نجد بعد ذلك ظهور الكثير من القادة الفاعلين في المقاومة وقيامهم بهجمات 7 أكتوبر.
معاناة الأطفال في قطاع غزة من الجوع والعطش والرعب من القصف الإسرائيلي، سيرزع في قلوبهم الجرأة والشجاعة لمقاومة الاحتلال، رؤية الطفل استشهاد عائلته بأكملها في القصف الإسرائيلي هذا المشهد محفور في قلب وعقل الطفل وينمو عنده الرغبة في الانتقام من العدو الإسرائيلي، فهذا الطفل سيتحول إلى يحيى سنوار جديد ولكن باستراتيجية مقاومة مختلفة، فإذا كانت إسرائيل تعتقد أن باغتيال السنوار هي نهاية التهديد، فهى مخطئة تماما، ولكن باغتيال السنوار هي بداية جديدة ل 7 أكتوبر جديد.
فالجميع في إسرائيل لم يكن يتوقع ما حدث من المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، حتى حكومة الاحتلال لم تستوعب ما حدث إلا بعد ساعات من الهجوم، فمن نسل كل قائد تم اغتياله في المقاومة، سيولد ألف مقاوم جديد لمقاومة الاحتلال، والدليل استهداف منزل نتنياهو عقب اغتيال السنوار بأقل من 48 ساعة، فيجب على إسرائيل أن تراجع حسابتها جيدا والتفكير في الدولة الفلسطينية المستقلة ليعيش الشعب الفلسطيني والإسرائيلى فى سلام دائم.