حنان يوسف

الإعلام والمواطنة الرقمية الرشيدة

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2024 09:24 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يُقصد بالمواطنين الرقميين إنهم  أولئك الذين يستخدمون الأنترنت  بانتظام وفعالية .


ولديهم أيضًا فهم شامل للمواطنة الرقمية، وهو السلوك المناسب والمسؤول عند استخدام التكنولوجيا ، ونظرًا لأن المواطنة الرقمية تُقيِّم جودة استجابة الفرد في المجتمع الرقمي، فإنها غالبًا ما تتطلب مشاركة جميع أفراد المجتمع، سواء المرئيين منهم أو غير المرئيين.


وبهذا التعريف يمكن القول أننا جميعا أصبحنا "مواطنين رقميين " ولكن بأختلاف درجة الرشادة والوعي في الاستخدام الإمن .


وكذلك الي اي ندي يكون  الفرد  مسؤولًا في محو الأمية الرقمية، وآداب السلوك، والسلامة عبر الإنترنت، والاعتراف بالمعلومات الخاصة مقابل المعلومات العامة.


فغالبًا ما يستخدم الأشخاص الذين يصنفون أنفسهم كمواطنين رقميين تكنولوجيا المعلومات على نطاق واسع من خلال إنشاء المدونات واستخدام الشبكات الاجتماعية والمشاركة في الصحافة عبر الإنترنت . 


والمواطنة الرقمية اذا طبقت بالشكل الصحيح فهي فرصة حقيقية  من أجل تعزيز تكافؤ الفرص الاقتصادية وزيادة المشاركة السياسية وتقليل الحواجز التي تحول دون المشاركة كمواطن في المجتمع ومن ثمة يمكن ان تساهم لدرجة كبيرة في تحقيق اهداف التنمية المستدامة ونهضة الأمم .


والاسبوع الماضي وعلي مدار ثلاثة أيام انعقدت في القاهرةً فعاليات مؤتمر علمي دولي عقدته كلية اللغة والإعلام بفرع القرية الذكية بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري و التي يترأسها شخصية استثنائية لها وزنها العلمي والاكاديمي والسياسي وهو الأستاذ الدكتور إسماعيل  عبد الغفار  بما له من خبرة طويلة في مجال الهندسة والبرمجيات والتكنولوجيات من جهة ومن جهة اخري خبرته الطويلة  في فن ادارة البشر علي  أكثر من مستوي ومجال.


وشارك في المؤتمر آكثر من مائة باحث من مختلف انحاء العالم قدموا خلاله من ما يقرب من سبعين  بحثا علميًا وحلقات نقاش مستفيضة رسموا فيها  خارطة طريق لمستقبل المواطنة الرقمية بأعتبارها أصبحت ضرورة حتمية لمعايشة العصر  الحالي والانضمام لركب الدول المتقدمة في المستقبل .


ومن أهم التوصيات التي أصدرها هذا المؤتمر الهام كان التركيز علي دور الإعلام  في بناء المواطنة الرقمية الرشيدة وبالتركيز علي تمكين الشباب باعتبارهم الفئة المستهدفة الاولي في مسيرة بناء الانسان والأكثر استخدامًا للحياة الرقمية المعاصرة  وذلك من خلال عدد من التوصيات الهامة حيث انعقد المؤتمر  : تحت عنوان ” الإعلام الجديد وتمكين الشباب: المواطنة الرقمية في عصر الذكاء الإصطناعي في مختلف مجالات الإعلام واللغة والإعلام والذكاء الإصطناعي وكل العلوم ذات العلاقة من أكثر من 25 دولة.
وناقش موضوعات مهمة حول العلاقة التي تربط بين الإعلام واللغة والذكاء الإصطناعي وتمكين الشباب وتوصل المؤتمر إلي عدد من التوصيات من أهمها: الدعوة الي تعميم التربية الإعلامية الرقمية في المناهج التعليمية العربية، بهدف نشر الوعي بين الشباب وتعزيز قدراتهم على التعامل النقدي في البيئة الرقمية تجاه التأثيرات والمحتويات الإعلامية التي لا تراعي قواعد العمل الإعلامي، مثل احترام الخصوصية، وحماية مقومات الهوية الوطنية، حماية البيانات الشخصية واحترام القيم الاجتماعية والثقافية، ومكافحة التضليل الممنهج ونشر الإشاعات المضللة والأخبار الزائفة.
مع التأكيد علي أهمية العمل على تصميم حملات إعلامية يكون الهدف منها تحديد واضح لكافة المفاهيم المرتبطة بالمواطنة الرقمية والوقوف على القواعد الأساسية التي تحدد الطريقة التي يتم بها استخدام التكنولوجيا الرقمية.
ودعوة الأكاديميين والخبراء العاملين في مجال التكنولوجيا الرقمية من التخصصات ذات الصلة لتصميم مدونة أخلاقية شاملة توضح كيفية استخدام المنجز الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي بالشكل الذي يواءم احتياجات المجتمع .
وكذلك الدعوة إلى إدراج المهارات الأساسية للمواطنة الرقمية وتطبيقاتها العملية ضمن المقررات التعليمية في مراحل التعليم الجامعي من أجل زيادة الوعي بهذا المفهوم باعتباره عنصرًا فعالًا في تطوير قدرات الموارد البشرية تتكامل مع كافة المبادرات المعنية ببناء الإنسان في المجتمعات العربية.
والاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتعزيز مشاركة الشباب في كافة المجالات التنموية بما يحقق أقصى قدر من الفعالية سواء في مراحل التوعية بها أو في مجالاتها التنفيذية.
والترويج للنماذج الشبابية الناجحة التي قدمت مبادرات إيجابية ترتبط بالثقافة الرقمية وبكافة منتجاتها.
واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تصميم رسائل مخصصة وموجهة للترويج لإبداعات الشباب خاصة في المجال الرقمي ذاته.
وضرورة التوعية بتطبيقات الذكاء الاصطناعي والدور الذي يمكن أن تلعبه في تطوير مهارات وقدرات العقول الشابة باستخدام منصات التواصل الاجتماعي عبر رسائل إعلامية متنوعة يتم تصميمها من قبل خبراء متعددي التخصصات.
وضرورة الاهتمام بالمحتوى الرقمي العربي المرتبط بأفكار المواطنة الرقمية لاستيعاب كافة مقوماتها الإيجابية التي تؤكد على الربط بين التكنولوجيا وآفاق استخداماتها التنموية خاصة في مجالي التعليم والإعلام، مع تقليل التهديدات المرتبطة بتأثيراتها السلوكية السلبية .
ومع  الالتفات إلى ما يعرف بالتحيز الخوارزمي الذي قد يعمل على تشويه المنجز التنموي في مجال المواطنة الرقمية وتمكين الشباب والكشف عن آليات التضليل التي قد تتم بهذا الشأن مع  الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل عملي في مجال تمكين الشباب من دون الاستغراق في موضوعات جدلية ترتبط بالتهديدات التي قد تمثلها باعتبارها ندًا أو نظيرًا لهم بوسعه أن يحل محلهم في مجالات العمل المختلفة والسعي نحو الاستفادة ، في إطار من الفهم لتحديات المواطنة الرقمية، من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في عمليات التعليم والتدريس ذاتها مع الوضع في الاعتبار الطبيعة الخاصة لكل مجال تعليمي بالشكل الذي يساعد على تطوير قدرات الشباب الذهنية خطوة لا غنى عنها نحو عمليات تمكينهم المجتمعي.
واقتراح  تخصصات دراسية بينية في كليات الأعلام تحت اسم الاعلام والذكاء الاصطناعي ليكون الأول من نوعه في مجال الشرق الأوسط
وأخيرا، وجه المؤتمر الدعوة الي وزراء الإعلام العرب الي تبني مفهوم المواطنة الرقمية في جميع مسارات الاداء الاعلامي العربية وربطه بخط. التنمية المستدامة وذلك من خلال مبادرة قدمها المؤتمر  لمشروع يربط بين  الاعلام والمواطنة الرقمية و يدعو الي الاستفادة من إيجابيات الثورة  المعلوماتية والحماية من سلبيات التعامل الغير رشيد للإعلام الرقمي.
مجموعة من التوصيات الطموحة توصل اليها المشاركون في الملتقي وما يميزها انها لها طبيعتها العملية التي تساعد في الا تكون هذه التوصيات حبيسة الادراج مثل عدد كبير للأسف من توصيات المؤتمرات العلمية  اﻻكاديمية فهده التوصيات لها صبغة عملية اذ انتبه لها صانع القرار في المجالات ذات العلاقة  لوضعها موضع التطبيق والاستفادة منها .


وإن كان الطريق لا زال طويلا في محاولة لنصبح مواطنين رقميين مسؤولين تتسم بالرشادة التكنولوجية والوعي والحكمة الرقمية من خلال نشر الوعي بالأخلاقيات الرقمية لمستخدمي الشبكة والطرق الإيجابية لاستخدام التقنيات والشبكات.


فالمسئولية هنا مشتركة ومن واجبنا جميعا كأفراد ومستخدمين للرقمنة  أن نسعى ونتعاون لتوظيفها في الطرق الصحيحة ووفقا لقواعد أخلاقية سليمة، مع مراعاة الضوابط المهنية والقانونية، والتي ستعمل على الحد من سلبيات الرقمنة على المجتمع.


والاستفادة من ايجابيات المواطنة الرقمية في بناء الوطن وبناء الإنسان .










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة