أهم الظواهر الفلكية فى العالم القديم.. تقديس الأجرام السماوية وتمجيد الأبراج

الإثنين، 21 أكتوبر 2024 10:00 ص
أهم الظواهر الفلكية فى العالم القديم.. تقديس الأجرام السماوية وتمجيد الأبراج صورة أرشيفية
محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في العصور القديمة اتخذت بعض الحضارات القديمة عبادات مختلفة قبل الأديان التوحيدية، وكان من ضمن تلك العبادات، عبادة الكواكب التى اشتهرت فى عدة حضارات قديمة، وهى عبادة تقوم على تقديس الأجرام السماوية مثل الكواكب، أو غيرها من الأجرام الفلكية تبجيل الآلهة، قبل ظهور الإسلام والأديان التوحيدية السماوية الثلاث، عبد العرب الأصنام والتماثيل، التى صنعت من الأخشاب والأحجار والمعادن، وغيرها، على هيئات وأشكال متعددة، من أشجار وأبقار وبشر، وكانت تلك التماثيل بأسمائها ورموزها مكرسة للأضاحى والنذور فى المعابد الخاصة بها، التى شيدها الإنسان.

وكانت الأسطورة حاضرة بقوة بعلاقة الإنسان القديم بالسماء، وتفسيره للظواهر الفلكية المختلفة، ومنها:

تقديس الأجرام السماوية

اعتقدوا بقدسية الأجرام السماوية، حتى أنهم نسجوا لها قصصا وحكايات تربطها بنشأة الأرض والكون ونهاية المكان والزمان. والأبراج السماوية الاثنا عشر ليست بمنأى عن تلك التأويلات الأسطورية، بل إنّها تمثل صلب عقائد الشعوب القديمة التي آمنت بتلك الأساطير.

وبحسب كتاب "الأسطورة والتراث" للدكتور سيد القمنى، فى مدينة الوركاء السومرية نشأت عبادة كوكب الزهرة ونمت، إذ أطلق عليها اللسان السومرى "إينانا" الذى يعنى "سيدة السماء"، ففى اللسان السومرى "إن" تعنى سيدة، و"آن" تعنى السماء، وبدخول الساميين إلى الرافديين وتأسيس الدولة الأكادية تحول اسمها من "إينانا" إلى "عشتار".

مع بدء "الآشوريين" على صفحة التاريخ، وتكون الدولة الإمبراطورية الآشورية، لم تَعُد الزهرة ربة اللذة والحب الشهوانى فقط، وإنما أصبحت أيضًا ربة حرب هلوك، إذا ما أخذنا بالحسبان طبيعة الشعب الآشورى الدموى وهو شعب محارب بفطرته، لم يشهد العالم القديم مثيلًا له فى البشاعة والقسوة.

أساطير الأبراج

 
لطالما ارتبطت السماء بمعانٍ عدّة بالنسبة لليونانيين القدامى، وبداية الخلق وانبثاق الكون من العدم كانا هما محلّ تفسيراتهم الأسطورية، وفي الأساطير الإغريقية القديمة تُنسب الأبراج الفلكية إلى 12 شكلا تنتحل صفة أسطورية عظيمة، قد رافقوا آلهة الصيد والبرية “أرتميس” في رحلتها لحراسة العالم (كوكب الأرض). وتربط الأساطير ظهورهم إلى الوجود بقصص غالبا ما تكون مترابطة، إذ تسرد أحداثا متسلسلة جرت بين الآلهة الإغريقية المزعومة.

وفي الأساطير الإغريقية القديمة تُنسب الأبراج الفلكية إلى 12 شكلا تنتحل صفة أسطورية عظيمة، قد رافقوا آلهة الصيد والبرية "أرتميس" في رحلتها لحراسة العالم (كوكب الأرض). وتربط الأساطير ظهورهم إلى الوجود بقصص غالبا ما تكون مترابطة، إذ تسرد أحداثا متسلسلة جرت بين الآلهة الإغريقية المزعومة.

الكسوف والخسوف

كذلك كانت الحضارات القديمة تخاف من الخسوف بسبب اعتقادهم أن هذه الظاهرة الطبيعية تحمل دلالات سلبية، أو تكون نذير شؤم. حيث كان هناك عدة أسباب وراء هذا الخوف، تختلف حسب الثقافة والمعتقدات السائدة في كل حضارة، ولم تكن لدى الحضارات القديمة معرفة علمية تفسر الظواهر الفلكية كالخسوف وبالنسبة لهم، كان الأمر غير متوقع ومخيف، لذا ارتبط الخسوف في أذهان البعض بحدوث كوارث طبيعية مثل الزلازل أو المجاعات أو الحروب. فالحضارات الصينية القديمة مثلًا كانت تعتقد أن التنين السماوي يبتلع القمر أو الشمس أثناء الخسوف، ويجب على الناس إحداث ضوضاء لإخافته واستعادة الضوء.

عبادة الشمس والقمر

ارتبط البشر، منذ فجر التاريخ، بـ"الشمس"، فكانت الإله والمقدس الأول عبر الحضارات، وأول الأجرام السماوية التى لفتت إليها أنظار البشر بتأثيرها فى الإنسان، وفى الزرع والنماء، النجم الذى يضىء العالم، ويمنحه الخير والسكينة، حتى أصبح عدم سطوعه فال شؤم، فقالوا فى الأمثال الشعبية منذ القدم "يوم مطلعتلوش شمس" تعبيرا عن الأيام الحزينة والأجواء غير الجيدة.
 
لكن بالعودة إلى العهود القديمة، وسبر أغوار التاريخ، كانت الشمس منذ بداية البشرية مقدسة ومخلدة فى التقديس، وارتبطت حضارات وشعوب بهذا النجم الكبير، فقد تألّهت شمس عند التدمريين، وعبدها البابليون والكنعانيون، فضلا الفراعنة والبابليين والصينيين، وحسبما ذكر الدكتور سيد القمنى فى كتابه "النبى إبراهيم والتاريخ المجهول" فإنه من المعلوم أن عبادة الشمس كانت تسود فى المناطق النهرية والبلدان الزراعية، لما تقومُ به الشمس من دورٍ أساسى فى حياة النبات ونضوج المحصول، لذلك عبَدها السومريون باسم «أوتوا AUTU»، وعبدها البابليون وهم شعب سامى بالاسم «شمس SHAMASH»، والمصريون عبدوا الشمس باسم «رع RA»، و«آمون رع RA-AMON»، و«آتوم رع RA-ATUM»، وفى كل الحالات كان هو رب الدولة والعرش.
 
كذلك ارتبط البشر، منذ فجر التاريخ، بـ"القمر"، فكان إلها ومقدسا عبر الحضارات، وأحد الأجرام السماوية التى لفتت إليها أنظار البشر بتأثيرها فى الإنسان، ومنذ بداية الخلق كان رمزًا للجمال والحب، فكل جميلة فى نظر حبيبها هى "قمر" وكل حسناء هى ابنة أو جارة لـ"القمر"، وكل العشاق يسهرون على ضيه ويتقربون منه، فهو "نور وجمال" خالد وحقيقى ينير سماء العالم، و"نصرا" حقيقيا للخير والجمال والحب.
 
ورغم ما يظنه البعض عن أفضلية لتقديس "الشمس" فى حضارات العالم القديم على القمر، إلا أن الباحثون يدافعون عن عبادة القمر، معتبرين أن عبادة هذا الجرم السماوى الذى يضئ سماء كوكبنا ويستلهم منه العشاق رمزا لعشقهم، كانت أولى العبادات قبل حتى أن يعرف الإنسان عبادة "الشمس" فقد ظهرت رموزه منقوشه على النصب الآشورية بصفته رمزا مقدسا، وإلها عظيما.








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة