يعد الإرهاب أحد أخطر أضلاع مثلث تدمير الشعوب، الذي يضم ثلاثة من أخطر الأفكار التى تؤدى إلى هلاك الأمم وتدمير الشعوب المختلفة، وقد تحدث الكاتب الكبير الراحل "أنيس منصور" الذي تمر اليوم ذكرى وفاته عن الإرهاب السياسي والإرهاب الديني والعنف.
كثير من الكتب التي تحدث في مضمونها عن الإرهاب بمختلف تصنيفاته ومن بينهم كتاب "الدين والديناميت" من تأليف أنيس منصور، وحسب ما جاء على غلاف الكتاب: ليس كل عنف إرهابًا سياسيًا أو دينيًا.. ولكن كل إرهاب سياسي أو ديني هو عنف.
وكما أن الحب قديم فالكراهية قديمة.. وكما أن التضحية بالنفس قديمة فالتضحية بالآخرين أيضًا والإرهاب سلوك إنساني ضد الانسان.
والانسان "لا إنساني" فقد عاش إلى اليوم وهو يحاول أن يبني مدبًا حول الأرض أو يقيم كهوفًا تحت قشرة الكواكب الأخرى.
والروائي اللاتيني بلادتوس هو الذي قال في مسرحيته الكوميدية "الحمير"، أن الإنسان للإنسان ذئب.. أو الانسان ذئب لأخيه الانسان.
ولم يكن الانسان في حاجة إلى معجزة كي يتحول ذئبًا مفترسًا.. وإنما الانسان استعار أنياب الذئب ومخالبة واستعار غدره وتعطشة للدم.. ثم استعار حيوانيته أيضًا!
الكاتب الكبير أنيس منصور جعل نفسه أيقونة لمحبيه، تعلم أكثر من لغة فكان يجيد الإنجليزية والإيطالية والفرنسية والروسية والألمانية، وهذا ما مكنه من الاطلاع على ثقافات عديدة، حيث ترجم إلى العربية العديد من الكتب والأعمال الأدبية الأجنبية، بلغت نحو 9 مسرحيات ونحو 5 روايات من لغات مختلفة، إلى جانب 12 كتاب لفلاسفة أوروبيين، وفى الوقت ذاته اهتمت دور النشر العالمية بترجمة كثير من أعماله إلى اللغات الأوروبية وخاصة الإنجليزية والإيطالية، كما سافر إلى العديد من بلدان العالم، ألف العديد من كتب الرحلات ما جعله أحد رواد هذا الأدب منها "حول العالم فى 200 يوم، اليمن ذلك المجهول، أنت فى اليابان وبلاد أخرى".
ورحل الكاتب الكبير أنيس منصور عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 21 أكتوبر من عام 2011م، عن عمر ناهز 87 عاماً بعد تدهور حالته الصحية إثر إصابته بالتهاب رئوى، لكنه رحل بجسده وظلت أعماله وأقواله حاضرة بيننا فى كل وقت، لتنتقل فلسفته بين الأجيال المتعاقبة.