عادل السنهورى يكتب.. العارف بالله إبراهيم الدسوقى.. عينه بيبرس شيخ الإسلام وبشر بهزيمة الصليبين.. 77 طريقة صوفية تحتفل بمولده.. له ثلاثة مؤلفات أهمها الجوهرة.. مسجده ثالث أكبر مساجد مصر.. توفى وعمره 42 عاما

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2024 07:21 م
عادل السنهورى يكتب.. العارف بالله إبراهيم الدسوقى.. عينه بيبرس شيخ الإسلام وبشر بهزيمة الصليبين.. 77 طريقة صوفية تحتفل بمولده.. له ثلاثة مؤلفات أهمها الجوهرة.. مسجده ثالث أكبر مساجد مصر.. توفى وعمره 42 عاما عادل السنهورى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"مدد يا أبا العينين مدد.. يا دسوقى يا إمام الدين.. يا شيخ الإسلام، يا قطب الأقطاب، يا بحر الورود والبركات، يا سلطان أهل العون والصون، يا قاضى العشاق، يا صاحب السيفين، والرمحين، يا عريس المملكة.. 

هذه بعض الصفات التى يطلقها مريدو القطب الصوفى الكبير إبراهيم الدسوقى وأتباعه وهم يحتفلون بذكرى مولده فى الليلة الختامية مساء الخميس المقبل من بين مئات الأوصاف التى خلعوها عليه فى حياته وبعد مماته، وهو آخر الأقطاب الأربعة لدى الصوفية وإليه تنسب الطريقة الدسوقية، لقب نفسه بالدسوقى نسبة إلى مدينة دسوق التى تقع على فرع رشيد من نهر النيل فى شمال مصر التى نشأ فيها وعاش بها حتى وفاته عن عمر لم يتجاوز 42 عاما فقط.


هو إبراهيم بن عبد العزيز أبو المجد المولود فى دسوق عام 653 هـ/1255م.. وتوفى فيها عام 696هـ/1296م، ينتهى نسبه من جهة أبيه إلى الحسين بن على بن أبى طالب، وجده لأمه هو أبو الفتح الواسطى خليفة الطريقة الرفاعية فى مصر، ولذلك كانت له علاقة بالصوفية منذ صغره، وتأثر بأفكار أبو الحسن الشاذلي، وكان على صلة بأحمد البدوى بمدينة طنطا الذى كان معاصراً له.


يقام له فى مدينة دسوق احتفالان سنوياً، أحدهما فى شهر أبريل يسمى بالمولد الرجبي، والثانى فى أكتوبر وهو الاحتفال بمولده الذى يُعد من أكبر الاحتفالات الدينية فى مصر، حيث يزور مسجده الكائن بقلب المدينة أكثر من مليون زائر فى المتوسط خلال أسبوع من داخل مصر وخارجها. ويحتفل بالذكرى حوالى 77 طريقة صوفية من مختلف أنحاء العالم، ويعد من أكبر احتفالات الموالد فى مصر. فمن مظاهر الاحتفال، أن يمتطى خليفة المقام الإبراهيمى حصاناً، ويزف به فى معظم شوارع دسوق بعد صلاة العصر فى اليوم الختامى للاحتفال.


مكانة القطب الدسوقى وطريقته كانتا من الأسباب المهمة لتصبح دسوق عضوا فى منظمة العواصم والمدن الإسلامية. كان الدسوقى من القائلين بالحقيقة المحمدية ووحدة الشهود بجانب التصوف العملى الشرعي. وقد تولى منصب شيخ الإسلام فى عهد السلطان الظاهر بيبرس البندقداري.


تقول الصوفية إن إبراهيم الدسوقى بشر بمولده قبل أن يولد، فكان هناك بقرية سنهور المدينة جنوب شرق مدينة دسوق شيخ من كبار الصوفية وقتها اسمه محمد بن هارون، وكان على صلة وطيدة بوالد الدسوقى «أبى المجد عبدالعزيز»، فكلما رأى ابن هارون أبا المجد قام له وشدّ على تكريمه إياه، حتى لاحظ أصحابه ذلك وسألوه عن سبب ذلك، فقال لهم إن فى ظهره ولياً يبلغ صيته المشرق والمغرب، وبعد ذلك بمدة رأوه قد ترك القيام فسألوه عن السبب، فقال لهم إن القيام لم يكن لشخص أبا المجد بل لبحر فى ظهر وقد انتقل إلى زوجته.


ولد  -على أرجح الأقوال- فى يوم 30 شعبان عام 653 هـ بمدينة دسوق فى عهد السلطان عز الدين أيبك السلطان الأول للدولة المملوكية، وقيل إنه فى ليلة مولده ظهرت له أول كرامة، حيث كان ابن هارون حاضراً عند أبى المجد والد الدسوقى فى الليلة التالية للتاسع والعشرين من شعبان، حيث اتفق وقوع الشك فى هلال رمضان، وفى هذه الحالة لا يعرف إن كان المسلمون سيصومون فى اليوم التالى أم لا، فسأل ابن هارون أم الدسوقى عما إذا كان رضع فى هذا اليوم، فقالت إنه منذ أذان الفجر لم يرضع، فأخبرها أن لا تحزن فسوف يرضع -الدسوقى- ثانية بعد أذان المغرب، ويعنى بقوله أن الدسوقى قد صام، وعلى أساس معرفته بهذا الأمر أمر الناس بالصوم.


نسب له أتباعه ومريدوه العديد من الكرامات الخارقة للعادة، والتى يشكك بها بعض المتصوفين بجانب غير المتصوفين من أهل السنة والجماعة، وقد انتشرت طريقته فى مصر والسودان خصوصاً، بجانب بعض الدول الإسلامية والأوروبيّة، وتفرعت من طريقته العديد من الطرق الأخرى


وقد نسب للدسوقى عن كرامته الأولى فى كتابه الحقائق أنه قال: إن الفقير مَنّ الله عليه من ظهر أبيه ولطف به فى الأحشاء، فحين وضعتنى أمى كنت مبشراً فى ذلك العام بالصيام، ولم ير الهلال، وإن ذلك أول كرامتى من الله.


ويعتقد معظم أتباع الدسوقى فى أن شيخهم لما بلغ من العمر سنة، أقعد أرواح أولياء الله الطيارة فى الأرض، ولما بلغ سنتين، علم المسلمون من الجن قراءة القرآن، ولما بلغ التاسعة من عمره، فك رموز وطلاسم السماء، ولما بلغ اثنتى عشرة سنة، نقل مريدوه -أى التواقين إلى حضور مجالس علمه- من النار إلى الجنة، ولما بلغ ثلاث عشرة سنة، أصبحت الدنيا كلها كالخاتم فى إصبعه يقلبها كيف يشاء، ولما بلغ خمس عشرة سنة، خاطب الملاك جبريل، ولما بلغ ست عشرة سنة جاوز سدرة المنتهى فى السماء السابعة، ولما بلغ من العمر سبع عشرة سنة رأى ما خطه القلم فى اللوح المحفوظ وما يخطه مرأى العين.


دخل الدسوقى خلوته فى سن ثلاث سنين ليتعبد، وخرج منها فى سن ثلاث وعشرين سنة ليدفن والده أبو المجد بقرية مرقس بلدة والده المقابلة لمدينة دسوق فى الضفة الغربية لنهر النيل - فرع رشيد- فحلف عليه بعض الفقراء والمساكين ألا يدخلها، فجلس تجاهها فعطلت أحوال سائر الناس واشتغلوا بالنظر إليه، وبسبب ذلك أرخى برقعاً على وجهه.


يرى بعض الصوفيين أن الدسوقى يمكن تصوره مسلما طيبا مباركا، علمه والده واهتم به منذ أن كان صغيراً، وكان نبوغه ظاهراً للجميع، خصوصاً بعد أن أتم حفظه القرآن وتفقّه على مذهب الشافعي، لذلك بُنيت له خلوة بدسوق مكان ضريحه الحالي.


كان لإبراهيم الدسوقى صلة وطيدة بالصوفية، حيث كانت له صلة بالطريقة الرفاعية من جهة أبيه، فكان أبوه من أعيان خلفاء أبى الفتح الواسطي، وقد ألبس خرقته لولديه موسى وإبراهيم.


أما الطريقة الشاذلية، فقد يُفهم من كلام إبراهيم الدسوقى المنسوب إليه أن له صلة وطيدة بينه وبين أبو الحسن الشاذلي، إذ يقول:
أنا فككت طلاسم سورة الأنعام التى لم يقدر على فكها الشاذلى خالي.


ويقصد الدسوقى أن الشاذلى خاله فى الطريقة وليس بالنسب. وقد نسبه بعض علماء الطريقة الشاذلية إليهم، مثل: الحافظ أبو الفيض محمد مرتضى الزبيدى والحسن بن الحاج محمد الكوهن الفاسي، الذى نسبه إليهم بقوله عنه: «سيدى إبراهيم الدسوقى الحسينى الهاشمى الشاذلي».


أما صلته بالطريقة البدوية فكانت تظهر فى صلته بأحمد البدوى نفسه فى طنطا عن طريق مريدى كل منهما، إذ كان هؤلاء يتولون تبليغ ما يطلب منهم فيترددون ما بين مدينتى دسوق وطنطا. وصلة البدوى بالدسوقى تظهر أيضاً فى اشتمال حزب الدسوقى الكبير على كلمات كثيرة من حزب البدوي، وهذا يدل على وجود رابطة روحية قوية بين هذين القطبين من وجهة نظر الصوفية.

 


رأيه فى التصوف
الشيخ الدسوقى له رأى واضح فى التصوف، فمن الجانب الروحي، أشار إلى أن ليس مكنون التصوف الحقيقى هو لبس الصوف فقط، ولكنها عبارة عن تدرج روحانى للوصول إلى حقيقة التصوف ذاته، فلا حاجة إلى لبس الصوف الخشن لإنسان قد وصل إلى مقامات اللطافة وخرج من مقامات الرعونة، وعاد ظاهره الحسى إلى باطنه الإلهي، فيكون بذلك قد وصل إلى حقيقة التصوف بالتدرج والترقية. وكان دائماً ينصح مريديه بضرورة صفاء نفوسهم وتجردها من كل الأوصاف الدنيئة، لكى تتم ترقيتهم إلى المقامات العليا.


ويظهر فى الجانب النظرى لتصوف الدسوقى فى شِعره الذى يوضح أنه أحد القائلين بالحقيقة المحمدية، بل وصل إلى أبعد من ذلك، فالنبى محمد فى رأى الدسوقى هو قبضة من نور الله، أى أنه ليس بشراً، بل هو جزء من ذات الرب، كان يحيا كملك فى الملكوت قبل خلق آدم، فلما خلق الله آدم حَلّت فيه الحقيقة المحمدية ثم انتقلت إلى ابنه شيث ثم إلى إدريس النبي، وظل ذلك النور المحمدى ينتقل من نبى إلى نبى حتى وصل إلى النبى محمد، باعتباره خاتم الأنبياء، وانتقل إلى على بن أبى طالب ثم إلى ابنه الحسن، وانتقل من قطب إلى قطب حتى ظهر القطب الدسوقي، فحلّ فيه ذلك النور أو الحقيقة المحمدية كما حلّت فى النبيين من قبل، ولكنها اتخذت اسماً جديداً، فأصبح من يحل فيه ذلك النور يُسمّى قطباً، وهو آخر الأقطاب ورئيسهم.


الدسوقى والظاهر بيبرس
وقد سطع نجمه فى العلوم والمعارف وانتشرت طريقته حتى وصل صيته إلى كل أرجاء البلاد، منذ أن ترك الخلوة وتفرغ لتلاميذه، ولما سمع السلطان الظاهر بيبرس البندقدارى، سلطان مصر والشام ورابع سلاطين الدولة المملوكية ومؤسسها الحقيقى والذى حكم فى الفترة ما بين (1260-1277م)، بعلم الدسوقى وتفقهه وكثرة أتباعه والتفاف الكثيرين حوله، أصدر قراراً بتعيينه شيخاً للإسلام، فقبل المنصب وقام بمهمته، وكان يهب راتبه من هذه الوظيفة لفقراء المسلمين، كما قرر السلطان بناء زاوية يلتقى فيها الشيخ بمريديه يعلمهم ويفقههم فى أصول دينهم، وهى مكان مسجده الحالي، وظل الدسوقى يشغل منصب شيخ الإسلام حتى توفى السلطان بيبرس، ثم اعتذر عنه ليتفرغ لتلاميذه ومريديه.
الصدام مع السلطان قلاوون
وفى عهد الملك الأشرف خليل بن قلاوون حدث صدام بينه وبين الدسوقى بسبب فرض ابن قلاوون المزيد من الضرائب غير المبررة على رعايا الدولة، فبعث له الدسوقى رسائل ينصحه فيها ويزجره ويطلب منه الرحمة بالناس وإقامة العدل. فروى الكارهون للدسوقى ووشوا به عند السلطان، وأغروه بقتله حتى لا يحدِث فتنة فى البلاد، فبدأوا بإرسال طرد عبارة عن شهد مسموم كهدية من السلطان للدسوقي، فتسلمها ثم جمع فقراء المدينة، وقال لهم: «هذا شهد إن شاء الله تعالى، كلوه ولا مبالاة بإذن الله». فأكله الفقراء ولم يؤثر فى أحد بحسب ما روى فى كتب الصوفية.


وفى المرة التالية أرسل له السلطان أحد الأمراء ليقابله، وهو الأمير عز الدين. فركب الأمير إلى دسوق، فلما وصل، نصب خيمته على شاطئ النيل، وأرسل أحد أتباعه ليستدعى الشيخ للمثول بين يديه، فأرسل الشيخ من قبله من يقول له: «اجلس فى خيمتك». فلم يقدر الأمير على الحركة وأصبح مشلولاً، وبلغ خبره السلطان، وكثرت الشائعات وأصبحت المسألة مسألة تتعلق بكرامة السلطان وهيبته التى أصبحت فى الميزان، فإما أن يقتل الشيخ أو يذله على الأقل، وإما أن يعترف أنه أقل من أن يخضع أحد رعاياه لسلطانه.
وأرسل السلطان وفداً من قبله ومعهم سبع يلقى إليه من يغضب عليهم السلطان، ولما وصلوا إلى دسوق وعلموا بأمر الأمير، قصدوا خلوة الشيخ، فلما اقتربوا من خلوته خرج لهم الدسوقي، فهاج الأسد وقطع الطوق من رقبته وذهب شطره، فخشى عليه مريدوه، فطمأنهم قائلاً: «إنه لا يفترس إلا الغافل». وحسب ما تقول الروايات أن الأسد كاد يفترس الوفد المرافق له.
وجرت أمور بعد ذلك علم منها السلطان أنه وقع فى حبائل الوشاة، ورأى السلطان أنه من الأفضل أن يسافر إلى دسوق ليعتذر للدسوقى عما حدث، ثم عرض عليه ما شاء من العقار والمال، فرفض أن يطلب شيئاً لنفسه، وطلب من السلطان أن يترك نصف جزيرة الرحمانية المواجهة لدسوق للفقراء ينفقون منها على مصالحهم، فوافق. فبشره الشيخ بالنصر على الصليبيين فى عكا. ويقول المتصوفة إن بعد رجوع السلطان من عكا منتصراً، أصبح يكاتب الدسوقى، ويبدأ رسالاته بعبارة «مملوكك خليل».


بين مريديه ومنتقديه
يقول بعض المتصوفة وغير المتصوفة من أهل السنة إن أبناء الطريقة الدسوقية وفروعها قد خالفوا طريق شيخهم الدسوقى، وبعدوا تماماً عن التصوف العملى السنى الداعى إلى العمل بالقرآن والسنة النبوية. وأن الدسوقى كان يخشى من أتباعه هذه الأيام أن يدنسوا طريقته ويسيئوا إليها ببعدهم عن طريقه، فقد قال:


يا أولادى ناشدتكم بالله، لا تسيئوا إلى طريقي، ولا تلبسوا فى تحقيق، ولا تدلسوا ولا تدنسوا، وإن كنتم صحبتمونا لتأخذوا مِنّا أوراقاً من غير عمل فلا حاجة لنا بكم.


أما بما يتعلق الأمر فى اعتقاده بالحقيقة المحمدية، فيرى غير الصوفية أن هذا إفراط وغلو فى النبى محمد، بل هى إحدى شطحات الدسوقى. ويردد البعض أن هذا كفر محض لوصوله لدرجة تقرب لتأليه النبى محمد، وأن الصوفية والشيعة يلتقيان عند تلك النقطة فى اعتقاد أن الحقيقة المحمدية أصل كل الموجودات، بجانب نظرية تتابع الأئمة عند الشيعة «الاثنا عشرية» بالمقارنة بتتابع الأنبياء ومن بعدهم الأقطاب. ويشتبه فى أخذهم عن فلسفة أرسطو. ونظرية القطبانية -التى يعد فيها الدسوقى قطب الأقطاب- لا تختلف فى شيء عن ما قررته فلسفة أفلاطون.


وبالنسبة لوحدة الشهود ووحدة الوجود عند الدسوقى، فيقول البعض إن هذا المذهب يشبه السفسطائية إلى حدِ كبير. كذلك يعتقد أن مبدأ الحلول عقيدة زائفة منقولة غلواً فى الدسوقى.
مؤلفات الدسوقى
أبرز ما كتبه العارف بالله الشيخ إبراهيم  الدسوقى هو «كتاب الجوهرة»، ويعتبر المرجع الرئيسى لطريقته، وله نسخة مخطوطة بدار الكتب المصرية، ونسخة مخطوطة بمكتبة الأزهر الشريف، ونسخة مخطوطة بجامعة ليدن بهولندا،  وهناك نسخة منشورة متداولة للكتاب يشكك فيها بعض المتصوفة لاشتمالها على كثير من العبارات التى تتناقض مع أفكار الشيخ الدسوقي، وأن هناك أفكارًا مدسوسة حسب رأى البعض. وقد طبع هذا الكتاب أكثر من مرة وتمت مراجعتها، فكشف به اختلافات جوهرية. والكتاب المتداول لا يتعدى 300 صفحة. وأشهر نسخة طبعت عام 1998 بالقاهرة، وسميت بالجوهرة المضيئة، وذُكر فيها أنه تم نقلها عن مخطوطة الكتاب بالمتحف البريطانى بلندن. وهناك نسخة أخرى طبعت عام 2007 باسم «الجوهرة المضيئة فى سلوك الطالب ونصح البرية».


وللشيخ الدسوقى أيضا كتاب «الرسالة» وفيه قواعد لمن يريد أن يسلك طريق الفقر والزهد، ولم يطبع. وقد أشار إليه الكركى فى لسان التعريف فى عدة مواضع فقال: «نهى الشيخ الدسوقى فى رسالته عن أمور منها القول بالمشاهدات فقال: فإن كل هذه نفوس وشهوات». وقال فى موضع آخر: «كما أشار إليه أستاذنا فى رسالته حيث قال: الطرق شتى وطريق الحق مفردة والسالكون طريق الحق أفراد».
وله كتاب آخر اسمه "برهان الحقائق" يجمع الكتاب بين ذكر حقائق طريقته وحقائق المعارف، ويشير إليه الكركى فى كتابه «لسان التعريف» فيقول: «وكما قال أستاذنا الدسوقى فى كتابه الجليل الفائق الموسوم بالحقائق المشتمل على تصوف ورقائق ومواعظ وكرامات وحقائق». وقد أشار إليه البقاعى أيضًا فى طبقاته عند ترجمته للقطب الدسوقى إذ قال: "ومن كلامه فى كتابه المسمى برهان الحقائق"
أكبر ثالث مسجد فى مصر


أما بالنسبة لمسجد الدسوقى فهو يعد واحدا من أكبر ثلاثة مساجد فى مصر بعد الأزهر وعمرو بن العاص، مقسم إلى جناحين، جناح خاص بالرجال، وجناح للسيدات من طابقين على مساحة 600 متر، يفصل بينهما غرفة ضريح إبراهيم الدسوقى وشقيقه شرف الدين موسى فى غرفة منفصلة تقع تحت القبة مباشرةً. وبداخل مسجد الرجال 140 عمودا وبغرفة الضريح 8 أعمدة؛ بالإضافة لعدد 10 أعمدة بمسجد السيدات. وللمسجد 4 مآذن وقبة واحدة، و11 بابا رئيسيا من جميع الجهات وبه صالون لاستضافة كبار الزوار ومكتبة إسلامية جامعة. وللمسجد حرم خاص يُمنع فيه دخول السيارات، وملحق به حدائق بها نافورات


وتعود قصة بناء المسجد إلى السلطان بيبرس الذى قرر بناء زاوية يلتقى فيها الشيخ بمريديه يعلمهم ويفقههم فى أصول دينهم، وهى مكان مسجده الحالي، وبعد أن مات دفن الدسوقى بخلوته الملاصقة للمسجد
ولقد التف مريدو الدسوقى وتلاميذه حول أخيه موسى شرف الدين أبى العمران، وظل يباشر تدريسهم بنفس الزاوية حتى توفى ودفن بجانب شقيقه، واستمرت الدراسة بهذه الزاوية حتى توسعت وأصبحت مسجداً عرفت بالمسجد الدسوقى.


وفى عهد إسماعيل بن إيواظ حاكم مدينة دسوق -الذى حكم بعد وفاة الدسوقى مباشرةً حوالى عام 1277 وكان أحد مريدى الدسوقى كذلك- رأى أن المسجد أو الزاوية التى دفن بها الدسوقى غير ملائمة وتصدعت حوائطها، فأمر أن يُقام له مسجد كبير مناسب لمكانته ومقامه. وقام بإزالة الزاوية وأقام مكانها مسجدا كبيرا على شكل صخرة به عدة إيوانات، كما أمر أن يُقام له ضريح كبير يليق بالدسوقي.


وفى عهد السلطان قايتباى أمر بتوسعة المسجد وبناء ضريح لمقام إبراهيم الدسوقى وفى عام 1880 أمر الخديوى توفيق ببناء مسجد سيدى إبراهيم الدسوقى وتوسعة الضريح. وبنى المسجد على مساحة 3 آلاف متر مربع.
وفى عام 1969 وفى عهد الزعيم جمال عبدالناصر، قامت الدولة بالبدء فى توسعة المسجد على مساحة 6,400 متر مربع، وافتتح الرئيس محمد أنور السادات مع الإمام الأكبر عبدالحليم محمود شيخ الأزهر التوسعات الجديدة فى 23 يوليو عام 1976 فى ذكرى ثورة يوليو، وقد بلغت تكاليف هذه التوسعات حوالى 750 ألف جنيه ليسع أكثر من 25 ألفا من المصلين. وأصبح به 11 بابا وصالون لكبار الزوار ومكتبة إسلامية جامعة فيها المراجع الكبرى فى الفقه الحديث والأدب، وهذه المكتبة يقصدها طلاب العلم والمعرفة من الباحثين وطلاب الجامعة من شتى أنحاء مصر.


لم يتزوج الشيخ إبراهيم الدسوقى حتى توفى فى 696هـ/1296م وعمره 42 عاما فقط.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة