فى أواخر أربعينيات القرن العشرين، شك أحد علماء الكيمياء في جامعة شيكاغو، أنه يستطيع حساب عمر أي جسم باستخدام حسابات بسيطة تستند إلى استخدام الكربون، لذا استعار الباحث ويلارد ليبي بعض الأشياء العشوائية من المتاحف التي تم التحقق من أعمارها ــ صندل عُثر عليه في كهف في ولاية أوريجون، وأغلفة من الكتان من مخطوطات البحر الميت، وحتى قطعة خبز محترقة من بومبي ــ واختبر نظريته.
وتطابقت التواريخ، وبدأت ثورة التأريخ بالكربون المشع، وحصل ليبي على جائزة نوبل عن هذا الاكتشاف في عام 1960.
قبل التأريخ بالكربون المشع، كانت قدرة البشر على تحديد تاريخ الأشياء ما قبل التاريخ محدودة للغاية، يقول ستورت مانينج ، مدير مختبر كورنيل لحلقات الأشجار: "يمكنك أن تزعم أن أي شيء قبل القرن السادس قبل الميلاد كان في الأساس مجرد تخمينات مدروسة، وفقا لما ذكره موقع هيستورى ".
وبحلول ثمانينيات القرن العشرين اكتشف العلماء أداة أخرى أحدثت ثورة فى تأريخ الكربون المشع، لتحديد عمر الأشياء بدقة أكبر.
ويقول مانينج: "أصبح من الممكن الآن تحديد تاريخ كل أنواع الأشياء التي لم يكن من الممكن تحديد تاريخها في الماضي، وقد أدى هذا إلى تغيير جذري في القدرة على طرح الأسئلة في علم الآثار والحصول على الإجابة التي تريدها، مثل: متى كان الناس يعيشون في هذا الكهف بالذات؟"
اليوم يستطيع الباحثون تحديد الترتيب الزمني والعمر التقويمي للأحداث الماضية، كما تم استخدام تأريخ الكربون المشع للتحقق من الأحداث التاريخية الحديثة أو تحسينها، على سبيل المثال، استخدم الباحثون هذه التقنية لإنشاء تسلسل زمنى أكثر دقة للفراعنة المصريين بين عامى 2691 و2625 قبل الميلاد.