قال الدكتور سليمان بلال، استشاري الحالات الحرجة للقلب بمستشفى قصر العيني، أن التوتر، هذا الزائر غير المدعو إلى حياتنا اليومية، قد يكون أكثر خطورة مما نتصور، فبينما نعتبره مجرد شعور عابر، إلا أن له آثارًا عميقة على صحتنا، وخاصة على صحة القلب.
وأوضح أن التوتر والقلق كلاهما ردود فعل طبيعية للجسم تجاه الضغوط، ولكن هناك اختلافات بينهما وكلاهما يؤثر على صحة القلب.
التوتر
أشار الدكتور سليمان بلال أن التوتر هو رد فعل جسدي وعقلي مؤقت تجاه موقف معين أو ضغط، ومن أعراضه زيادة ضربات القلب، التعرق، صعوبة التركيز وكذلك الشعور بالإرهاق، صعوبة الاسترخاء.
وأضاف استشارى الحالات الحرجة للقلب أن التوتر عادة ما يكون قصير المدى وينتهي بانتهاء الموقف المسبب للتوتر.
القلق
وأكد الدكتور سليمان أن القلق هو حالة نفسية مزمنة تتميز بالقلق المفرط وغير المبرر بشأن العديد من المواقف والأحداث وتتشابه أعراضه مع أعراض التوتر، ولكنها أكثر استمرارية وشدة.
وأوضح أنه يمكن أن يستمر القلق لفترات طويلة ويتداخل مع الحياة اليومية.
كيف يؤثر التوتر على القلب؟
قال استشارى الحالات الحرجة أنه عندما نشعر بالتوتر، يطلق الجسم هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول، وهذه الهرمونات تزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم، وتضيق الشرايين هذا التفاعل الطبيعي، الذي كان ضروريًا في الماضي للتعامل مع المخاطر، يصبح ضارًا عندما يستمر لفترة طويلة.
وعن آثار التوتر على القلب أكد الدكتور سليمان بلال أنها تشمل:
* زيادة خطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية: التوتر المزمن يساهم في زياده تصلب الشرايين ، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
* عدم انتظام ضربات القلب: التوتر يمكن أن يسبب اضطرابات في نظم القلب، مما يؤدي إلى خفقان القلب .
* ضعف عضله القلب: في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي التوتر المزمن إلى تدهور وظيفة القلب .
كيف تحمي قلبك من أضرار التوتر؟
وقدم الدكتور سليمان بلال روشتة متكاملة لحماية صحة قلبك من التوتر وتشمل:
* إدارة التوتر: تعلم تقنيات الاسترخاء مثل الصلاة و التأمل والتنفس العميق.
* ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني المنتظم يساعد على تقليل التوتر وتحسين صحة القلب.
* نوم كافٍ: الحصول على قسط كافٍ من النوم يساعد على تجديد طاقة الجسم والتقليل من التوتر.
* تغذية صحية: اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة يساعد على الحفاظ على صحة القلب.
* البحث عن الدعم الاجتماعي: التحدث مع الأصدقاء والعائلة .
* الحد من الكافيين والنيكوتين : هذه المواد يمكن أن تزيد من التوتر وتؤثر على صحة القلب.
متى يجب استشارة الطبيب؟
أكد استشارى الحالات الحرجة للقلب أنه إذا كنت تعاني من توتر مزمن أو لديك تاريخ عائلي من أمراض القلب، فاستشر طبيبك. يمكن للطبيب أن يساعدك في تحديد أفضل طرق لإدارة التوتر والحفاظ على صحة قلبك.