احتل "كتاب الرسالة" لتا- نهيسى كوتس مكانة بارزة فى قائمة الأكثر مبيعًا فى نيويورك تايمز، حيث يأخذ القارئ فى رحلة فريدة عبر ثلاث قارات، لاستكشاف كيف تُشكّل السرديات التى نرويها أو نتجاهلها واقعنا وحياتنا.
يكتب كوتس بأسلوب غاية في الوضوح والغرض، وفي هذا العمل يركز على كشف الروايات التقليدية التي يمكن أن تُستغل لتبرير التطهير العرقي أو تبرير سياسات عنصرية، ويحثّ المؤلف الطلاب والمعلمين والصحفيين وأولياء الأمور على إعادة النظر في القصص السائدة، والتحرر من الأساطير التي تضللنا.
تنطلق الرحلة من داكار، عاصمة السنغال الحديثة، حيث يجد كوتس نفسه في مواجهة مزدوجة مع التاريخ الأفريقي والآثار العميقة للاستعمار، ثم ينتقل إلى كولومبيا بولاية ساوث كارولينا، حيث يروي تجربته مع حظر كتابه هناك، مسلطًا الضوء على قمع الفكر.
وفي القسم الأكثر عمقًا من الكتاب، يسافر كوتس إلى فلسطين، حيث تتجلى أمامه بوضوح وضع مأساوي، كيف يمكن أن تخلق السرديات القومية عوالم موازية تتصادم مع الحقيقة على الأرض، وتؤدي إلى تجاهل المعاناة الإنسانية.
يأتي هذا الكتاب في لحظة تاريخية فارقة عالميًا وأمريكيًا، ويؤكد كوتس على الحاجة إلى التحرر من الأكاذيب التى تكبّل رؤيتنا للعالم وتثقل أرواحنا، بدلاً من الانصياع للأساطير المريحة، يدعو إلى تبنّي الحقيقة مهما كانت مؤلمة، بوصفها أداة للتحرر الفكري والإنساني.