أظهرت دراسة جديدة أن عدداً كبيراً من الأوروبيين ليس لديهم وسيلة أخرى لتغطية تكاليف السكن المتزايدة سوى خفض إنفاقهم على الغذاء.
أوردت ذلك شبكة "يورونيوز" الاخبارية، مشيرة الى ان التقرير الذي أعدته شركة ريماكس العالمية، أكبر شركة وساطة وإدارة عقارات على المستوى العالمي، كشف ان أكثر من واحد من كل عشرة أوروبيين اضطر إلى تقليل استهلاكه من المواد الغذائية والسلع الأساسية لدفع تكاليف إقامته خلال العام الماضي.
واشار الاستطلاع الذي شمل آلاف الاشخاص أن تكلفة السكن ارتفعت بمعدل 54% في جميع أنحاء أوروبا خلال الأشهر الـ 12 الماضية. وقال أكثر من ثلث الأوروبيين (37%) إنهم حتى لو تمكنوا من تدبر أمورهم وكانوا قادرين على تحمل تكاليف السكن، فإن الدخول لا تزال منخفضة. وقال ما يقرب من الخمس (19٪) إنهم يكافحون من أجل تغطية نفقاتهم.
وفي المتوسط، تنفق الأسر الأوروبية 38% من دخلها على دفع الإيجار أو القروض العقارية وفواتير المرافق، وسجلت أعلى النسب في سلوفينيا (43%) والبرتغال (42%).
ولمواجهة ارتفاع تكاليف السكن، قال 80% ممن شملهم الاستطلاع إنهم بدأوا في خفض نفقاتهم.
وقرر نحو 41% من المشاركين توفير الاموال التي كانوا ينفقونها على الأنشطة الاجتماعية، في حين خفض 40% إنفاقهم على العطلات والسلع الكمالية.
ومن بين المشاركين في الاستطلاع، قال حوالي 16% من المشاركين في الاستطلاع إنهم خفضوا إنفاقهم على الغذاء، وكانت أعلى نسبة في النمسا وفنلندا (26%).
واشار ما يقرب من نصف المشاركين في الاستطلاع (48٪) إنهم يتوقعون زيادات أخرى في تكاليف السكن خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.
ومن بين الذين شملهم الاستطلاع في أوروبا، قال 18% إنهم يكافحون من أجل دفع فواتير الطاقة الخاصة بهم، وكانت هذه النسبة مرتفعة بشكل خاص في اليونان، حيث يواجه 36% من السكان صعوبات خطيرة في إدارة تكاليف الطاقة الخاصة بهم.
وعلى الرغم من المخاوف بشأن تكلفة السكن، لا يزال الرضا عن السكن مرتفعًا في أجزاء كثيرة من أوروبا.
وكان الهولنديون والرومانيون هم الأكثر رضا عن وضعهم السكني، حيث قال 84% من المشاركين من هذين البلدين إنهم راضون. ويرجع ذلك ربما للمعدل المرتفع نسبياً لملكية المنازل والجودة الجيدة للمساكن المتوفرة في هذين البلدين.
وفي المتوسط، اعرب 76% من الأوروبيين عن راضاهم عن مساكنهم، بينما اعرب سكان مالطا وجمهورية التشيك وسلوفينيا والمجر وتركيا واليونان وأيرلندا عن عدم رضاهم عن مساكنهم.
ويأتي عدم الرضا من عوامل مختلفة، على سبيل المثال، تشكل الحاجة إلى مساحة أكبر مصدر قلق كبير، وخاصة في بولندا، حيث يشير 58% من السكان إلى هذا العامل باعتباره السبب وراء عدم رضاهم. وتشكل التكلفة مشكلة رئيسية أخرى: إذ يقول ثلث الأشخاص غير الراضين إن أماكن إقامتهم باهظة الثمن. ويصل هذا المعدل إلى 53% في مالطا، و48% في أيرلندا، و48% في فنلندا.
بالإضافة إلى ذلك، أشار ما يقرب من نصف البرتغاليين المشاركين في الاستطلاع غير الراضين عن اماكن اقامتهم الى مشاكل تتعلق بالرطوبة أو العفن، بينما اشار نظرائهم في هولندا الى ان النظافة والآفات هما المشكلتين الرئيسيتين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة