تَعودتُ أن أجلس فى مكتبي _ ليلاً _ بالمنزل لأوقات طويلة حتى أنتهى من تجهيز كل إلتزاماتى المُرتبطة بعملى الإعلامى، ومنتصف الإسبوع الماضى وجدتُ نفسي أقف أمام مكتبتى الصغيرة الثرية بكُتب التاريخ الحديث والمعاصر، وبدأت أقرأ عناوين بعض الكُتب ومؤلفيها، وأعترِف بأننى أقتنى كل الكُتب التى كُتبت خصيصاً للتمجيد والإشادة والمدح بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وكُل الكُتب التى كُتبت ضده، لدى كُتب (أمين هويدى وعبدالله إمام ومحمد حسنين هيكل وعبدالمحسن أبوالنور وعبد الفتاح أبو الفضل وحسين عبدالرازق وصلاح عيسى).
ولأننى من أشد المؤيدين للرئيس الراحل أنور السادات كان كتابه "البحث عن الذات" فى مكان مُتميز فى مكتبتى بجوار كُتب (موسي صبرى ومحمد إبراهيم كامل وعصمت عبدالمجيد وأنيس منصور وصلاح منتصر وبطرس بطرس غالى).
لدى اهتمام بالغ بكُتب السيرة الذاتية ومنها كُتب (خالد محمد خالد وأشرف غُربال ونبيل فهمى وأحمد ابوالغيط ومحمد حسن الزيات وعمرو موسى وكمال الجنزورى ويحيى الجمل وحمدى قنديل وسعدالدين الشاذلي وخالد محيى الدين والمشير الجمسي).. فهذه الكُتب كشفت تاريخ المرحلة بمنتهى الصراحة، وتعلمت منها الكثير وأثرت فى مواقفي التى أتخذتها تجاه مرحلة مهمة من تاريخ مصر.
أحببتُ كُتبا كشفت عن سواءات جماعة الإخوان الإرهابية وخاصة كُتب (الدكتور رفعت السعيد وثروت الخرباوى ومختار نوح وفؤاد علام ومحمود جامع ومحمود الصباغ وأحمد عادل كمال وعلى عشماوى وعبدالعظيم رمضان).. وهذه الكُتب شَكَلَت الكثير من أفكارى عن ماهية الجماعة الإرهابية وتنظيماتها ومآلاتها وإرهابها وتطرفها وتمويلها.
المُهم، وأنا أقف أمام مكتبتى _ لدقائق معدودة _ نظرتُ لعناوين الكُتب فوجدتنى أُطِل على تاريخ مصر منذ "ثورة 23 يونيو 1952" وحتى أيامنا التى نعيشها الآن، فهى الفترة التاريخية الثرية بالأحداث وبالوقائع الهامة، مَررتُ على جزء عظيم من "تاريخ مصر" عِيشنا فيه مراحل الصمود والتحدى والسقوط والنهوض، وقُلت لنفسي: لا توجد دولة فى العالم مَرت بمثل ما مَرت به مصر، فقد تحملت مصر الكثير، المُغرضون تزايدوا ، الطامحون ينظُرون لها نظرة بها من الطمع الكثير ومن الحقد الكثير.
أُريد أن أقول أننى أُحب التبحُر فى صفحات التاريخ وملفاته وكُتبه ، أقرأ التاريخ لأتعَلَم وأتدبر الأمر لكى أستعيد ذاكرة الوطن ولِتُساعدنى فى تحليل المواقف الجديدة التى طرأت على مصر خلال الـ 13 عاماً الأخيرة .. هُنا _ تحديداً _ لا أخجل من القول: إن مصر نَزَفت دماً لسنوات، وتعرضت لكبوات، إضافة إلى الاستهداف المُستمر لها مِن قِبَل قوى تريد الهيمنة على مقدراتها وثرواتها.
تأكدت خلال قراءتى لكُتب التاريخ أن مصر فى حاجة لأبنائها، فى حاجة للحفاظ على ما تم إنجازه، فقد توصلت إلى أنه (حينما يحدُث تعمير ونهضة وبناء فى مصر تزداد الأطماع والمؤامرات)، حَدث هذا مع محمد على باشا وجمال عبدالناصر.. والآن: أرى أن هناك قوى تحاول نَصب فخ لبلدى الحبيبة _ مصر _ وجرجرتها للمواجهة وجَر شَكَلها بأى طريقة حتى لا تستمر مسيرة البناء وتتوقف عجلة التنمية وتُطوى صفحة الإستقرار التى تنعم بها.
كُل ما قُلته مُجرد (فضفضة _ لا أستطيع إخفاءها _ عن مصر)، "فضفضة" أقل ما تُوصف به بأنها "فضفضة مقصودة" لأن وطنى عزيز عليّ وله حق عليّ ، فمصر الآن تُحقق مشروعات وعلينا المحافظة عليها ، ولاحظت _ أيضاً _ أنه مع تحقيق أى إنجاز تزداد محاولات الهَدم .. بإختصار : هُم يريدون "مصر" مُنهكة ومريضة وغير قادرة على التقدُم للأمام ونحن نُريد "مصر" قوية وقادرة حينما يَعطس جيشها _ المهيب _ يرتعب الأعداء ويرتعشون ويُصابون بالهَلع .. هُم يريدون "مصر" مكسورة ومأزومة وتُعانى على الدوام ونحن نُريد "مصر" صلبة عَفية بمشروعاتها القومية الجديدة وبتنميتها الذين يحسدوننا عليها .. هُم يريدون "مصر" تتألم وتنزِف دَماً ولا تقوم لها قائمة ونحن نريد "مصر" تتصدى وتواجه وهى غير عابئة بهم وبمخططاتهم .. هُم يريدون "مصر" تنظر للخلف وتنشَغِل بالفتن والمصائب والكلام الفارغ ونحن نُريد "مصر" مُستقرة بـ جيشها العظيم ، وآمنة بـ شرطتها الباسلة ، وعامرة بأهلها الطيبيين ، ورافعة رأسها بـ رئيسها _ عبدالفتاح السيسي _ البطل
أُداوم على قراءة التاريخ لكى أربُط الأحداث الماضية مع مواقف وأحداث حالية نمُر بها الآن لعل وعسى ننجح فى حماية أنفسنا من أى إختراق خارجى يهدف لإحداث تصدُع فى مجتمعنا .. فالكُل عينه على "مصر" ، نعم الكُل عينه على "مصر" وسقطت دِول كثيرة فى المنطقة لكن هذا لا يُعنيهم فى شيء .. هُم يريدون تركيع وإسقاط "مصر" لكنهم _ إن شاء الله _ سيفشلون لأن لدينا مُعطيات تعلمناها من كُتب التاريخ ولدينا من الإنتماء الكثير ومن التضحية الكثير .. وسيجزى الله المُحسنين وسيجزى الله المصريين على وفاءهم وإخلاصهم وإحسانهم لوطنهم.. آسفة للإطالة.. وربنا يحفظ مصر