فى ظل ما يجرى من تصعيد بين إيران وإسرائيل، مؤكد أن هناك ملامح لقواعد جديدة ترسم بين الولايات المتحدة وإيران، خاصة أن إيران اختارت أن يكون ضربتها الثانية أكثر قوة عن الضربة السابقة فى أبريل الماضى، بل والأكثر تأثيرا والأعنف، رغم محاولة الولايات المتحدة التقليل منها، ووصفها بأنها غير فعال وفقا للمتحدث عن الأمن القومى الأمريكى وتقييم البنتاجون.
وأعتقد أن لعبة القواعد الجديدة يتم رسمها بين واشنطن وطهران بعيدا عن نتنياهو الذى لا يرغب فى عودة الاستقرار، أو إيقاف حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، لأن إيقاف الحرب بالتحديد يعني أنّ مستقبله السياسي سينتهي، ما يدفعه للاستمرار في الحرب، وتوسيع نطاقها لتشمل أطرافاً أخرى لا سيما إيران على أمل أن يخلّصه ذلك من الأزمة الداخلية، وأن يجّر الولايات المتّحدة الى معركة مع طهران يستفيد هو منها.
وظنى، أن مصلحة طهران من القواعد الجديدة، فى أن هذه القواعد ممكن أن تجنبها المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة، وتكتفى بالترويج أن الرد كان كبيرا ومؤثرا وتم الثأر لإسماعيل هنية، وحسن نصر الله، وحفظ ماء وجهها أمام وكلائها، وأيضا للحفاظ على ذراعها الأكبر حزب الله من السقوط، لذلك، فإن حسابات إيران باتت مختلفة عن السابق، فى ظل ارتفاع معنويات محور المقاومة وخاصة حزب الله وقطع الطريق أمام من يقول أن طهران تخلت عنه، وتركته وحيدا، وأيضا بعد بيان روسيا بشأن تحذير إسرائيل من الغزو البرى للبنان، حيث كان أكثر شدة ووضوح، غير التقارير الإعلامية التى تتحدث عن صفقة نووية بين روسيا وإيران، لذا، فإن كل هذا تطلب أن يكون هناك قواعد للعبة جديدة، وهو ما ظهرت ملامحها فى تعاطى الولايات المتحدة منذ الإعلان عن بدء الغزو البرى واتباع سياسة الخداع الاستراتيجي والعسكرى، وكذلك تسريباتها عن موعد الرد الإيرانى والحديث عنه.
وأخيرا، يبقى الأمر مرهون بموقف نتنياهو، هل سيقبل بالقواعد الجديدة أما سيختار مواصلة التصعيد والقيام برد على إيران ما يدخل الصراع فى حلقة مفرغة، ويفاقم من الأوضاع.