يُشير سن اليأس إلى نهاية سنوات الإنجاب لدى الأنثى، وتحدث عادة في سن تتراوح بين 45 و55 عامًا، ومع ذلك، تعاني بعض النساء من سن اليأس المبكر خلال حياتهن قبل ذلك، أي قبل سن الأربعين، ويبدو هذا الأمر مؤلمًا لأنه يجلب الكثير من التغييرات الجسدية والعاطفية ويؤثر على نمط الحياة، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".
إن معرفة أسباب انقطاع الطمث المبكر يساعد في الوقاية منه وإدارته بشكل فعال.. وفيما يلي العوامل الرئيسية التي تسبب انقطاع الطمث المبكر:
1. العوامل الوراثية
تحدد العوامل الوراثية متى ستعاني المرأة من انقطاع الطمث المبكر، ومن المرجح أن تكون المرأة مريضة بانقطاع الطمث المبكر إذا عانت والدتها أو أقاربها الإناث من هذه الحالة في وقت مبكر بكثير، وسيكون التاريخ العائلي أحد أكبر العوامل التي تنبئ بانقطاع الطمث المبكر، وقد يكون هذا بسبب حقيقة أن العمر الذي يبدأ فيه انقطاع الطمث يمكن أن يكون موروثًا.
2. التدخين
ارتبط التدخين بحدوث انقطاع الطمث المبكر، ومن المعروف جيدًا أن السجائر تحتوي على مواد كيميائية مثل النيكوتين التي تغير بنية المبايض، وبالتالي تمنع تخليق هرمون الاستروجين، وبالتالي من المرجح أن تعاني المدخنات من انقطاع الطمث في وقت أبكر من غير المدخنين، وعلاوة على ذلك، فإن الكمية المدخنة ومدتها تسرع أو تسبب انقطاع الطمث المبكر.
3. اضطرابات المناعة الذاتية
قد تتسبب بعض أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة، واضطرابات الغدة الدرقية، في مهاجمة الجهاز المناعي للمبايض، مما يؤدي إلى فشل مبكر في المبايض لدى المرأة، ومن المعروف أن هذه الأمراض تؤثر على مستويات الهرمونات في الجسم وتعطل أيضًا الأداء السليم للمبايض، وبالتالي تظهر عادة انقطاع الطمث المبكر لدى المرأة.
4. العلاج الكيميائي والإشعاعي
تعاني النساء اللاتي يخضعن للعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي - وخاصة عندما تكون الأورام السرطانية قريبة من الأعضاء التناسلية - من انقطاع الطمث المبكر عادةً، وغالبًا ما يؤدي العلاج الكيميائي والإشعاعي إلى إتلاف المبايض، والتداخل مع بويضاتها وهرموناتها، وغالبًا ما يعتمد مدى هذا الضرر على جرعة ومدة العلاج جنبًا إلى جنب مع العمر في ذلك الوقت.
5. الاستئصال الجراحي للمبيضين
استئصال المبيضين أو إزالة أحد المبيضين أو كليهما هو إجراء جراحي يؤدي مباشرة إلى انقطاع الطمث، حيث تدخل النساء اللاتي يخضعن لهذه الجراحة في سن اليأس فورًا بسبب عدم قدرة الجسم على إنتاج المزيد من البويضات أو الهرمون الذي يسبب حدوث الدورة الشهرية، ويمكن أن يؤدي الإزالة الجزئية للمبيضين إلى انقطاع الطمث المبكر لأن الأنسجة المتبقية قد لا تعمل بشكل صحيح.
6. الحالات الصحية المزمنة
ارتبطت بعض الأمراض المزمنة، مثل مرض السكري أو الصرع، ببداية مبكرة لانقطاع الطمث، فعلى سبيل المثال، تعاني النساء المصابات بداء السكري من النوع الأول من انقطاع الطمث في وقت أبكر من النساء غير المصابات بالمرض، ربما لأن طريقة التحكم في نسبة السكر في الدم تؤثر على المبايض، وبالمثل، ربطت بعض الدراسات بين الصرع واختلال التوازن الهرموني الذي من شأنه أن يسرع من شيخوخة المبيض.
7. انخفاض مؤشر كتلة الجسم (BMI)
يؤثر وزن الجسم أيضًا على العمر الذي تعاني فيه المرأة من انقطاع الطمث، إن المرأة التي لديها مؤشر كتلة جسم منخفض، أقل من 18.5، من المرجح أن تمر بانقطاع الطمث مبكرًا لأن دهون الجسم تحتوي على هرمون الاستروجين كأحد مصادرها، وسوف تنفد مخزونات هرمون الاستروجين لدى المرأة بشكل أسرع عندما ينخفض مستوى الدهون في جسمها، وبالتالي فهي معرضة لانقطاع الطمث، والنساء اللاتي لديهن مؤشر كتلة جسم أعلى يمررن بانقطاع الطمث في وقت متأخر قليلاً.
إن بداية انقطاع الطمث متعددة العوامل، وتعتمد على الاستعداد الوراثي ونمط الحياة، وبالرغم أن هناك حالات يصعب السيطرة عليها للوقاية من انقطاع الطمث المبكر مثل العوامل الوراثية أو بسبب ضرورة مطلقة لتناول الأدوية لعلاج حالة مرضية أخرى، فإن خيارات نمط الحياة من خلال تجنب التدخين والحفاظ على وزن صحي للجسم يمكن أن تؤخر هذه الحالة.