تمر، اليوم، ذكرى وقوع معركة العلمين الثانية، وذلك خلال الحرب العالمية الثانية بين القوات الألمانية من جهة والقوات البريطانية المتواجدة فى مصر من الجهة الأخرى، وقد وقعت فى مدينة العلمين على بعد 90 كم غرب مدينة الإسكندرية، فى 23 أكتوبر 1942.
وقد شهدت المعركة التى وقعت بالعلمين غرب مدينة الإسكندرية انتصار حاسمًا للحلفاء، وبسببها مثلت نقطة تحول لحملة الصحراء الغربية، وهى إحدى أشهر معارك القرن العشرين، وذلك لاعتبارها المعركة الفاصلة فى مسرح شمال أفريقيا، كما أنها إحدى المعارك الحاسمة، وسبب من أسباب التحول في الحرب العالمية الثانية، كما تعتبر في علم المعارك العسكرية مثالاً للضربة الساحقة التي تعقبها ضربة تالية تشطر قوات العدو، وإحدى أهم معارك الدبابات على مدار التاريخ.
أسر الحلفاء 31 ألف جندى ألمانى، وتمكنوا من القضاء نهائيا على قيادة أفريقيا فى الجيش الألمانى، فأجهضوا بذلك أحلام هتلر فى السيطرة على قناة السويس وبترول الشرق الأوسط، وفضلا عن أهميته الاستراتيجية تلك، فإن الانتصار فى العلمين مهد الطريق لغزو إيطاليا والقضاء على نظام بينيتو موسولينى المتحالف مع هتلر، ما شكل بارقة أمل فى إمكانية هزيمة ألمانيا، وصنع تحولا حاسما أثر بشكل بالغ فى مآلات الحرب.
وقال "تشرشل" فى وصفه أهمية هذا الانتصار: "إن معركة العلمين تشكل نقطة تحول فى التراث العسكرى البريطانى خلال الحرب العالمية الثانية، فقبل العلمين كنا نصارع للبقاء أما بعدها أصبحنا ننتصر".
وبحسب كتاب "معجم المعارك التاريخية" لنجاة سليم، فإن المعركة التى وقعت فى أكتوبر، قاد الجيش الألمانى فيها ثعلب الصحراء رومل، وقاد جيش بريطانيا برنارد مونتجمرى، وتمكن الجيش الثامن البريطانى، بمساعدة الفرقة التاسعة من الجيش الأسترالى من وقف زحف رومل.
ووفقا للكتاب فإن العلمين من أهم معارك الدبابات على مدار التاريخ، وبعد انتصار القوات الألمانية فى معارك الصحراء السابقة، كانت المشكلة لديهم فى هذه المعركة هى النقص الكبير فى الوقود، بسبب إغراق الإنجليز لحاملة النفط الإيطالية مما شل حركة تقدم الدبابات، وبالتالى استطاعت القوات البريطانية طردهم من ليبيا ومن كل أفريقيا وصولا إلى مالطا، وشهدت المعركة بداية الخسائر التى لحقت بالألمان.