أرادوا تغيّر الشرق الأوسط بسياساته وطبيعته الديموغرافية ، وطمس ثقافاته وحضاراته المتعددة ، وظنوا أن التغيير سيحدث منذ أن بدأ الربيع العربي المزعوم في عام 2011م في المنطقة ، وعلى ما يبدو أن بدأ التجهيز لذلك بعد هجمات سبتمبر 2001 أي منذ 24 عامًا ، عندما بدأ العالم يتعرف على " الفيس بوك والواتس آب والهواتف الذكية " وما أسهل أن تجمع تلك ؛ وسائل التواصل الاجتماعي الناس، والشعوب وتخلق حالة من الغضب وتوجه الرأي العام كما تشاء ، وكان من المنتظر أن تقع مصر في 2011م ، مستغلين أحلام وطموحات ومطالب الشعب المصري ، ولكن كانت مصر عصية على السقوط والانكسار ولملت أوراق اللعبة في 2013م بل ولملت أوراق وذيول كل المؤامرات الخارجية لكل البلدان المجاورة في الإقليم فكانت رمانة الميزان التي قلبت موازين اللعبة .
ولكن يبدو الآن أن القضية الفلسطينية هي التي ستغير سياسات الإقليم أو الشرق الأوسط ، وبتوسيع رقعة الصراع ، يلتهب الإقليم وينشط الحلم التركي والفارسي والصهيوني ذلك الحلم الاستعماري ، فلا تغير يحدث بدون التهاب حاد ، فدرسنا في علوم الطب أنه عندما تتعرض منطقة من الجسد للالتهاب تبدأ في إرسال إشارات لخلايا بعينها ومواد وسيطة جاذبة لكل الخلايا الخاصة بالالتهاب تجتمع من كل مكان لمحاربة ذلك الالتهاب وتزيد من احمرار المنطقة وسخونتها وان كان الجسد صحيحًا ينعم بمناعة جيدة سيستطيع أن يتخلص من الالتهاب ويخلُص ويعود لطبيعته ويتعافى.
هكذا الأمر في الإقليم؛ إن ترابطت كل البلدان العربية ستستطيع القضاء على بؤرة الصراع الملتهبة فلا تتمكن أي من الأطراف الثالثة في فرض أطماعها الاستعمارية وهم إيران وإسرائيل المدعومة بأمريكا و تركيا.
فلا يوجد مساحة لأي عبث نفسي أو عداوة جانبية ، كما حدث في الفيلم الصادر عن أحد المحطات العربية ضد فصائل المقاومة الفلسطينية ، تتفق أم تختلف ، فكل من يناضل من أجل وطنه ويستشهد ، فهو شهيد بل أن الشهادة في سبيل الوطن هي خلود في موت رائع.
ربما أكثر ما أعجبني من أخبار نطالعها يومًا حيال القضية الفلسطينية هو استياء الجيش الاسرائيلى في تقرير بالعبرية من صحيفة " معاريف" مستشهدة بالتوراة ؛ منددًا بمساعدة الجيش المصري القابع على الحدود الغزاوية المصرية لحماس و قالت :- كأنه لا يوجد معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل، وانه من المفترض أن تبلغهم مصر بتلك المعلومات !
أعربت "معاريف" عن عدم ثقة إسرائيل بمصر أو الجيش المصري رغم اتفاقية السلام الموقعة بين الطرفين وقالت: "في أيام الملك حزقيا، صعد سنحاريب ملك أشور على مدن يهوذا، وحاصر أورشليم أيضا. سخر رابشكا، وزير جيش سنحاريب، من حزقيا لثقته في القوة الإقليمية المجاورة مصر لمساعدته، ونقلا عن كلمات ربشاقى لشعب حزقيا، صاغ المصطلح - استند على القصبة المكسورة- "
واقتبست الصحيفة كلمات من التوراة: "والآن ها أنت متكئ على عصا هذه القصبة الجارية على مصر التي يعتمد عليها الرجل ويأتي بيده وامرأة.
وأشارت "معاريف" إلى أن الدرس الآن أصبح واضحا: "ليس هناك من يمكن الثقة به
ولكن يجب أن نقول لهم نحن أقباط مصر ردًا عل ذلك، وعن كل شهيد يدافع عن قضية وطنه
يقول الكتاب المقدس عن الشهداء : لقد صبر إخوتنا على ألم ساعة، ثم فازوا بحياة أبدية، وهم في عهد الله" سفر المكابيين الثاني 7: 36
فمصر ليست القصبة المكسورة بل أنها الرمانة التي تغير الموازين إلي الصواب .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة