كشفت دراسة أجراها البروفيسور وولف روديجر تيجن، من جامعة لودفيج ماكسيميليان الألمانية، ونشرت فى المجلة الدولية لعلم الآثار، عن رؤى جديدة حول كيفية تغير السلوك البشرى من العصر الحديدى السلتى (فترة لا تين) إلى العصر الرومانى، وفقا لما نشره موقع متخصص فى علوم الآثار phys.
ومن خلال التركيز على المقبرة السلتية الرومانية الوحيدة المعروفة، فيديرث- بيلجينوم، اكتسبت الدراسة وجهات نظر جديدة حول تعقيد الوفيات البشرية والقرابين الحيوانية.
فحص تيجن بقايا محروقة لأكثر من 1600 شخص تم اكتشافها فى مقبرة Wederath-Belginum فى غرب ألمانيا، حيث عاش 364 من الأفراد خلال العصر الحديدى السلتى، أو فترة La Tène، بين القرنين الثالث والأول قبل الميلاد، وعاش 113 خلال الفترة الرومانية المبكرة التالية، وعاش 1212 حتى القرن الثاني الميلادي، عندما أصبحت المنطقة رومانية بالكامل.
قال "تيجن" إن حالة البقايا تظهر أن متوسط العمر المتوقع زاد بمرور الوقت، ما يعكس التغيرات فى ظروف المعيشة فى ظل الرومان بشكل عام، فقد عاش المزيد من الناس حتى سن الستينات خلال الفترة الرومانية، وكانت النساء أكثر عرضة للوفاة فى وقت مبكر، حيث كانت أكثر من نصف عمليات حرق الجثث للنساء دون سن الأربعين.
وحددت الدراسة أيضًا أن الأشخاص الذين عاشوا فى المنطقة خلال الفترة الرومانية كانوا أقل عرضة للعنف من السكان الأوائل ومع ذلك، كان الرومان أكثر عرضة لفقدان الأسنان، ومشاكل المفاصل والعمود الفقرى، والتهاب الجيوب الأنفية، ربما بسبب استنشاق الأبخرة المنبعثة من المواقد المفتوحة.
وأوضح تيجن أن الرجال كانوا أكثر عرضة لمشاكل المفاصل والعمود الفقرى، وربما كان ذلك بسبب العمل البدنى الشاق، وأخيرًا، يشير حجم وحالة البقايا إلى أن الحرفيين السلتيين كانوا أطول قامة، وربما كانوا يتغذون بشكل أفضل من جيرانهم.
ومن ناحية أخرى كان من المرجح أن يكون الرومان المسلحون أطول قامة وأن يتم دفنهم مع المزيد من السلع الجنائزية مقارنة بأولئك الذين لم تحتوى مدافنهم على أسلحة.
ووجد الباحثون أيضًا أن الممارسات المرتبطة بالحيوانات، بما فى ذلك تنوع الأنواع، وممارسات الذبح، وحتى تربية الحيوانات، تتغير أيضًا.
فى العصر الروماني تم استخدام تقنية أكثر تقدمًا فى الذبح، حيث كان يتم قطع العمود الفقري من المنتصف، بينما فضل سكان فترة لا تين فصل اللحم عن العظم عن طريق القطع فى المنطقة التى يلتقي فيها العمود الفقرى والأضلاع.
مقبرة فيديرث بيلجينوما