يترقب العالم واحدًا من أهم الأحداث العالمية المقرر حدوثها خلال الفترة المقبل، إذ وصلت الحملة الانتخابية لـ انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 إلى آخر أيامها استعدادًا لانطلاق الانتخابات المقرر انطلاقها في الخامس من نوفمبر 2024 المقبل، وقد كشفت الإحصاءات الصادرة عن مختبر الانتخابات فى جامعة فلوريدا عن توجّه ملحوظ نحو التصويت الشخصى المباشر، إذ أدلى ما يقرب من 15 مليون ناخب بأصواتهم شخصيًا فى مراكز الاقتراع المخصصة للتصويت المبكر، وذلك حسب ما ذكرته صحيفه "ذا هيل" الأمريكية، وفي ضوء ذلك نوضح لكم تاريخ الدستور الأمريكي الذي يعد واحد من أقدم الدساتير المكتوبة في العالم.
ويعتبر الدستور الوثيقة المؤسسة للحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة الأمريكية كما يشكل القانون الأعلى للبلاد، وهو أقدم دستور مكتوب غير منقطع الاستعمال فى العالم.
وتستمد مواد الدستور الأمريكى مضمونها من نظريات الفلاسفة الإنجليزيين جون لوك توماس هوبز وإدوارد كوك، والفيلسوف الفرنسى جان جاك روسو، وآمن هؤلاء المفكرين بأن قبول الأفراد بالالتزام السياسى تجاه المجتمع على أساس المصلحة الذاتية والمنطق، وأدركوا تماماً مزايا مجتمع مدنى تكون لأفراده حقوق وواجبات .
ودعا الكونجرس الأمريكى إلى عقد مؤتمر فى 14 ايار 1784 لمناقشة أمر الدستور، وأرسلت الولايات نوابها إلى فيلادلفيا التى كانت العاصمة الاتحادية وقتها وكان أول مؤتمر لاختيار رئيس للولايات المتحدة. وقد اقترح على أن يكون بنجامين فرانكلين أول رئيس للدولة الجديدة لاعتبارات أهمها سنه ورجاحة عقله، حيث كان عمره 81 سنة ولكنه رفض ذلك، تم إضافة بالله نؤمن كشعار للولايات المتحدة الأمريكية بعد أن تبنته ولاية فلوريدا على علمها، وتمت الموافقة على استعماله على الدولار الأمريكى.
وبحسب كتاب "مبادئ القانون الدستورى : دراسة موجزة عن القانون الدستورى و النظم السياسية" للدكتور أشرف إبراهيم سليمان، فإن العرف ظل هو المصدر الوحيد للقانون الدستورى حتى قيام الثورة الأمريكية فى النصف الثانى من القرن الثامن عشر، ومنذ عام 1776، بدأت المستعمرات الإنجليزية فى القارة الأمريكية تتخذ دساتير مكتوبة، ثم صدر دستور الولايات المتحدة سنة 1787، الذى يعتبر أقدم دستور مكتوب فى العالم ولا يزال مطبقا منذ تلك السنة وحتى الآن.
ويذكر كتاب "تنظيم الاختصاصات الدستورية فى نظام الثنائية البرلمانية: دراسة مقارنة" للدكتور غانم عبد دهش عطية الكرعاوي، تتميز الفيدرالية الأمريكية بنفوق الاتحاد، وسمو دستوره واعلويته وذلك بتكريس سمو القاعدة الدستورية بالنسبة إلى القانون، إذ أشار الدستور الأمريكى لعام 1787 إلى ذلك صراحة إذ قضى بأن هذه الدستور وقوانين الولايات المتحدة التى تصدر تبعا له وجميع المعاهدات المعقودة أو التى تعقد تحت سلطة الولايات تكون القانون الأعلى للبلاد.
كما يتميز هذا الدستور بأنه أول دستور مكتوب فى الصور الحديثة بعد دساتير بعض الولايات، كما يتميز بجموده ويتجلى هذا الجمود فى طريقة تعديله إذ يتطلب إجراءات معقدة، فهو أصعب من أصعب الدساتير تعديلا فى العالم، ومرد ذلك أن الدستور الأمريكى جاء نتيجة مقاصة بين مواقف متباينة، لم يكن لها أن تتفق على غير ما اتفقت عليه، وى بالتالى تمسكت ببنود هذا الاتفاق وربطت تعديله بموافقة الولايات الأعضاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة