صدر حديثًا عن مؤسسة بيت الحكمة الثقافية، كتاب "حكاية الدرويش والحلاج" تأليف طه جزاع، والذي يقدم فيه الكاتب سيرة أدبية للحلاج، وحادثة صلبه وسياقها التاريخي.
يوشك وضع الإنسان عند الكتابة أن يشبه حالة فقدان الوزن في عالم الفضاء؛ لتعلقه عندئذٍ بين الحقيقة والخيال، وإحساسه بأنه رجل في منطاد يكاد ينطلق إلى الأعالي، وأن عليه أن يستعد لضبط حركة ارتفاعه ويوازن حمل الرياح له، ويحتاط لنزوله إلى الأرض. وفي هذه الحالة يجد الإنسان نفسه في عاصفة هوجاء تهب عليه فيها الكلمات والجمل والمعاني والأخيلة والصور، وكلما أمسك بواحدة منها أعجبته الأخرى، فأطلق الأولى وأمسك الأخرى، ولهذا تنتاب الكاتب عوامل الحيرة والذهول والترتب حتى يستطيع بعد لأي، عند هدوء العاصفة المذكورة، أن ينشئ أو يلفق، جملة يبدأ بها التنفيس عن خوالجه، وتلك هي جملة المفتاح".
يقدم الكاتب "طه جزاع" في هذا الكتاب سيرة أدبية للمؤرخ وأستاذ الفلسفة "كامل مصطفى الشيبي"، ولأن الأخير كان عاشقًا للشاعر الصوفي "الحسين بن منصور الحلاج" فقد قدَّم الكاتب سيرة أدبية للحلاج أيضًا. نجد في هذا الكتاب حوارات واقعية ومتخيَّله مع عاشق الحلاج "كامل الشيبي" بجانب سيرته وسيرة "الحلاج" التي تناول الكاتب سياقها التاريخي وحادثة صلبه وما وراءها من سياق اجتماعي وسياسي، وكذلك يقارن الكاتب بين "الحلاج" وصوفي آخر هو "السهروردي"؛ فكلاهما قُتِلَ من السلطة للأسباب نفسها، وكلاهما أضاف الكثير للتراث الروحي للتصوف الإسلامي.
حكاية الدرويش والحلاج
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة