فى العصور القديمة لعبت الأمراض دوراً رئيسياً فى الانحدار التدريجى للممالك والمدن، وحتى الإمبراطوريات الشاسعة، وذلك لأن تفشى الأمراض على نطاق واسع أدى إلى تفاقم القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية القائمة.
بطبيعة الحال كانت أسباب انحدار القوة فى أغلب فترات التاريخ هى الحروب، والضغوط الاقتصادية المتكررة، وعدم الاستقرار السياسى، ولكن فى كثير من الأحيان، كان من الممكن التعامل مع مثل هذه المشاكل واستعادة القوة، ولكن مع المرض، لم يكن هناك عودة إلى الوراء، لأن المرض دمر سكان الإمبراطورية، وأجهد مواردها، ودمر النظام الاجتماعي القائم، وبدون الناس الذين يمكنهم تصحيح الأمور، كيف يمكن للإمبراطورية استعادة قوتها؟
المشكلة الأكبر، على حد قول البعض، كانت فقدان السكان، فإن المرض يقتل كل من يقف في طريقه، سواء كان من عامة الناس أو من النبلاء.
ويجلب فقدان السكان معه تأثير "الدومينو" - حيث تبدأ الأشياء في الانهيار، ومع عدم وجود أشخاص لزراعة المحاصيل وزراعتها، أو تشييد المباني والمشاركة في العمل العام، أو حتى حكم الأمة، فإن الأمور تتجه إلى الانحدار، وفقا لما ذكره موقع ancient orgnins.
وينخفض إنتاج الغذاء وينخفض الناتج الاقتصادى، وكل هذا يؤدى إلى انتشار المجاعة على نطاق واسع، والمزيد من الخسائر في الأرواح، والتضخم، والركود الاقتصادى، والضغط الشديد على البنية الأساسية.
وغني عن القول إن هذا يجعل الإمبراطورية أيضًا عُرضة لهجمات أعدائها، ومثل النسور التي تحوم حول فريسة جريحة، فإن هؤلاء الأعداء سوف ينقضون على الإمبراطورية التي أهلكها المرض ويوجهون لها الضربة القاضية.