تاريخ النباتات عند العرب.. ما قدمه المصريون فى المجال

السبت، 26 أكتوبر 2024 07:00 ص
تاريخ النباتات عند العرب.. ما قدمه المصريون فى المجال تاريخ النباتات
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عرف المصريون بشغفهم للمعرفة وتأليفهم فى جميع المجالات منذ أيام المصريين القدماء، ولم يتوقف ذلك الشغف فى أى عصر من عصورها المتوالية، ومن العلوم التى ألفوا فيها علوم النبات.

 

واعتمادا على كتاب "تاريخ النباتات عند العرب" نتوقف عند جهود المصريين، ومنها:
 

في مصر

نكتب في العلماء الذين دونوا هذا العلم، وصنفوا فيه في مصر، على أن كثيرًا ما ينقل العلماء من بلد إلى أخرى إما للبحث والتنقيب، أو لأن الإقامة تطيب لهم فيها بما كانوا يصادفونه من ترحيب الخلفاء والملوك والرؤساء بهم وإكرامهم لهم، ثم اتصال هؤلاء العلماء بهم، وتقربهم منهم، على أننا نعد العالم الذي يمضي أكثر حياته في بلد ويقضي فيها من هذا البلد.

في الدولة الإخشيدية

كان في الدولة الإخشيدية بمصر ممن ألف في النبات..

أبو الفرج البالسى (طبيب الإخشيد)

كان إذا قدمت المائدة إلى الإخشيد يقف في طريق الطعام فيشرف على كل لون يقدم فيرد ما يرى رده ويصلح ما يراه. وكان طبيبًا فاضلًا متميزًا في معرفة الأدوية المفردة وأفعالها، وله من الكتب:
(1) كتاب التكميل في الأدوية المفردة، ألفه لكافور الإخشيد.
(2) في الدولة الفاطمية

التميمي ت نحو 390 ﻫ / 1000م

هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سعيد التميمي. كان مقامه أولًا بالقدس ونواحيها، وله معرفة جيدة بالنبات وماهياته والكلام فيه؛ وكان متميزًا في أعمال صناعة الطب، وله خبرة في تركيب المعاجين والأدوية المفردة، وانتقل إلى مصر، وأقام بها إلى أن توفي. وقد أدرك الدولة العلوية عند دخولها إلى مصر، وصحب الوزير يعقوب بن كلس وزير المعز والعزيز، وصنف له كتابًا أسماه: «مادة البقاء بإصلاح فساد الهواء والتحرز من ضرر الأوباء»، ولقي الأطباء بمصر، واختلط بأطباء الخاص القادمين من أهل المغرب في صحبة المعز عند قدومه، والمقيمين بمصر من أهلها، وكان التميمي موجودًا بمصر سنة 370 ﻫ / 980م، وله من الكتب..
(1)كتاب البقاء بإصلاح فساد الهواء والتحرز من ضرر الأوباء Augmention de la duree de la vie par la purifivcation de l’air corrompu.
(2)رسالة في صنعة الترياق الفاروقي، والتنبيه على ما يغلط فيه من أدوية ونعت أشجاره الصحيحة وأوقات جمعها وكيفية عجنه وذكر منافعه وتجربته.
(3)مقالة في ماهية الرمد وأنواعه وأسبابه وعلاجه Un traite sur l’ophthalmie purulente.
(4)كتاب الفحص والأخبار Liber scrutationis ot expositionis
(5)كتاب المرشد، وهو كتاب عظيم النفع توجد منه قطعة تبلغ النصف بمكتبة باريس (Leclerc ج2 ص389).

 

ابن الهيثم Ibn AL-Haythm  ت نحو 354–430ﻫ / 965–1038م

هو أبو علي محمد بن الحسن بن الهيثم، أصله من البصرة. ولد سنة (354ﻫ/965م)، ثم انتقل إلى الديار المصرية وأقام بها إلى آخر عمره، وكان فاضل النفس، قوي الذكاء، متفننًا في العلوم لم يماثله أحد من أهل زمانه في العلم الرياضي، وكان دائم الاشتغال كثير التصنيف، وقد لخص كثيرًا من كتب أرسطاطاليس وشرحها، وكذلك لخص كثيرًا من كتب جالينوس في الطب، وكان خبيرًا بأمور صناعة الطب وقوانينها وأمورها الكلية، إلا أنه لم يباشر أعمالها وتصانيفه كثيرة الإفادة، وكان جيد المعرفة بالعربية. قال ابن القفطي: إنه بلغ الحاكم بأمر الله وكان يميل إلى الحكمة خبر ابن الهيثم، فتاقت نفسه إلى رؤيته، ثم نقل له عنه أنه قال: لو كنت بمصر لعملت في نيلها عملًا يحصل به النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقص، فقد بلغني أنه ينحدر من موضع عال هو في طرف الإقليم المصري، فازداد الحاكم إليه شوقًا وسير إليه سرًّا جملة من المال وأرغبه في الحضور، فسار نحو مصر، ولما وصلها خرج الحاكم للقائه والتقيا بقرية على باب القاهرة تعرف بالخندق، وأمر بإنزاله وإكرامه واحترامه، وأقام ريثما استراح وطالبه بما وعد به من أمر النيل، فسار ومعه جماعة من الصناع المتولين للعمارة بأيديهم ليستعين بهم على هندسته التي خطرت له، ولما سار إلى الإقليم بطوله ورأى آثار من تقدم من ساكنيه من الأمم الخالية، وهي على غاية من إحكام الصنعة وجودة الهندسة، وما اشتملت عليه من أشكال سماوية ومثالات هندسية وتصوير معجز، تحقق أن الذي يقصده ليس بممكن، فإن من تقدمه في الصدور الخالية لم يغرب عنه علم ما علمه، ولو أمكن لفعلوه، فانكسرت همته ووقف خاطره، ووصل إلى الموضع المعروف بالجنادل (المعروف الآن بالشلال) قبل مدينة أسوان، وهو موضع مرتفع ينحدر منه ماء النيل فعاينه وباشره واختبره من جانبيه، فوجد أمره لا يمشي على موافقة مراده وتحقق الخطأ والغلبة عما وعد به، وعاد خجلًا منخزلًا واعتذر بما قبل الحاكم ظاهره ووافق عليه، ولكي يتخلص من الحاكم لكثرة استحالته وإراقته للدماء لم يجد طريقًا إلى ذلك إلا إظهار الجنون والخبال، ولم يزل على ذلك إلى أن تحقق وفاة الحاكم. وبعد ذلك بيسير أظهر العقل، وعاد إلى ما كان عليه، واستوطن قبة على باب الجامع الأزهر، وأقام بها متنسكًا مقتنعًا، واشتغل بالتصنيف والنسخ، وتوفي بالقاهرة في حدود سنة ٤٣٠ﻫ/١٠٣٨م أو بعدها بقليل.

ومصنفات ابن الهيثم كثيرة، ففي أنواع العلم الرياضي والطبيعي بلغت خمسة وعشرين كتابًا، وفي العلوم الطبيعية والإلهية أربعة وأربعين كتابًا، ومن كتبه في النبات: كتابه في قوى الأدوية المفردة، وكتابه في قوى الأدوية المركبة.

علي بن رضوان Ali Ibn Radwan  ت ٤٥٣ﻫ/١٠٦١م

هو أبو الحسن علي بن رضوان بن علي بن جعفر، كان مولده ومنشؤه بمصر، وبها تعلم الطب والفلسفة وهو ابن ستة عشر عامًا، فما بلغ الثانية والثلاثين حتى أصبحت له في الطب شهرة عظيمة، وكان يتصرف كل يوم في صناعته بمقدار ما يغني من الرياضة التي تحفظ صحة البدن ويغتذي بعد الاستراحة من الرياضة غذاء يقصد به حفظ الصحة، وكان يديم مطالعة كتب أبقراط Hippocrate، وجالينوس Galien، وكتاب الحشائش لديسقوريدس Dioscorides، وكتب روفس Rufus، وأريباسيوس Oribase، وبولس Pauld’ Egine، والحاوي للرازي Razes وغيرها من كتب الفلاحة والصيدلة. ولم يزل ملازمًا الاشتغال والنظر في العلم إلى أن تميز وصار له الذكر الحسن، وخدم الحاكم بأمر الله، وجعله رئيسًا على سائر المتطبيين، وكانت داره بمدينة مصر في قصر الشمع، وفي زمنه حدث في مصر الغلاء العظيم، والجلاء الفادح الذي هلك به أكثر أهلها، وكان ذلك في سنة ٤٤٥ﻫ/١٠٥٣م، ونقص النيل في السنة التي تليها، وتزايد الغلاء وتبعه وباء عظيم اشتد وعظم سنة ٤٤٧ﻫ، وحكى أن السلطان كفن من ماله ٨٠ ألف نفس، وأنه فقد ثمانمائة قائد، وكانت وفاة علي بن رضوان بمصر سنة ٤٥٣ ﻫ/١٠٦١م وذلك في خلافة المستنصر بالله أبي تميم معد بن الظاهر لإعزاز دين الله بن الحاكم، وله من الكتب الكثير جدًّا منها:
(1)مقالة في دفع المضار عن الأبدان بمصر.
(2)كتاب في الأدوية المسهلة.
(3)فوائد علقها من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس.
(4)كتاب في حل شكوك الرازي على كتب جالينوس (٧ مقالات).
(5)شرح كتاب الفرق لجالينوس Commentarius in librum Galeni de tribus medicorum.
(6)شرح كتاب الصناعة الصغير لجالينوس Commentarius in artem parvum Galeni.
(7)رسالة إلى أطباء مصر والقاهرة في خبر ابن بطلان.
(8)رسالة في أزمنة الأمراض.
(9)كتاب في الأدوية المفردة على حروف المعجم (اثنتا عشرة مقالة).
(10)رسالة في شرف الطب.
(11)مقالة في هواء مصر … إلخ.

 

في الدولة الأيوبية

رشيد الدين أبو حليقة Rashid EL-Din Abu Holayka (ت نحو ٥٩١–٦٦٠ﻫ/١١٩٥–١٢٦٢م)
هو الحكيم الأجل العالم رشيد الدين أبو الحسن بن الفارس أبي الخير بن أبي سليمان بن أبي المنى بن أبي قانه ويعرف بأبي حليقة. كان أوحد زمانه في صناعة الطب والعلوم الحكمية، متفننًا في العلوم والآداب، رؤوفًا بالمرضى، محبًّا لفعل الخير؛ اشتغل في أول أمره بصناعة الطب على عمه مهذب الدين أبي سعيد بدمشق، واشتغل بعد ذلك بالديار المصرية، وقرأ على مهذب الدين عبد الرحيم ابن علي. ولد بقلعة جعبر في سنة ٥٩١ﻫ، ثم عاد إلى القاهرة في سنة ٥٩٩ﻫ فأقام بها وخدم الملك الكامل بصناعة الطب، ولم يزل في خدمته إلى أن توفي، ثم خدم بعده الملك الصالح نجم الدين أيوب إلى أن توفي، وخدم أيضًا ولده بعد ذلك وهو الملك المعظم تورانشاه، ولما قتل الملك المعظم وجاءت الدولة التركية واستولوا على البلاد واحتووا على الممالك دخل في خدمتهم فخدم منهم الملك الظاهر ركن الدين بيبرس، وجماعة أهل رشيد الدين أبي حليقة أكثر شهرتهم بمصر والشام ببني شاكر. ولرشيد الدين أبي حليقة من الكتب، كتاب في الأدوية المفردة سماه «المختار في الألف عقار".

ضياء الدين بن البيطار Diya EL-Din Ibn AL-Bitar (ت ٦٤٦ﻫ/١٢٤٨م)

هو الحكيم الأجل العالم أبو محمد عبد الله بن أحمد المالقي النباتي ويعرف بابن البيطار، أوحد زمانه، وعلامة وقته في معرفة النبات، وتحقيقه واختباره، ومواضع نباته ونعت أسمائه على اختلافها وتنوعها. سافر إلى بلاد الأغارقة، وأقصى بلاد الروم (آسيا الصغرى)، ولقي جماعة يعانون هذا الفن، وأخذ عنهم معرفة نبات كثير، وعاينه في مواضعه، واجتمع أيضًا في المغرب وغيره بكثير من الفضلاء في معرفة النَّبات، وعاين منابته، وتحقق ماهيته، وأتقن دراية كتاب ديسقوريدس إتقانًا بلغ فيه إلى أن لا يكاد يوجد من يجاريه فيما هو فيه؛ وكانت عنده فطنة ودراية في النبات وفي نقل ما ذكره ديسقوريدس، وجالينوس فيه ما يتعجب منه، وقد شاهده ابن أبي أصيبعة واجتمع به بدمشق سنة ٦٣٣ﻫ، وشاهد معه في ظاهر دمشق كثيرًا من النبات في مواضعه، وقرأ عليه تفسيره لأسماء أدوية ديسقوريدس.

وكان في خدمة الملك الكامل محمد بن أبي بكر بن أيوب، وكان يعتمد عليه في الأدوية المفردة والحشائش، وجعله في الديار المصرية رئيسًا على سائر العشابين وأصحاب البسطات Apothecaires، ولم يزل في خدمته إلى أن توفي الملك الكامل، وبعد ذلك توفي الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل وكان حظيًا عنده، متقدمًا في أيامه، وكانت وفاة ضياء الدين العشاب بدمشق في شهر شعبان سنة ٦٤٦ﻫ/٢٠٤٨م فجأة أكل عقارًا قاتلًا فمات من ساعته (نفح الطيب ج٢ ص٢٥٦ طبع ليدن).
ولضياء الدين بن البيطار من الكتب:
(1)كتاب الجامع في الأدوية المفردة مرتب بحسب حروف الهجاء.
(2)شرح أدوية كتاب ديسقوريدس Commentarius de librum Dioscoridis de Simplicibus.
(3)كتاب المغني في الأدوية المفردة، وهو مرتب بحسب مداواة الأعضاء الآلمة Sufficiens de medicina.
(4)كتاب الأفعال الغربية والخواص العجيب De virib singularibus et miris proprietatibus.
(5)كتاب الإبانة والإعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام Declaratio et informatio de vitus et erroribus ab lbn Dschezla in Viaegia commissis.
وغيرها كثير.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة