عادل السنهورى

يوميات النصر.." يا بيوت السويس" فى مواجهه العدو

الخميس، 24 أكتوبر 2024 04:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تبقى الملحمة البطولية والأسطورية في معركة السويس الرهيبة فى حرب أكتوبر المجيدة 1973 وبالتحديد يومى 24 و25 أكتوبر علامة فارقة في تاريخ المقاومة الشعبية للشعب المصري بكل فئاته وأطيافه وتلاحمه مع جيشه، لمنع إسرائيل من تحقيق أى انتصار إعلامى، قبل سريان وقف إطلاق النار الذى كان مقررا مساء يوم 23 أكتوبر فى محاولة بائسة ويائسة لتعويض به هزيمته الساحقة فوق رمال سيناء.


الكل في هذه اللحظة التاريخية المجيدة كان محاربا وجنديا في المعركة، الشيخ والفلاح والعامل والطبيب والممرض والفنان والكاتب والفران والسائق وباقي البسطاء من أهالي السويس الذين صمدوا وأصروا على البقاء في المدينة. حكايات عن بطولات ملحمية وأسطورية مازالت ترصدها كتب عديدة لتوثق تضحيات وأمجاد الانسان المصري العادي الذي أصبح بين ليلة وضحاها مقاتل ومقاوم من الطراز الأول.


صدرت الأوامر من القيادة الاسرائيلية بفعل شيء لإنقاذ سمعة الجيش الإسرائيلي التى تحولت إلى أضحوكة وسخرية العالم منذ يوم 6 أكتوبر، وبدون تخطيط أو خطة ووسط رفض بعض القادة العسكريين الميدانيين خوفا من الفضيحة التى تحققت بالفعل.. وجاءت القوات الإسرائيلية إلى المصير المحتوم.. وقعت فى الفخ، وفى آتون من جحيم نيران المقاومة الشعبية وابطال الجيش المصرى فى المدينة.. تحولت السويس إلى جحيم ونار تحترق فيه قوات العدو الصهيوني، تحولت دباباته ومدرعاته الى كتل من النيران وحوصر الاسرائيليين بين كماشات وكمائن المقاومة الشعبية.


كبد أبطال المقاومة الشعبية والقوات المسلحة والشرطة بالمدينة قوات العدو خسائر جسيمة و مذهلة اسفرت عن مقتل 68 ضابطا و373 جنديا و23 مظليا وتدمير 43 دبابة بخلاف العربات المدرعة وعقب وقف اطلاق النار خرج من تبقى يجرون أذيال الهزيمة والعار. كان من بين القتلى قادة الهجوم على السويس وهم يوري اريل وموشي مندسون وآمون زهار وكارمن أدلر أثناء معركة السويس كان الفن أيضا سلاحا قويا صلبا في مواجهه العدو  ويغني أهالي السويس ومعهم باقي الشعب المصري على أنغام السمسمية أغنية "يا بيوت السويس يا بيوت مدينتى.. أستشهد تحتك وتعيشى أنت" التي كتبها الخال عبد الرحمن الأبنودى، ولحنها المبدع إبراهيم رجب، وغناها الرائع محمد حمام.


كانت الأغنية – ومازالت - بيانا تاريخيا عن انتصار وصمود الأبطال من اهل السويس وبسالتهم للدفاع عن المدينة ضد العد الصهيوني الذى حاول الاستيلاء عليها في محاولة يائسة لتعويض خسائره الفادحة والمؤلمة في حرب أكتوبر المجيدة.


ويستعيد الجميع صوت الفنان الجميل محمد حمام، العاشق لتراب وطنه، الذي غنى هذه الأغنية عقب هزيمة 67 بين حشود الناس، ووسط جنود وضباط الجيش المصري، وطاف بالجبهة لشحذ همم الجنود وافراد القوات المسلحة المصرية ورفع الروح المعنوية واستعادة الثقة بأنفسهم خلال سنوات حرب الاستنزاف، ومن أجل تحريك الشارع المصري من اجل موقف وطني موحد.


على أنغام السمسمية وتحت طلقات الرصاص والمدافع يغني السوايسة :
"فداكِى و فدا أهلى و بنيانى
و أموت و يا صاحبى قوم خد مكانى
دى بلدنا حالفه ما تعيش غير حره
يا بيوت السويس.. يا بيوت السويس"
يا بيوت مدينتى..استشهد تحتك و تعيشى انتى"
وصمدت السويس وانتصرت وما زل صوت حمام وأغنيته يسكن في كل مكان في المدينة الباسلة وفي كل مكان في مصر
قد لا يعرف الكثيرون أن الفنان محمد سيد محمد إبراهيم – الاسم الحقيقي للفنان محمد حمام- قاهري الاصل فقد ولد في 4نوفمبر  1935بحي بولاق بالقاهرة وعاد طفلا إلى مسقط رأس أسرته بمحافظة أسوان ولكن عائلته ما لبثت أن عادت  للقاهرة حيث درس بها إلى أن التحق بكلية كلية الفنون الجميلة ولكنه بعد دخوله الكلية سجن لأسباب سياسية في عام 1959 مع العديد من المثقفين المصريين والذين كان من بينهم الفنان التشكيلي والصحفي حسن فؤاد والذي قدمه للوسط الفنى بعد خروجهم من السجن.

فى عام 1968 بدأ مشواره الغنائي في حفل بسينما قصر النيل وغنى وقتها أول أغانيه من كلمات صديقه الشاعر مجدي نجيب وألحان الموسيقار محمد الموجي. تميز صوت وطريقة أداء محمد حمام بمزج العديد من الثقافات المتداخلة فمن الممكن أن ترى في صوته الشكل الغنائي الصعيدي أو النوبي أو الأفريقي أو البدوي فكان تميز صوته وأدائه سببا هاما في التفاف الجمهور حوله .وذات مرة قال له الكاتب الكبير محمود أمين العالم" إن صوتك يمنحني حزنا ينتهي بالتفاؤل".


كان له دورا رياديا في التعريف بالفن المصري من خلال المهرجانات الدولية وتقديمه وسط الفنون التراثية في العالم وكان مسخرا ماله الذي يكتسبه من عمله كمهندس لخدمة فنه..


رحل محمد حمام عام 2007 وأمر المشير محمد حسين طنطاوى (وزير الدفاع وقتها) بنقل جثمانه الملفوف بعلم مصر بطائره عسكريه الى مسقط رأسه وكان في استقبال الجثمان المستشار العسكري ومحافظ أسوان حيث أطلقت المدفعية إحدي وعشرين طلقة، وعلق المحافظ قائلا:" إن حماسه وغناءه مع فرقة السمسمية على الجبهة مع الفدائيين حتى كلل بالنصر.. لا يقل عن أي جندى صوب مدفعه نحو العدو."


 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة